بعد انخفاض سعرها الجنوني.. كم تبلغ تكلفة استيراد تسلا سايبر تراك للسوق المصري؟    ماذا حدث لسعر الذهب اليوم في مصر بحلول التعاملات المسائية؟    الاتحاد الأوروبي يهدد ترامب برسوم جمركية مضادة في مواجهة حول الصلب    بعد 9 مواسم.. الأهلي يعلن رحيل السولية    الأهلي في بيان رسمي: نشكر معلول.. والباب مفتوح أمامه للعودة مستقبلًا    بعد رحيله عن ليفربول.. أياكس يعلن التعاقد مع هيتينجا لقيادة الفريق    إنتر ميلان يطارد النجمة الرابعة في نهائي دوري أبطال أوروبا 2025    99 مُعِدة بالشوارع.. 15 صورة لجهود كسح مياه السيول في الإسكندرية    في يومين.. إيرادات "ريستارت" تقترب من 7 ملايين جنيه    استخراج بطارية من مريء طفل في مستشفى أطفال بنها    بدر عبد العاطى وزير الخارجية ل"صوت الأمة": مصر تعكف مصر على بذل جهود حثيثة بالشراكة مع قطر أمريكا لوقف الحرب في غزة    رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية: نشهد بعض التقدم في المفاوضات غير المباشرة مع أمريكا    على باب الوزير!    العام الدراسي الجديد يبدأ 20 سبتمبر في الجامعات والمعاهد    وزير التربية والتعليم يبحث مع منظمة "يونيسف" وضع خطط لتدريب المعلمين على المناهج المطورة وطرق التدريس    تخفيضات على تذاكر مصر للطيران تزامنا مع إجازات عيد الأضحى المبارك    رومانو: برشلونة يقترب من ضم خوان جارسيا.. وموقف تير شتيجن    ماركا: رودريجو أبلغ ريال مدريد برغبته في الاستمرار    محافظ أسيوط ووزير الموارد المائية والري يتفقدان أعمال تطهير الترع    وزير التعليم العالي ومحافظ المنوفية ورئيس جامعة المنوفية يفتتحون مركز الاختبارات الإلكترونية بكلية الحقوق بجامعة المنوفية    وزارة الصحة تعلن خطة التأمين الطبي لعيد الأضحى المبارك وموسم الاجازات الصيفية بجميع المحافظات    "حياة كريمة" تبدأ تنفيذ المسح الميداني في المناطق المتضررة بالإسكندرية    شبكة المنظمات الأهلية: الاحتلال دمّر بنى اقتصادية ويستهدف المؤسسات الإغاثية    غدا على المسرح الكبير بدار الأوبرا .. مي فاروق تحيي حفلا غنائيا بقيادة المايسترو مصطفي حلمي    أيمن أبو عمر يوضح أعظم العبادات والطاعات في عشر ذي الحجة    وزير الخارجية ل"صوت الأمة": السياسة الخارجية المصرية تستند لمبدأ "الاتزان الاستراتيجي"    من أول ساعة.. كيف يستفيد جسمك من الإقلاع عن التدخين؟    سقوط طالبة من سلم الدور الأول بكلية البنات عين شمس والجامعة تنقلها لمستشفي الطوارئ    شوبير يعلن رحيل عمرو السولية.. ويوجه رسالة ل إدارة الأهلي    خبير شؤون روسية: أوروبا فوجئت بطول أمد النزاع بين موسكو وكييف    بعد انتهاء أزمتها.. آية سماحة توجه الشكر لنقابة المهن التمثيلية    من أجل جودة الحياة بالمناطق الجديدة الآمنة.. الثقافة تنظم فعاليات في الخيالة وأهالينا ومعا    ماذا قالت وكالة الطاقة الذرية في تقريرها عن أنشطة إيران؟    أفضل الأدعية المستجابة عند العواصف والرعد والأمطار    إصابة طالب ومراقب باعياء وتشنج خلال امتحان اللغة العربية للشهادة الإعدادية بالمنيا    محمد الريفي عن طليقته: ربنا يكرمها ويكرمني.. ومستحيل أتكلم عن الماضي    رئيس الطائفة الإنجيلية يشارك في حفل تنصيب ريموند سمعان راعيًا للكنيسة بطهنشا    كيف تعامل مستشفى قنا العام مع حالة الولادة لمصابة بفيروس HIV؟ .. مصدر طبي يكشف ل«الشروق»    مصدر كردي: وفد من الإدارة الذاتية الكردية يتجه لدمشق لبحث تطبيق اتفاق وقّعته الإدارة الذاتية مع الحكومة السورية قبل نحو 3 أشهر    وزير الإسكان يبدأ جولة تفقدية في مدينة العلمين الجديدة    وزيرة التنمية المحلية تطمئن على جاهزية محافظة الإسكندرية لمواجهة الطقس السيئ    أوبك + تقرر زيادة الإنتاج بمقدار 411 ألف برميل يوميا في يوليو    برأة راندا البحيري من تهمة سب وقذف طليقها    250 مليون نحلة طليقة في الهواء بعد انقلاب شاحنة.. ماذا حدث في واشنطن؟    توريد 483 ألف طن قمح لصوامع المنيا منذ بدء موسم 2025    محافظ الدقهلية يتفقد المركز التكنولوجي بمركز أجا ويصدر 7 توجيهات    المنظمات الأهلية الفلسطينية تحذر من كارثة صحية وبيئية مع استمرار العدوان على غزة    جنايات القاهرة تقضي بالسجن المشدد 7 سنوات لرجل أعمال أنهى حياة زوجته بالتجمع الخامس    رحلة شوق.. محمد مصطفى يحج بقلب المشرف وروح المحب    لمكافحة التلاعب بأسعار الخبز.. ضبط 4 طن دقيق مدعم بالمحافظات    سحب 700 رخصة لعدم تركيب الملصق الإلكتروني خلال 24 ساعة    «المشروع X».. العمق أم الإبهار؟    عاجل- أمطار غزيرة متواصلة.. محافظة الإسكندرية تتأهب لتداعيات حالة الطقس الجديدة    الإفتاء تكشف كفارات الحج التي وضعها الشرع    أفضل دعاء في العشر الأوائل من ذي الحجة.. ردده الآن للزوج والأبناء وللمتوفي ولزيادة الرزق    ثروت سويلم: الأهلي يقترب من اللعب في الإسماعيلية الموسم المقبل    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 31-5-2025 في محافظة قنا    تغييرات مفاجئة تعكر صفو توازنك.. حظ برج الدلو اليوم 31 مايو    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الخطر الكامن على الثورة
نشر في اليوم السابع يوم 04 - 09 - 2011

نحن فى زمن ارتدى فيه كثير من أولئك الذين كانوا غارقين فى مستنقع الرذيلة مع رموز النظام البائد برقع الفضيلة والعفة والشرف والطهارة.. زمن صارت الساحة السياسية فيه تموج بكثير من المماحكات الفارغة لهؤلاء المطبلين والمهللين والأفاقين واللاعبين على الحبال وحملة المباخر وتصيب المتلقى بالتقزز والغثيان.
والحقيقة دائماً لها وجه واحد.. أما عندما تتضخم الذات وتتورم الأنا عند البعض، فإنها تصبح ذات وجهين.. تتلون وتتبدل وتنقلب رأسا على عقب.
وعندما تسمع هؤلاء المتلونين وهم يختارون بذكاء مشهدا واحدا فى مسلسل طويل من الارتماء فى أحضان نظام مبارك البائد ليتحدثوا عنه تشعر وكأنهم ضحاياه، بينما الجميع يعرف أنهم كانوا جزءاً منه وركنا من أركانه وشاركوا فى صنعه وتمرمغوا فى أوحاله، وعاشوا فى ريعانه وانتفعوا منه، وتربحوا من بنيانه الفاسد، وصنعوا شهرتهم فى عباءته وتستروا خلف جلبابه.
هؤلاء يملأون شاشات الفضائيات هذه الأيام ليقدموا أنفسهم باعتبار أنهم كانوا من المغضوب عليهم من المخلوع والوريث وشلة اللصوص وعصابة السلطة.. معتقدين أن هذا الأسلوب فى انتقاء جانب من المشهد سوف ينجح فى تجميل صورتهم عند الناس، أو إهالة التراب من على وجوههم، هم لا يسعون لتجميل صورتهم بقدر ما يعتقدون أنهم بأسلوب الخديعة، يمكن أن ينجحوا فى الحصول على جزء من كعكة الثورة، أو منصب سياسى أو مقعد فى البرلمان.
سياسيون وقانونيون وبرلمانيون وإعلاميون ورياضيون صفقوا للفرعون ونافقوه وتطوعوا لترشيح الوريث ليكون رئيسا لمصر، وعددوا فى مناقبه غير الموجودة، ودافعوا عن سياسات فاسدة وبرروا قرارات ظالمة عبر سنوات طويلة، ثم تراهم يتحدثون اليوم بتفاخر ودون خجل عن موقف عابر أو جملة صدق اعتراضية أو عبارة استيقظ فيها ضميرهم أو مقال معارض وحيد يتيم كتبوه فى أوقات غضب النظام البائد عليهم أو عدم رضاءه عن مستوى ولائهم، أو كانوا خارج حساباته.
هؤلاء يتحدثون عن هذه اللحظات الخاطفة أو العبارات العابرة ويضعونها فى برواز باعتبار أن ذلك كان موقفهم الدائم والثابت طوال الوقت، أو أنهم كانوا من المعارضين الأطهار وليسوا من الموالين الأشرار طوال السنين الماضية.
يخطىء هؤلاء لو اعتقدوا أن هذا النوع من لى ذراع الحقيقة أو الالتفاف عليها أو اختيار زاوية واحدة لتسليط الضوء عليها دون باقى الزوايا أو المشهد كاملا سوف ينطلى على الناس.. أو أن الزهايمر قد أصاب المصريين بحيث صاروا بعد 25 يناير ينسون ولا يميزون بين الذين باعوا أنفسهم لنظام فاسد ظالم مقابل حفنة امتيازات، والذين اختاروا السجون والمعتقلات والتعذيب ثمناً لعدم بيع شرفهم فى سوق النخاسة لسلطة عاثت فى الأرض فسادا وإفسادا.
لم نسمع أن أحداً من هؤلاء الذين يصدعون رؤوسنا عن أنهم كانوا من المناضلين الأحرار، قدم استقالته من موقعه، أو رفض قبول المنصب أو التعيين الذى من عليه به أزلام النظام البائد، احتجاجا على رفضه لسياسات الفرعون ونظامه.
مثلا.. مما يثير الدهشة أن بعض الذين رفض الحزب الوطنى المنحل ترشيحهم على قوائمه فى فضيحة الانتخابات البرلمانية الأخيرة، وكانوا مستعدين لدفع كل ثرواتهم وأملاكهم من أجل دخول الجنة الموعودة فى رحاب "الرضا المباركى"، هؤلاء لا يتورعون الآن عن المجاهرة بتنصلهم بل وبعدائهم للحزب الذى كان الانضمام إليه بمثابة حلم يراودهم فى منامهم، ودعاء يبتهلون إلى الله به فى صلواتهم، وهو المرادف للسلطة والسلطان والفرعنة والجبروت والفساد، هؤلاء يريدون اللعب على كل الحبال ويراهنون على ذاكرة الشعب المصرى.
آفة مصر قبل ثورة 25 يناير الطاهرة كانت فى أمثال هؤلاء الذين تطوعوا وصنعوا بنفاقهم وتلونهم أصناما وآلهة هم فى النهاية بشر من لحم ودم، ولأن النفاق داء يجرى فى دمائهم، فإننى أحذر من الذين جبلوا على الرياء وسيتطوعون بالنفاق للحاكم أو الرئيس القادم أيا كان اسمه، وسيصنعون فراعين جددا، وستعود مصر دولة أشخاص وعصابات سلطة، كما كان يحدث فى عصر مبارك، ولن تكون أبدا دولة مؤسسات، هؤلاء هم الفلول الحقيقيون وهم الخطر الكامن على الثورة.. فاحذروهم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.