انتقد مصدر فى الرئاسة اليمنية السبت دعوة الإدارة الامريكية إلى نقل فورى للسلطة معتبرا إن هذه التصريحات تشجع "العناصر المتشددة"، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء اليمنية. وقال المصدر فى سياق رده على تصريح صدر عن البيت الأبيض تزامنا مع إعلان مقتل الإمام المتطرف أنور العولقى وتضمن دعوة لصالح للبدء بنقل السلطة فورا، أن "بعض ما تحتويه التصريحات غير المدروسة.. يشجع العناصر المتشددة الخارجة عن النظام والقانون على المزيد من التعنت والتخريب والعدوان". إلا أن المصدر تدارك "ما تضمنه التصريح عن اعتقاد الإدارة الأميركية بضرورة البدء بنقل السلطة فى اليمن على الفور أمر مرحب به فى إطار دستور الجمهورية اليمنية.. والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة، وبما من شأنه ترسيخ النهج الديموقراطى الحر وتحقيق مبدأ التداول السلمى المجسد لإرادة الشعب اليمنى الذى هو مالك السلطة ومصدرها". بدوره، وجه نائب وزير الأعلام عبده الجندى فى مؤتمر صحفى عقده السبت انتقادات للامين العام لمجلس التعاون الخليجى عبداللطيف الزيانى بسبب دعوته الرئيس اليمنى بشكل قاطع الى نقل السلطة معتبرا أن أسلوبه يفتقر إلى الروح الديمقراطية. وكان الرئيس اليمنى اكد فى مقابلة مع صحيفتى نيويورك تايمز وواشنطن بوست الخميس انه لن يتنازل عن السلطة إذا سمح لخصومه فى قبيلة الاحمر او للواء المنشق على محسن الأحمر، بخوض الانتخابات الرئاسية، معتبرا أن ذلك سيكون بمثابة استسلام "لانقلاب". ورغم ترحيبه مرارا وتكرارا بالمبادرة الخليجية التى تنص على تسليمه صلاحياته لنائبه والدعوة الى انتخابات مبكرة، ما زال صالح يرفض التوقيع عليها. من ناحية أخرى دعا الشباب المطالبون بإسقاط النظام فى اليمن إلى إحالة "جرائم" هذا النظام على محكمة الجنايات الدولية مؤكدين أن 861 شخصا قضوا فى أعمال قمع الاحتجاجات منذ مطلع العام، وذلك فى رسالة وجهوها السبت إلى الأمين العام للأمم المتحدة. وطالب شباب اللجنة التنظيمية "للثورة الشبابية الشعبية" فى رسالتهم إلى بان كى مون ب"إرسال بعثة تحقيق دولية للوقوف على جرائم على صالح وأبنائه بحق الشباب السلميين المعتصميين" وب"إحالة ملف جرائم على صالح وعائلته وعصابته إلى محكمة الجنايات". كما طالب الشباب المجتمع الدولى ب"تجميد الأرصدة المالية لعلى صالح وعائلته وأركان نظامه" و"إيقاف صفقات السلاح لنظام على صالح" و"إيقاف كافة أشكال الدعم المادى والمساعدات المالية والمادية". وأكدت الرسالة أن 861 شخصا قتلوا فى الهجمات وعمليات القمع التى شنتها قوات موالية للرئيس او مدنيون من أنصاره على المطالبين بإسقاط النظام، إضافة إلى أكثر من 25 ألف جريح، وذلك فى مختلف المحافظات اليمنية. من جانبه، اكد نائب وزير الإعلام اليمنى عبده الجندى فى مؤتمر صحفى أن إجمالى "الشهداء والقتلى" الذين سقطوا فى المواجهات منذ بداية الأزمة فى كانون الثاني/يناير الماضي، بلغ 1480 شخصا "من الجيش والأمن والمواطنين". وقال الجندى فى تصريحات نقلتها وكالة الأنباء اليمنية أن الحصيلة تشمل "إجمالى من سقطوا منذ بداية الأزمة مطلع العام حتى 25 سبتمبر الماضي"، من دون أن يوضح ما إذا كانت الحصيلة تشمل أيضا الجنود الذين سقطوا فى المعارك مع تنظيم القاعدة فى جنوب اليمن، وهم بالعشرات.