بعد أن قررت إدارة مهرجان القاهرة السينمائى تكريمه على مشواره الفنى الملئ بالإنجازات، وعلى موهبته التى لم تقتصر على التصوير وتعدته إلى الكتابة والإخراج والتمثيل .. طارق التلمسانى "مواهب متعددة وتاريخ حافل بالإنجازات" كان لليوم السابع معه هذا الحوار على هامش مهرجان القاهرة السينمائى الدولى .. صف لى شعورك فور معرفتك بأنك من ضمن المكرمين فى مهرجان القاهرة السينمائى الدولى؟ فى البداية اتصل بى رئيس المهرجان عزت أبو عوف، وقال لى "طارق بلدك عايزة تكرمك مستعد" .. طبعاً لم أصدق نفسى, وكانت مفاجأة كبيرة بالنسبة لى وشعوراً لا يوصف. هل ترى أن التكريم جاء متأخراً؟ صدقينى فرحتى بخبر تكريمى جعلتنى أنسى أى شىء، ويكفينى أن بلدى تذكرتنى, ولكن لا يعنينى متى وأين. هل تكريمك فى مهرجان القاهرة السينمائى مختلف عن تكريمك فى أى مهرجان آخر؟ بالطبع له مذاقه الخاص فتكريمى من جانب بلدى أهم بكثير من تكريمى فى أى مهرجان آخر حتى ولو كان مهرجان "كان" فيكفى أننى أُكرم فى بلدى وسط أهلى ووسط نجوم كبار مثل: محمود ياسين، بوسى،نهاد بهجت. وما تقييمك لمهرجان القاهرة السينمائى فى دورته ال32هذا العام؟ للأسف شهادتى مجروحة, ولكنى أقول الحقيقة فعلى الرغم من وجود سلبيات فى إدارة المهرجان, وهذا موجود فى كل مهرجانات العالم إلا أننى أرى أن المهرجان حدث يجب أن يفتخر به كل مصرى، وأرى أن المهرجان فى تقدم وتطور عاماً بعد عام, ويكفى أنه يحمل الصفة الدولية التى تميزه عن أى مهرجان آخر والصفة الدولية تعنى أنه من أهم 10مهرجانات فى العالم. تعاملت من خلال عملك كمدير تصوير مع كبار المخرجين مثل خيرى بشارة ومحمد خان وداود عبد السيد. فهل تجد اختلافاً فى التعامل مع مخرجين هذا الجيل؟ أكيد يوجد اختلاف, ولكنه اختلاف بديهى بسبب اختلاف الأجيال, وخاصة أننى أنتمى لجيل بشارة وخان, ولكن مع وجود هذا الاختلاف أجد متعة فى معرفة هذا الجيل والتطلع لرؤيته المختلفة للسينما المصرية, وبالمناسبة هذا الجيل لا يخلو من المبدعين فكل جيل له ما يميزه عن غيره, وأنا أرى أن الإبداع هو تقديم الجديد والمختلف وهذا ما يستهوينى. بعد مضى نحو 15 عاماً على إخراج فيلمك الروائى الطويل الأول "ضحك وجد ولعب وحب" لماذا لا تفكر فى إعادة هذه التجربة مرة أخرى؟ بالفعل فكرت وشرعت فى كتابة أكثر من قصة فيلم وكنت سأقوم بإخراجه, ولكن دون أن أشعر أخذنى التمثيل من حلمى فى كتابة وإخراج فيلم روائى طويل مرة أخرى, ولكنى لا أتوقف عن التفكير فى ذلك وأتمنى أن أشرع فى ذلك قريباً. وماذا عن تجربتك الأولى فى تصوير فيلم طويل بكاميرا ديجيتال التى كانت مع خيرى بشارة فى فيلم "ليلة فى القمر"؟ " ليلة فى القمر" كان تجربة خاصة تنتمى إلى أفلام منخفضة التكاليف، صورت أجزاءً منه ب"دى فى كام" DV Cam , وأجزاء أخرى بكاميرا فيديو بيتا كام. تكلف الفيلم نحو أربعمائة ألف جنيه مصرى. فيلم استغللنا فيه الفيديو كوسيط تكنولوجى لتحقيق فيلم سينمائى، كما استغللنا إمكانيات الفيديو فى صنع المؤثرات البصرية والجرافيك. كلنا عملنا بأجور منخفضة فى سبيل عمل شىء مختلف عن السينما السائدة فى ذلك الوقت، ولتحقيق حلمنا للنهوض بسينما كاميرا الديجيتال، وشاركت فى هذا الفيلم ليس فقط كمدير تصوير، بل كممثل أيضاً. وأعتقد أنها ستكون تجربة مثمرة وجديرة بالمشاهدة. وتجربتك الثانية فى فيلم "كليفتي" لمحمد خان. هل كانت لهذه التجربة خصائصها المختلفة أيضاً؟ "كليفتى" مختلف عن فيلم "ليلة فى القمر"، ففريق العمل لم يزد على عشرة أشخاص، معظم الممثلين غير محترفين، مواقع التصوير حقيقية, وليس هناك أى تغييرات جوهرية، الموضوع يعتمد على الشخصية الواحدة One Man Show مثل مواضيع سابقة لخان. شخصية ما وعلاقتها بالمدينة, لذا قمنا بتصوير معظم مشاهده فى الشوارع، وصوّر بكاميرا دى فى كام DV Cam، والإنتاج شخصى لمحمد خان, وليس لشركة منتجة مثل فيلم "ليلة فى القمر" وكانت تجربة ممتعة للغاية وأنا سعيد بها. بعد التجارب المتعددة لأفلام الديجيتال. هل شعرت بأن الديجيتال بدأ يشغل اهتمام السينمائيين المصريين؟ بالفعل بدأ عدد من السينمائيين الاهتمام، وبعضهم سألنى عن هذه التجربة، لكننى لاحظت أن غرض البعض من إقدامهم على التجربة هو مجرد التوفير من دون أن تكون هناك تجربة فنية. مثل ماذا ؟ أحد السيناريوات المقترح تنفيذه بالديجيتال, كان لفيلم موسيقى حتى يوفَّر فى الموازنة. أنا أرى أن معايير صلاحية السيناريو للديجيتال لا تتوافر فى هذه الحال. ماهى معايير ملاءمة السيناريو لتجربة الديجيتال؟ إضافة لملاءمة السيناريو للتجربة، هناك أيضاً المعرفة بتقنيات الديجيتال، العمل بجهود ذاتية وتعاونية، عدم إجراء تدخلات جذرية فى المكان، العمل مع ممثلين لديهم متسعاً من الوقت, وهناك جزء إرتجالى فى التجربة خاص بالتعامل مع المكان أثناء التصوير, وهذا له أهمية كبيرة، وهناك أيضاً حرية فى التعامل مع الأدوات التى تعمل بها (الكاميرا / الإضاءة)، كما أن هناك إمكانات كبيرة تساعدك فى إجراء بعض التغييرات فى أسلوب الفيلم أثناء المونتاج مثل الجرافيك والتصوير البطىء وغيرها، كل هذه الإمكانات المتاحة تزداد كلفتها فى السينما عنها فى الفيديو.