ينتظر الفلسطينيون بتوتر بالغ اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال أيام قليلة , وذلك للحدث الجلل الذى حشدوا له تعاطف الرأى العام العالمى للاعتراف بالدولة الفلسطنية طوال الشهور الماضية, استعانت خلالها السلطة الفلسطينية بخبير القانون الدولى, رجل اكسفورد د. جى جودوين – فيل المقرب من الفلسطينيين لإعداد تقرير قانونى حول إمكانية الاعتراف بالدولة الفلسطينية فى مؤسسات الأممالمتحدة خلال الشهر الحالى, ويعتبر جودين –فيل صديقا للفلسطينين كثيرا وساعدهم قانونيا ضد إقامة الجدار العازل من قبل إسرائيل, عندما بحث الموضوع فى المحكمة الدولية فى لاهاى. وطبقا لتقديرات دولية فإن ما بين 120 - 130 دولة ستصوت إلى جانب الاعتراف بفلسطين دولة مستقلة , والسؤال المتبقى يتعلق بموقف دول الاتحاد الأوروبى, ففى محاولة لكبح المشروع الفلسطينى, فإن خمس دول غربية فقط هى الولاياتالمتحدةالأمريكية وألمانيا وإيطاليا وهولندا والتشيك, هى التى ستصوت ضد الاعتراف بدولة فلسطينية, أما غالبية دول الغرب فهى ليست مستعدة للتصويت ضد القرار, أما الدول الأوربية الأربع التى أعلنت وقوفها ضد القرار, فقد تبدل موقفها إذ جاء فى نص مشروع القرار أن الفلسطينيين مستعدين للعودة إلى طاولة المفاوضات غداة الاعتراف بالدولة, ومن هنا قد تمتنع هذه الدول عن التصويت, إذ تخشى الولاياتالمتحدة وأنصار اسرائيل فى أوروبا أن يمكن الاعتراف بالدولة الفلسطينيين من التقدم بشكاوى ضد اسرائيل إلى المحاكم الدولية, وهو ما سيعزز طلبا كانت كانت السلطة الفلسطينية قدمته للانخراط فى عضوية محكمة الجزاء الدولية فى لاهاى عام 2009 . إسرائيل تشعر بالإحباط الشديد, فبعد أن أبلغ السفير الاسرائيلى فى الأممالمتحدة رون بروسؤور وزارة خارجيته , أن لا أمل فى بلورة تكتل قوى ذى شأن ووزن من الدول الأعضاء فى الأممالمتحدة, ليعارض اعتراف الهيئة العامة بفلسطين , دولة مستقلة فى حال طرح المشروع على جدول أعمالها فى اجتماعاتها المرتقبة قريبا, يميل بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الاسرائيلية إزاء هذا التقرير إلى عدم المشاركة فى الاجتماع العام للأمم المتحدة هذا العام , وسينتدب عنه الرئيس شمعون بيريز, خاصة بعد نشر برقية سرية لمندوب اسرائيل الدائم لدى الأممالمتحدة, يعترف فيها بفشل جهوده فى إجهاض المشروع الفلسطينى للاعتراف بالدولة , اتهم رئيس حكومة لجنة الخارجية والأمن حكومة نتنياهو بتكميم أفواه النواب, ومنع نشر تقرير مهنى يحمل هذه الحكومة مسئولية الفشل, ويحمل نتنياهو مسؤولية مباشرة عن النجاحات الفلسطينية المتوقعة, ويقول أنه لو عرضت مبادرة سياسية ذكية, لما كانت اسرائيل ستواجه مثل هذا الفشل الدبلوماسى والاستراتيجى. وبسبب الفشل فى الجهود الاسرائيلية لحشد عشرات الدول ضد المشروع الفلسطينى, فإن غاية ماتنشده اسرائيل, بعد تقرير سفيرها فى الأممالمتحدة, ومن خلال جهودها الدبلوماسية لزيادة عدد الدول التى تعارض المشروع الفلسطينى, هو حشد مجموعة من الدول للامتناع عن التصويت, خاصة أن هناك عدد قليل من الدول التى ستصوت ضد الاعتراف بالدولة الفلسطينية. ثمة توجهين برزا مؤخرا فى اسرائيل لمواجهة هذه الأزمة, الأول يتصل بالمستوى السياسى وخاصة نتنياهو ووزير خارجيته ليبرمان, وبحسبه فإنه يجب التعامل مع القرار بشكل مماثل لتقرير جولدستون, وبما أنه لايوجد إمكانية لدى إسرائيل لوقف اتخاذ هذا القرار , فيجب إدانته بشدة, أما التوجه الثانى الذى تطرحه أقلية فيقوده مسؤولون فى وزارة الخارجية والشاباك (جهاز المخابرات العامة) وضباط فى الجيش ويتضمن أن تحاول إسرائيل التأثير على نص القرار الذى سيعرض للتصويت, وذلك بهدف بلورة نص يمنع كسر قواعد اللعبة بعد التصويت وربما يتيح تجديد المفاوضات.