تبطين الترع مشروع عملاق على أراضى محافظات مصر.. يساعد فى تقليل فقد المياه والحفاظ على المصارف والترع وترشيد الاستهلاك.. الانتهاء من تبطين 190 كيلو متر ببني سويف.. و42 كيلو متر من الترع بالقليوبية

"تبطين الترع" أحد أهم المشروعات القومية التى تنفذها الدولة، لتحقيق نقلة حضارية كبيرة فى مجال المحافظة على مياه الرى وترشيد الاستهلاك، والحفاظ على جودة المنتجات الزراعية، وحماية البيئة من التلوث.
وقد دشن الرئيس عبد الفتاح السيسى، المشروع مطلع عام 2020، ووجه بضرورة إنجاز المرحلة الأولى خلال عامين بدلا من 10 سنوات، وشدد على ضرورة مشاركة الأهالى لتقليل فقد المياه، والحفاظ على المصارف والترع، مشيراً إلى أن مشروعات الرى الحديث التى تنفذها الدولة تتكلف نحو تريليون جنيه.
ففي بني سويف أنهي الري أعمال تبطين بعض الترع لتحقيق أعلى مستوى من ضبط الجودة، وذلك لما له من عوائد ومنافع كبيرة على منظومة الري، وتوفير المياه لأغراض الري والصناعة ومياه الشرب وتوفير كميات مياه من الفاقد، وضمان عدالة توزيع المياه وزيادة الإنتاجية الزراعية، فضلا عن تقليل تكاليف أعمال الصيانة والتطهير للمجاري المائية.
وقال الدكتور محمد هانى محافظ بني سويف، إنه يتم حالياً العمل في تنفيذ 24 عملية، بإجمالي زمام 127 ألفا و591 فداناً، حيث تم الانتهاء من أعمال تبطين 190كيلومتر بتكلفة 366 مليون و851 ألف جنيه بنسبة تنفيذ تزيد عن 63% من إجمالي المستهدف في المرحلة الأولى والذي يقدر ب300 كم ،مشيراً إلى تكليفاته لمسؤولى قطاع الري بإعداد تقارير بصفة مستمرة متضمنة الموقف التنفيذي للمشروع.
ويعد تبطين الترع في محافظ قنا من المشروعات القومية المهمة التي تنفذ في الوقت الحالي وهي إحدى أركان خطة الدولة للاستفادة من المياه وتوفير احتياجات القطاع الزراعي.
ويهدف التبطين إلى تحسين حالة الري في مساحة مليون فدان، وتوفير عدد كبير من العمالة للقضاء على البطالة، وهو أحد الطرق الناجحة التي تضمن وصول المياه لنهاية الطرق دون عائق، وخفض إهدار المياه.
وقال جبريل محمود، أحد المزارعين من أهالي قناا، إن مشروع تبطين الترع ساعد في تحسين المنظر الجمالي وحافظ على كميات المياه الموجودة في تلك الترع.
وأوضح جبريل، أن تجريف الترع كان يؤثر على الزراعات عن طريق الكراكة وكذلك الأسفلت المتواجد بجوار تلك الترع مع الحاجة لميزانية كبيرة، متمنيًا أن يتم تبطين كل الترع.
أما عن القليوبية فمشروعات تبطين الترع بالقليوبية، والتي تم الانتهاء منها، تبين مدى أهمية هذا المشروع القومي الذي يهدف في المقام الأول للحفاظ على المياه وضمان عدالة توزيعها وسرعة وصولها لنهايات الترع.
قال المهندس أسامة خليل وكيل وزارة الرى بالقليوبية، إنه تم الانتهاء من أعمال تبطن وتأهيل 42.5كيلو متر من الترع التى يتم العمل بها الآن بالمشروع القومى لتبطين وتأهيل الترع بنطاق محافظة القليوبية، حيث تستهدف تأهيل وتبطين 96 ترعة بإجمالى أطوال 410 كيلو متر من الترع بتكلفة إجمالية بلغت مليار و300 مليون جنيه، مشيرا إلى أنه بمثابة مشروع استثمارى فى شبكات الترع والمجارى المائية.
وأضاف خليل، أن فوائد المشروع تتلخص فى عدة فوائد أولها توفير المياه التى تم الحفاظ عليها من التسريب والإهدار نتيجة استبحار المجرى المائى ولكن المشروع يعيد المجرى إلى ما كان عليه، وأيضا وصول المياه إلى نهايات المجرى المائى مما يضمن عدالة توزيع المياه للمنتفعين على مستوى الترع بالكامل، إلى جانب تقليل تكلفة الصيانة وعمليات التطهير للمجرى المائية نتيجة ظهور حشائش جرفية للمجرى أو غاطسة من القاع.
وتابع خليل، أن المشروع أيضا يحافظ على الجسور الخاصة بالمجرى المائى من التعديات لخلق طرق للمنتفيعن والمزارعين لاستخدامها، وأيضا تحقيق استفادة من الموارد الطبيعية للدولة، إلى جانب خلق فرص عمل للمقاولين والأفراد والشركات، وأيضا وجود شكل جمالى للمجرى المائى يعيد للريف المصرى طبيعتة وروعة المجرى المائى.
وناشد مدير رى القليوبية، الأهالى والمنتفعين من أعمال تأهيل وتطوير الترع الحفاظ على المجرى المائى بعد إلقاء القمامة والقاذورت به، مشيرا إلى أنه من المقرر الانتهاء من أعمال التبطين بالمرحلة الأولى منتصف 2022.
ويعتبر المشروع القومى لتبطين الترع والمصارف واحدًا من أهم المشروعات القومية في محافظة أسيوط والتى توليها الدولة اهتماما كبيرا وتستهدف الحفاظ على كميات كبيرة جدًا من المياه المهدرة، وأحد المشروعات المهمة التى يوليها الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، أهمية كبيرة جدًا كما أن المشروع يوفر نحو 5 مليارات متر مكعب من الموارد المائية المهدرة سواء من نهر النيل أو من الأمطار أو المياه الجوفية أو المعالجة
وتواصل الأجهزة التنفيذية بمحافظة أسيوط والمعنية بهذا الأمر تنفيذ مراحل التبطين تبطين الترع والمصارف تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية بترشيد الفاقد من المياه بكل الطرق الممكنة وتحسين الرى، حيث يستهدف المشروع في أسيوط 1500 متر من الترع والمصارف بمراكز المحافظة.
ومن جانبه أوضح المهندس محمود السعدى مستشار وزير الموارد المائية والرى، أن مشروع تبطين الترع يعد من أهم المشروعات التى تنفذها الدولة لما له من فوائد كثيرة، أهمها ضمان وصول المياه إلى نهايات الترع خلال دور العمالة وهذا يحقق العدالة فى توزيع المياه للمنتفعين.
وأضاف السعدى فى تصريحات خاصة ل"اليوم السابع"، أن الفائدة الثانية لمشروع تبطين الترع هى الاستفادة من الموارد المائية المتاحة من خلال ترشيد استهلاك المياه والحد من الفواقد التى كانت تذهب فى النقل والتسرب نظرًا لاتساع الترع لأن هذه الترع منذ أكثر من 200 عام لا يتم فيها سوى أعمال تطهير يدوى وخلال السنوات الماضية بالحفارات، مما أدى إلى استبحارها واتساع القطاع المائى مما أصبح يحتاج إلى كميات كبيرة من المياه، مشيرًا إلى أن تبطين الترع يعيد الترع إلى القطاع التصميمى وهو ما يساعد على ترشيد الاستخدامات المائية.
واستكمل السعدى: "الفائدة الثالثة للمشروع أنه يقلل تكلفة الصيانة وإزالة الحشائش الدورية للترع التى كان يتم تطهيرها من ثلاثة مرات إلى أربعة فى العام، وبعد تبطينها التكلفة التى كانت تصرف فى التطهير والمقدرة ب 600 مليون جنيه فى العام سوف يتم توفيرها".
ومن قرية لأخرى، عمل مستمر، لإنهاء أعمال تبطين وتأهيل الترع بمحافظة المنيا وذلك للحفاظ على المياه، وإعادة الشكل الجمالى للقرية فى المحافظة.
وقدم"اليوم السابع" بثا مباشرا من إحدى الترع بمحافظة المنيا، وهى ترعى أبوعيسى ببنى مزار والتى تحول شكلها إلى صورة جمالية تسر النظر إليها، وتعد واحدة متن عشرات الترع التى تم الانتهاء منها ، والتى مازال العمل يجرى فيها سواء داخل الكتلة السكنية أو خارجها .
وسادت حالة من الرضا على ذلك المشروع القومى ، وأكد الأهالى أن أعمال الابطين تحافظ على المياه كما أنها تحافظ على المواطنين ،خاصة أن تلك الترع فى الماضى كانت عرضة للتلوث ونقل العدوى لكنها تحولت إلى لوحة جمالية.
وقال الأهالى، إن مبادرة تأهيل وتبطين الترع من اجمل المبادرات فقد ساهمت فى تجميل المجرى المائى بالقرى، وكانت تلك المجارى مصدرا للتلوث والناموس، لكن الآن أصبحت جميلة ومتميزه يستطيع أصحاب المنازل استخدام جوانبها للجلوس والتمتع بمرور المياه فى ذلك المجرى المائى النظيف.
ومن ناحيته طالب اللواء أسامة القاضى محافظ المنيا، جميع المواطنين بالحفاظ على ما تم إنجازه وعدم تلوثه، وقال إن المبادرات الرئاسية وعلى رأسها مبادرة حياة كريمه تعد مبادرات سوف تغير واقع القرية المصرية.