انتشرت فى محلات بيع المبيدات الزراعية أنواع كثيرة من المبيدات مجهولة المصدر "المسرطنة" التى يقوم بالترويج لها بعض أصحاب المحلات، بدعوى أن تأثيرها أقوى من غيرها فى القضاء على الآفات والحشرات الزراعية، والتى تؤثر على إنتاجية الفدان من المحصول دون وجود تصريح من وزارة الزراعة على تلك المبيدات. وقال محمد عبد الباسط "فلاح" إن محصول الطماطم عندما أصيب بدودة "توتا أبسليوتا" هذا العام أصبح المحصول نفسه مدمراً لحياة الإنسان، ويصيب من يأكله بالسرطان، فكنا نستخدم جميع أنواع المبيدات الفتاكة، ونخلطها مع بعضها ونرشها وقت ظهور الدودة فى الأرض وفى أى مرحلة من حياة النبات. وأضاف أن المشكلة الحقيقية إذا هاجمت الأرض المثمرة، فإن الفلاح يرش بالمبيد، وفى نفس الوقت يبيع الثمار، وبالتالى تكون الثمار ملوثة بالمبيدات، وخاصة الثمار التى بها ثقوب، فتدخل المبيد بداخل الثمرة، وهنا تكمن المشكلة الحقيقية على حياة الإنسان. من جانبه، أوضح أسامة عبد الباسط "مهندس زراعى" أن دودة "توتا ابسليوتا" متحورة، حيث تعتبر من نوعية صانعات الأنفاق لذلك لا تؤثر فيها المبيدات، ويستخدم الفلاح المبيدات المسرطنة، وتدخل عصارة المبيدات داخل الثمرة، وهذا يسبب السرطان بشكل مباشر، مشيراً إلى أن هناك وسائل أمنة للمقاومة مثل الفورمونات إلا إنها لا تستخدم نتيجة عدم الاعتراف بها رسميا. وفى نفس السياق، قال صلاح الدين المعداوى محافظ الدقهلية إن مديرية الزراعة بالدقهلية أعدت خطة شاملة لتوعية المزارعين بمدى خطورة المبيدات مجهولة المصدر، وغير الصالحة على الصحة العامة لمستهلكى هذه المبيدات، إضافة إلى تدريب المتعاملين مع المبيدات على أحدث الأساليب الواجب إتباعها أثناء التعامل مع المبيدات لضمان المحافظة على صحتهم وسلامتهم، وترشيد استخدام المبيدات، بما يعود على المزارعين بالحصول على أعلى إنتاجية بأقل التكاليف. وشدد المحافظ على تكثيف الرقابة على محلات بيع المبيدات والمصانع المنتجة لها للتأكد من صلاحيتها، ومصادرة وإعدام المبيدات مجهولة المصدر، لخطورة نقلها وتداولها بهدف تحقيق أعلى معدلات الأمان للمتعاملين مع المبيدات الزراعية.