عقب ساعات قليلة من إعلان واشنطن صراحة أنها ستسخدم حق النقض "الفيتو" فى مجلس الأمن على مشروع القرار العربى باقامة دولة فلسطينية، اعتبرت الجامعة العربية أن هذا التحرك الأمريكى يتنافى مع حقوق الإنسان. وقال السفير محمد صبيح الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية لشئون فلسطين والأراضى العربية المحتلة، إن التوجه للأمم المتحدة مستمر حتى فى ظل إعلان الولاياتالمتحدة صراحة عن نيتها استخدام الفيتو، واصفا الموقف الأمريكى بالسلبى، ويتشابه مع موقفها فى مجلس الأمن عندما طرح موضوع الاستيطان الإسرائيلى. وقال إن مساعى الولاياتالمتحدة لمنع قبول فلسطين دولة كاملة العضوية فى الأممالمتحدة يتناقض مع أبسط حقوق الإنسان، ومبادئ الديمقراطية، ومع المنطق، كما يتناقض مع القرارات الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية. ولفت إلى أن واشنطن بموقفها هذا تتجاهل عددا كبيرا من قرارات الشرعية الدولية التى تطالب بإقامة دولة فلسطينية تعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل، مشيرا الى أن الجامعة العربية تقدر موقف القيادة الفلسطينية، والرئيس محمود عباس الثابت والمتماسك بشأن التوجه للأمم المتحدة، مذكرا أن القيادة الفلسطينية، أوضحت أن هذا التوجه ليس موجها ضد أحد، وليس عزلا لإسرائيل كما يدعى اليمين الإسرائيلى، وإنما هو من أجل الحفاظ على الحقوق الفلسطينية. وأكد صبيح، أن القرار الأمريكى وتداعياته على التوجه الفلسطينى للأمم المتحدة سيكون محل نقاش وزراء الخارجية العرب يوم الاثنين المقبل خلال اجتماع لجنة متابعة السلام العربية بالقاهرة، حيث سيستمع الوزراء لشرح مستفيض من الوفد الفلسطينى برئاسة الرئيس محمود عباس "أبو مازن" الذى سيشارك فى الاجتماع لعرض ما تم إنجازه من خطوات، وما هو مطلوب عمله خلال المرحلة المقبلة لإنجاح التحرك الفلسطينى والعربى فى الأممالمتحدة. وشدد على أنه ليس هناك خيار آخر أمام العرب والفلسطينيين فى ظل تعثر المفاوضات، وعدم قيام الولاياتالمتحدة بإلزام إسرائيل بوقف الاستيطان إلا التوجه للأمم المتحدة للمطالبة بفلسطين دولة كاملة العضوية فى المنظمة الدولية، محملا الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نيتانياهو مسئولية وضع عملية المفاوضات والسلام بهذا المأزق الخطير. وذكر، أن عدم التزام إسرائيل بوقف الاستيطان تزامن مع تهديد دولة الاحتلال بشن حرب ضد الشعب الفلسطينى فى الضفة الغربية وغزة، ومع عمل دؤوب لمنع قيام الدولة الفلسطينية، وعمل متواصل لتهويد القدس.