انعقد فى مقر المركز القومى لدراسات الشرق الأوسط بالقاهرة المؤتمر, الأول لممثلى المجتمع المدنى الفلسطينى من الأكادميين والمثقفين والإعلاميين ورجال المال والأعمال يومى الجمعة والسبت (7-8/11/2008) بمبادرة من جامعة فلسطين بغزة التى عقدت سلسلة من الندوات السياسية والفكرية فى إطار تعميق مفهوم الحوار والمصالحة الوطنية وتعزيز الوحدة الوطنية والوفاق الوطنى. يأتى انعقاد هذا المؤتمر فى سياق الجهود المصرية الحاضنة لسلسلة الحوارات الثنائية مع الفصائل الفلسطينية, ومتناغماً مع الحوار الوطنى الشامل بالرعاية المصرية مسنودة بالدعم العربى فى إطار جامعة الدول العربية, والحريصة على وحدة الشعب الفلسطينى وقدسية قضيته وعدالة حقه فى الحرية والاستقلال وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وبما يكفل الحفاظ على حق العودة للاجئين وفقاً لقرار الشرعية الدولية رقم 194. دلت المداخلات والمناقشات الجادة فى الجلسات المتوالية على مدار يومين صباحاً ومساءً للعناوين المطروحة على جدول الأعمال، على الحرص الأكيد من الجميع على نبذ الفرقة والانقسام, والعمل الجاد على استعادة روح الوحدة الوطنية وتعزيزها والنأى بها عن التباينات والعصبيات الحزبية والفصائلية والتدخلات الخارجية غير الحريصة على وحدة الكلمة والصف والممارسة النضالية المشروعة، والترحيب الواعى بالجهود الكريمة التى تبذلها جمهورية مصر العربية بهدوء وروية ومسئولية قومية راشدة. اتفق المشاركون فى المؤتمر الأول لممثلى المجتمع المدنى الفلسطينى على أرض الكنانة على ما يلى: 1.إصدار إعلان القاهرة للوفاق الوطنى. 2.تعميم الإعلان على وسائل الإعلام العربية والعالمية, وعلى مساحات واسعة من المؤسسات الفاعلة لتحقيق انتشار أوسع وأكثر تأثيراً. 3.العمل على توسيع دائرة المشاركين من المؤسسات الفاعلة فى إطار المجتمع المدنى الفلسطينى, والمؤسسات الاجتماعية والأكاديمية والثقافية والاقتصادية لتنمية أفكار العمل الإيجابى ونشرها, ورفد صناع القرار بما يفيد فى تنمية الممارسة الديمقراطية. 4.العمل على تشكيل لجنة للتنسيق والمتابعة تضم فى عضويتها ممثلين للمجتمع المدنى الفلسطينى من مختلف التجمعات الفلسطينية والشخصيات الوطنية داخل الوطن وخارجه, وبما يكفل إمكانية الاستمرار والتواصل. 5.إنشاء موقع إلكترونى خاص يهتم بأنشطة المؤتمر, ويعمل على ترويج أفكار التصالح والتسامح والتآلف ونبذ العنف والانقسام ومصادرة الحق فى الرأى والتعبير. الإعلان تأسيساً على هذه المفاهيم والإجراءات, فإن المؤتمر الأول لممثلى مؤسسات المجتمع المدنى الفلسطينى يؤكد ما يلى: 1-الشعب الفلسطينى فى كل أماكن تواجده داخل الوطن وخارجه كل لا يتجزأ, يتمسك بوحدة الأرض والشعب والقضية ويدين بشدة حالة الانقسام والانفصال والتشرذم , وهو عاقد العزم على تكريس وتكثيف كل الجهود لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية روحاً وممارسةً. 2-يثمن المؤتمر عالياً كل الجهود المخلصة فلسطينياً وعربياً لرأب الصدع والخروج من الأزمة وإعادة اللحمة , وفى هذا السياق يعلن المؤتمر تأييده المطلق والأكيد للجهود المصرية المتواصلة بمسئولية والتزام لرعاية الحوارات الفلسطينية والحوار الوطنى الشامل الذى يجمع كل القوى الفلسطينية ويدفع بها نحو الوحدة والقوة. 3-يدعو المؤتمر الأشقاء فى مصر لتوسيع دائرة المشاركة فى الحوار الشامل وإتاحة الفرصة لعدد من ممثلى المجتمع المدنى الفلسطينى والشخصيات الوطنية تعزيزاً لمفهوم المشاركة والتنوع و التعددية. 4-يؤكد المؤتمر على أهمية تبنى جامعة الدول العربية الجهود المصرية الكريمة لإنجاح الحوار لتحقيق الوفاق الوطنى ليكون ذلك مسنوداً بالإجماع العربى ويتمتع بصلاحيات واسعة للإلزام وفق آلية عربية للتنفيذ والتطبيق والمتابعة وبما يحقق الوفاق والمصالحة الوطنية ويحول دون التدخلات التى تعرقل الاتفاق وتشجع الانقسام. 5-يدعو المؤتمر الإخوة المتحاورين من مختلف الفصائل على أرض الكنانة مصر العزيزة إلى تغليب المصلحة الوطنية على المصالح الحزبية والفصائلية والفئوية , وبما يجعل فلسطين الوجهة و البوصلة والانتماء , و يؤكد على التسامى فوق الجراح وتعميق الحق فى الحرية والتعبير والتواصل. 6-يؤكد المؤتمر على الالتزام بتنظيم حملات شعبية متواصلة تدعم الوفاق الوطنى طريقاً إلى المستقبل, وتتنوع أنشطتها بين الاعتصام والندوات والحوارات والمعارض والرسوم وغيرها. 7-يدعو المؤتمر الإخوة المتحاورين إلى وقف كل ما يؤدى إلى الاحتقان كالحملات الإعلامية والاعتقالات السياسية وأعمال العنف ( ... إلخ ) واتخاذ إجراءات فعالة وملموسة لإنجاح الحوار والوفاق الوطنى. 8-إن المؤتمر, وهو يختتم أعماله يتوجه بالتحية والتقدير إلى المركز القومى لدراسات الشرق الأوسط بالقاهرة الذى أفسح لنا مكاناً واسعاً فى القلوب والصدور إلى جانب قاعات الحوار والمناقشة وحسن الضيافة والإدارة والسياسة, ويدعو القائمين على المركز القومى إلى المزيد من التنسيق والمتابعة واستمرار التواصل.