مدبولي يعلن حالة طوارئ حكومية استعدادا لعيد الأضحى ويوجه بتوفير الخدمات للمواطنين    وزير الطيران المدني: مصر تسعى لأن تكون دولة رائدة إقليميا في إنتاج الوقود المستدام    إعلام عبري: إسرائيل ترفض مقترحا لوقف النار وافقت عليه حماس    مانشستر سيتي يعلن رحيل 3 من الجهاز الفني ل جوارديولا    اللجنة الأولمبية المصرية تعتمد أسماء رؤساء 13 لجنة    مانشستر يونايتد يتحرك لإنقاذ الفريق بعد موسم كارثي.. وكونيا أول الصفقات    كريم عبد العزيز: عايز اعمل فيلم يجمعني ب السقا وعز وأحمد حلمي عشان تولع"    حسن الرداد وإيمي سمير غانم يرزقان بمولودتها الثانية    الأوبرا تستضيف معرض «عاشق الطبيعة.. حلم جديد» للفنان وليد السقا بقاعة صلاح طاهر    محافظ الغربية: الجامعة الأهلية خطوة استراتيجية نحو تعليم متطور    عبد السند يمامة يوضح موقف حزب الوفد في الانتخابات البرلمانية (صور)    محافظ بني سويف يقرر وقف فني تنظيم عن العمل لمدة 3 أشهر.. تفاصيل    إصابة 5 أشخاص إثر انقلاب سيارة ملاكي في الفيوم    المتهم بقتل طفلته في البانيو للمحكمة: والنبي إدوني إعدام.. والمحكمة تصدر قرارها    إغلاق 5 مراكز تعليمية غير مرخصة في الإسكندرية -صور    رئيس وزراء كندا يؤكد سعي بلاده لإبرام اتفاق ثنائي جديد مع أمريكا لإلغاء الرسوم الجمركية    مسؤولة أممية: المدنيون بغزة يتعرضون للاستهداف المباشر    "جائزة الدانة للدراما 2025" تعلن قائمة الأعمال الدرامية والفنانين المرشحين للفوز بالجائزة في نسختها الثانية    متى موعد صلاة عيد الأضحى المبارك 2025 في محافظات الجمهورية؟    دعاء الإفطار في اليوم الأول من ذي الحجة 2025    حالة الطقس في محافظة الفيوم غدا الخميس 29-5-2025    طارق عكاشة يعلن 25% من سكان العالم يعيشون فى أماكن بها حروب    اتحاد الصناعات يبحث مع سفير بيلاروسيا التعاون بالصناعات الثقيلة والدوائية    متى يبدأ صيام العشر الأوائل من ذي الحجة 1446؟    مدير «جنيف للدراسات»: تزاحم أوروبي أمريكي للاستثمار في سوريا    الجيش الإسرائيلي ينشر مشاهد لنصب مستوصف ميداني جنوب سوريا ل "دعم سكان المنطقة"    محافظ الوادي الجديد: رصف 35 ألف متر إنترلوك بمركزي الداخلة وباريس    الاصلاح والنهضة توصي بتأهيل المرأة سياسيًا وتفعيل دور الأحزاب    وزير أردني سابق: نتنياهو يسعى لتقويض مفاوضات واشنطن وطهران عبر ضربة عسكرية    «زي النهارده» في 28 مايو 2010.. وفاة الأديب والسيناريست أسامة أنور عكاشة    حسن الرداد وإيمي سمير غانم يرزقان ب «فادية»    الفيوم تحصد مراكز متقدمة في مسابقتي المبتكر الصغير والرائد المثالي    عقوبة في الزمالك.. غيابات الأهلي.. تأجيل موقف السعيد.. واعتذار بسبب ميدو| نشرة الرياضة ½ اليوم    «القومي للبحوث» ينظم ندوة حول فضل العشر الأوائل من شهر ذو الحجة    عطل مفاجئ في صفقة انتقال عمرو الجزار من غزل المحلة إلى الأهلى    مواقيت الصلاة بمحافظات الجمهورية غدًا.. وأفضل أدعية العشر الأوائل (رددها قبل المغرب)    إيلون ماسك ينتقد مشروع قانون في أجندة ترامب التشريعية    13 شركة صينية تبحث الاستثمار فى مصر بمجالات السياحة ومعدات الزراعة والطاقة    طارق يحيي: لن ينصلح حال الزمالك إلا بالتعاقد مع لاعبين سوبر    رومانو: تاه يخضع للفحص الطبي تمهيدًا للانتقال إلى بايرن ميونخ    مصرع شخص أسفل عجلات قطار في بني سويف    طريقة عمل الموزة الضاني في الفرن لغداء فاخر    حرام شرعًا وغير أخلاقي.. «الإفتاء» توضح حكم التصوير مع المتوفى أو المحتضر    د.محمد سامى عبدالصادق: حقوق السربون بجامعة القاهرة تقدم أجيالا من القانونيين المؤهلين لترسيخ قيم الإنصاف وسيادة القانون والدفاع عن الحق.    نائب وزير الصحة تعقد اجتماعًا لمتابعة مستجدات توصيات النسخة الثانية للمؤتمر العالمي للسكان    5 أهداف مهمة لمبادرة الرواد الرقميون.. تعرف عليها    اسكواش - تتويج عسل ونوران جوهر بلقب بالم هيلز المفتوحة    اليونيفيل: أي تدخّل في أنشطة جنودنا غير مقبول ويتعارض مع التزامات لبنان    سليمة القوى العقلية .. أسباب رفض دعوى حجر على الدكتورة نوال الدجوي    الإعدام لمتهم والسجن المشدد 15 عامًا لآخر ب«خلية داعش قنا»    حملة أمنية تضبط 400 قطعة سلاح وذخيرة خلال 24 ساعة    «بيت الزكاة والصدقات» يصرف 500 جنيه إضافية لمستحقي الإعانة الشهرية غدًا الخميس    وزير التعليم: 98 ألف فصل جديد وتوسّع في التكنولوجيا التطبيقية    صحة أسيوط تفحص 53 ألف مواطن للكشف عن الرمد الحبيبي المؤدي للعمى (صور)    وزير الخارجية يتوجه إلى المغرب لبحث تطوير العلاقات    الحماية المدنية بالقليوبية تسيطر على حريق مخزن بلاستيك بالخانكة| صور    قرار من «العمل» بشأن التقديم على بعض الوظائف القيادية داخل الوزارة    ألم في المعدة.. حظ برج الدلو اليوم 28 مايو    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مصلحة «الطب الشرعى».. عندما ينتهك الفساد حرمة الموت
الرئيس السابق والنائب الحالى يشككان فى سلامة تقاريرها
نشر في اليوم السابع يوم 21 - 11 - 2008

◄كيف تتم كتابة تقارير الطب الشرعى؟ وكيف تتم عملية التلاعب؟
إذا انهار جزء من أجزاء الأدلة، انهارت الأدلة جميعها... وفى 114 شارع بيرم التونسى بالسيدة زينب يقع مقر أهم مكان لتحقيق الأدلة التى تضع طرفى القضية على الحافة.. إما الحياة أو الموت.. أتحدث عن تقرير الطب الشرعى... الذى يحمل فى أوراقه الإدانة والبراءة معا.
أكثر من 160 ألف قضية تعرض على مصلحة الطب الشرعى سنويا للفصل فيها بواسطة أربعة أقسام.. الطب الشرعى الميدانى، المعملى، التزييف والتزوير، والمعامل الكيماوية... هذا الكم من القضايا، وشدة أهمية التقارير التى تفصل فيها تجعلنا نطرح تساؤلا «كيف تكتب هذه التقارير؟ ومن يكتبها؟».
«التقرير المبدئى للطب الشرعى» لا يحتوى على أى تفاصيل، فقط يشتمل على جميع الملاحظات المبدئية، التى شاهدها الطبيب بالجثة مثلا، وما إذا كانت هناك شبهة جنائية، سواء ظاهريا أو تشريحيا، حيث تحفظ تلك الملاحظات والصور الفوتوغرافية التى يستعين بها الطبيب لبيان ما بالجثة من آثار فى ملف القضية.. وبعدها يتم مخاطبة النيابة المختصة لإرسال مذكرة تفصيلية بظروف الواقعة والأوراق الطبية والعلاجية الخاصة بالمجنى عليه، إن وجدت، والتى تساعد فى كتابة تقرير دقيق بشكل أكبر.
لعلنا ندرك أهميته عندما حفظت قضية الاعتداء الجنسى على أطفال حضانة نورهان بالمعادى بعد أن جاء تقرير الطب الشرعى نافيا وقوع أى اعتداء جنسى على الأطفال بينما أكده التقرير الصادر من وزارة الصحة والكشف الطبى الذى أجراه أطباء شرعيون آخرون من خارج المصلحة، مؤكدين أن تقرير الطب الشرعى شابه الكثير من الأخطاء مشيرا لتعرض الأطفال للاعتداء المتكرر. تكرار تضارب التقارير فى العديد من القضايا بل غيابه فى بعض الأحيان جعلنا نسأل الدكتور كمال السعدنى، نائب كبير الأطباء الشرعيين: هل تكفى المذكرة التفصيلية وحدها لكتابة تقرير دقيق؟ السعدنى أجاب بالنفى، مضيفا أنه لا يسمح فى مصر بأن يذهب الطبيب الشرعى لمكان الحادث على الرغم من كونه أمرا عاديا بدول الخليج مثلا، مشيرا إلى أن الخبرة المتراكمة هى أساس كتابة تقرير دقيق، وللأسف المصلحة تفتقد هذه الخبرة باستثناء النواب ورؤساء الأقسام والمديرين.
بعد كتابة التقرير المبدئى تجرى مخاطبة النيابة لإرسال جميع الأحراز الخاصة بالقضية سواء كانت ملابس أو أسلحة أو أدوات تم استخدامها، مقذوفات وغيرها من الآثار المادية التى تم العثور عليها. ثم تأخذ عينات من الجثة وترسل جميعها للمعامل الطبية، وهنا ينتظر الطبيب الشرعى لحين ورود النتائج. انتظار الطبيب لهذه النتائج يؤكد أهميتها وأهمية ما تضيفه من الدقة فى كتابة التقرير النهائى، كما أكد محمد عبدالله خليل المحامى والناشط الحقوقى مضيفا: «التقرير هو أحد الأدلة التى يرتكن إليها القاضى، لكنها غير ملزمة له إذا لم يكن مقتنعا بها، وبالطبع هناك أهمية كبيرة للدلائل والأحراز التى تعين الطبيب على كتابة التقرير بشكل أكثر دقة، ولكن الأمر هنا يصعب تحديده حيث إنه هناك تلاعب كبير داخل المصلحة وبالأخص فى قضايا الاغتصاب مثل العبث بالدليل والإغراءات المادية للأطباء حتى ينتهى التقرير بإدانة شخص معين، وهو ما يفتح الباب لفساد متفاقم لا يقتصر على قضايا الكبار فحسب وإنما أى علاقات داخلية بين الأطباء والجناة تؤثر على التقرير ولو فى القضايا الصغيرة.. فقد تعرضت لذلك كثيرا فى بعض القضايا، ولا يمكن أن نستبعد ذلك، فهناك نوع من الإهانة والتأثير على القضاة وضباط الشرطة فكيف نستبعد التأثير على الأطباء الشرعيين؟».
مذكرة تفصيلية بظروف الواقعة وأوراق العلاج ومشاهدات الطبيب الشرعى من خلال الكشف الظاهرى والتشريح، هنا يكتب الطبيب «تقريره» الذى يثير الجدل فى كثير من الأحيان، مثلا حينما غاب تقرير الطب الشرعى عن تحقيقات منفذ الجميل مقر خدمة المجند عربى جبريل بحى المناخ ببورسعيد، وجاء بمحضر تحقيقات نيابة المناخ أنه ليس من المؤكد أن جثة المجند عرضت على الطب الشرعى قبل الدفن، من هنا تضاربت الأقوال حول سبب وفاته، وأيضا تضاربت تقارير الطب الشرعى وتقارير البحث الجنائى فى قضية بنى مزار والمتهم فيها محمد عبدالحميد بقتل 10 أشخاص من ثلاث أسر والتى انتهت بتبرئة المتهم، واجهنا نائب كبير الأطباء الشرعيين: أين دور المراجعة على التقارير خاصة أن هناك تضاربا، وكثيرا ما يحدث؟ فقال: إذا اختلف أحد الأطباء فى الرأى الفنى لرئيس القسم، من الممكن الرجوع للمكتب الفنى لكبير الأطباء الشرعيين، ففى بعض الأحيان تقوم المحكمة برد التقرير مرة أخرى مطالبة بإعادة قراءته بواسطة لجنة فنية وبالتالى تكون لجنة ثلاثية برئاسة كبير الأطباء التى تعتبر بمثابة محكمة استئنافيه للبحث فى الأمر بمجمله من بداية القضية وحتى التقرير الذى كتب عنها، وبالطبع هذه اللجان تكون على مستوى أرقى وظيفيا... أما الرقابة فيصعب تحقيقها بشكل متكامل، فلا يمكن مراجعة كل التقارير نظرا لنقص الأطباء ذوى الخبرة وكثرة القضايا التى تشكل حملا كبيرا، وتراجع فقط قضايا الرأى العام والأخطاء الطبية.
تأتى المرحلة الأخيرة لكتابة التقرير بعد «المراجعة» ليكتب بصيغته النهائية متضمنا جميع التفاصيل فيما يقرب من عشرين صفحة.. وهنا يؤشر عليها كبير الأطباء بالنسخ وتصدر للنيابة المختصة. هناك مبدأ قانونى يفيد بأن رئيس المحكمة هو الخبير الأعلى فى الدعوى يسلك ما يشاء، يأخذ بما يشاء حتى لو كان اتجاه الدعوى يسير فى اتجاه آخر مخالف لاتجاه تقرير الطب الشرعى الذى يقابل عادة بالاعتراض من جانب الدفاع الذى يبحث عن أى ثغرات فى التقرير لخدمة موكله، وربما يقف تأخير صدور التقرير عائقا أمام هيئة الدفاع معتبرين إياه دليلاً قوياً إذا أصابه الانهيار انهارت الأدلة الأخرى كما أشار المحامى والناشط الحقوقى محمد عبدالله خليل قائلا: «على الرغم من أنه لا يمكن الاعتماد عليه منفردا عند إصدار الحكم لكن لا يمكن فصله عن باقى الأدلة»، من هنا ظهرت المكاتب الاستشارية التى يستعين بها الدفاع للطعن فى تقارير مصلحة الطب الشرعى. الدكتور أيمن فودة، رئيس مصلحة الطب الشرعى سابقا، طرحنا عليه سؤالا: هل أنت راض عن تقارير المصلحة؟ فأجاب مسرعا: «لأ طبعا مش راضى» نظرا لضعف المعلومات التى توفرها النيابة للطبيب ونقص الأجهزة التى تتسبب فى نتائج غير سليمة، فودة يرى أن مراجعة التقارير لابد أن تتم من خلال كبير الأطباء الذى يفترض أن يكون أكثرهم علما وحنكة فى مراجعة التقارير، وتساءل: «كيف يكتب التقرير فى خمس ورقات دون أن يراجع؟» ويجيب: «نقص الخبرة يجعلنا نتوقع أكثر من ذلك، للعلم فإن كبير الأطباء الحالى حاصل على ماجستير طب شرعى فقط».
نقص الأطباء.. التلاعب.. الفساد.. عدم الدقة، أردنا أن نواجه بها رئيس مصلحة الطب الشرعى وكبير الأطباء الشرعيين الدكتور السباعى أحمد السباعى فرفض التعليق.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.