نصيحة واحدة أوجهها للأحزاب التى أسسها أو شارك فيها أعضاء من الحزب الوطنى المنحل، هؤلاء الذين يطلق عليهم اصطلاحاً اسم (الفلول) أقول لكم: إن كنتم تحبون هذا البلد وترغبون فى تقديم خدمة تاريخية لشعب مصر فأرجوكم أن تقاطعوا الانتخابات البرلمانية المقبلة (طوعاً ورضاء) دون انتظار قوانين الغدر أو العزل السياسى أو أى من هذه الإجراءات الاحترازية المرتقبة. تذكروا أن القوى الحزبية والثورية التى تطالب اليوم بعزلكم سياسيا، جرى حرمانها من قبل تحت رعايتكم من المشاركة فى صناعة القرار السياسى على مدى ثلاثين عاماً، وهذه القوى تستحق أن تتحمل هذه المسؤولية مرة واحدة، وتستحق أيضاً أن يكون لها الصدارة فى البرلمان المقبل بما قدمته من تضحيات قبل وبعد ثورة يناير. لا تتأخروا عن اتخاذ قرار تاريخى فتضطروا إليه بالقانون، أو تتورطوا فى المزيد من الإرباك للوضع الداخلى فى وقت بالغ الخطورة، أظهروا إشارة واحدة على احترام الثورة واحترام التغيير، بالرضا دون الحاجة إلى صراع قانونى بالعزل السياسى أو بقانون الغدر. أعرف أنها نصيحة تبالغ فى توقع (المثالية السياسية) من أحزاب تصارع على السلطة، ولكن تذكروا المصير الذى انتهى إليه مبارك حين رفض هذه المثالية من قبل، وحين نصحه أصحاب الأفكار المثالية الساذجة أن يتوقف عن خوض الانتخابات، وأن يوقف مشروع التوريث، وأن يحترم رغبة الناس فى التغيير. المثالية الساذجة قد تكون حلاً عملياً وتاريخياً.. أحياناً. والقرار لكم.