لم يعرف العالم دينا مثل الإسلام وسماحته والشاهد على ذلك موقف رسول الله صلى الله عليه وسلم من قريش عند دخوله مكةالمكرمة فاتحا لها ومع عشرة آلاف مقاتل بعدما أخرجه أهلها منها، نظر إليهم صلى الله عليه وسلم وقال لهم "ما تظنون أنى فاعل بكم اذهبوا فأنتم الطلقاء"، تلك كانت مثلا على سماحة وعظمة الإسلام، والتاريخ الإسلامى يعج بالأمثلة التى ضرب فيه الإسلام أعظم الأمثلة بالسماحة وهذا ما فشل الثوار فيه عند إلقاء القبض على القذافى، لقد فشل الثوار فى أول اختبار حقيقى لهم لإعلاء كلمة القانون وتجردوا من كل تعاليم الدين الحنيف. لقد فشل الثوار فى أقل اختبار يمكن أن يتعرضوا له بعد نجاح ثورتهم، وكان أجدر بهم أن يثبتوا للعالم أنهم ثوار بحق وأنهم يريدون إقامة دولة العدل والقانون حتى مع رجل مثل القذافى، الذى عاث فى الأرض فسادا وأهلك الحرث والنسل، القذافى ارتكب جرائم فى حق شعبه لأكثر من أربعين عاما وكان يجب أن تتم محاكمته على كل هذه الجرائم التى ارتكبها. لقد نشرت صحيفة شبيجل الألمانية، أن العثور على القذافى تم فيما يبدو بمساعدة جهاز الاستخبارات الألمانية، وهنا تظهر علامات استفهام كثيرة، هل هذا كان مقصوداً، هل كان المفروض أن يظهر بهذا المشهد البربرى والهمجى وهذا الصراخ والتكبير من بعض الأفراد لتشويه صورة الإسلام، لقد رأى العالم كله هذا المشهد وللأسف كان المستفيد الوحيد منه هو الدعاية الغربية التى تهدف لتشويه الإسلام والمسلمين ووصفهم بأنهم شعوب همجية ولا ترتقى لمرتبة البشر، بل إن الكثيرين تعاطفوا مع القذافى على الرغم من استنكارهم لكل أفعاله وجرائمه. إن فشل الثوار فى تقديم القذافى إلى محاكم عادلة وعلم المخابرات الغربية بمكان القذافى والتمثيل بالجثة دون مراعاة لدين ولا ذمة يعد جريمة فى حق الإسلام وتعاليمه التى تدين هذه التصرفات، وعليه يجب أن يتم إجراء تحقيق نزيه وعادل من قبل الأممالمتحدة ومنظمة المؤتمر الإسلامى لمعرفة كيف تم هذا ومن هؤلاء الأفراد الذين قاموا بالتمثيل بالجثة لتشويه صورة الإسلام، والذى يدين كل تلك الأفعال التى تخرج عن نطاق كافة الشرائع والأعراف، ومعرفة هل هم ثوار فعلا أم هم عملاء للمخابرات الغربية أرادوا الصاق ذلك بالمسلمين والعرب. ألم يكف ما تعرضت له الأمة العربية من مهانة طوال أربعين عاما هى مدة حكم القذافى؟، ألم يكف ما أهدر من مال وثروات كان يجب أن توجه لنهضة وإعمار هذا الوطن؟، ألم يكف ما جرى من مغامرات خاضها القذافى فى أفريقيا وأوربا كانت تسبب فى كل مرة فى كارثة، ألم يكف كل هذا حتى يرحل عن العالم الإسلامى فى صمت، أم أنه كان لابد من تشويه صورة الإسلام بكل تلك الأفعال المشينة، وغير المقبولة ولا حول ولاقوة الا بالله. من الواضح أن الناتو أراد السيطرة على ليبيا التى تعد فريسة يسيل لها لعاب الغرب وأمريكا بدون شك، ولكن كان لابد أن يخرج المشهد الاخير بهذه الصورة الوحشية وغير آدمية كى تكون على حساب الإسلام والعرب، كما هى عادة الغرب دائما للنيل من الإسلام وسماحته.