صدر عن دار الهلال للنشر كتاب "ما وراء الخراب" للكاتب إبراهيم عبد المجيد. والكتاب مكون من خمسة فصول يقدم من خلالها أسباب الخراب، عن طريق مناقشته مجموعة من الأسئلة فى الدين، النهضة، الآخر، الهوية، والتراث، ليقدم خلاصة تجربته ورؤيته لهذه القضايا التى تساهم بشكل ما فى الخراب الذى كان يحدث فى الماضى. يرى عبد المجيد، أن الخراب سببه الغزو الخارجى الهمجى، لكن هناك أمماً يسعى أفرادها إلى خرابها بأيديهم، وذلك بالخروج بها عن طريق تطورها الطبيعى، والانعطاف بها إلى ظلال الأسئلة والفتاوى الكاذبة والإجابات الخادعة لأسباب غير تلك المعلنة، وهو ما أطلق عليه "العمى الإرادى" الذى ينجح فى نبذ الحقائق ونسيانها والإعلاء من شأن الأكاذيب لتحقيق مصالح سياسية، واقتصادية، والحفاظ على الثروات والامتيازات، والتحكم فى مقدرات وطاقات الوطن، كما أن خراب أية أمة يبدأ عندما يتجه فيها الناس إلى إغفال الحقائق والبديهيات التى كلما ازدادت وضوحا وتميزا إلى درجة لا تقبل النقاش كلما ازداد بتجاهلها الخراب. يحمل الفصل الأول عنوان "سؤال للدين" ويرى فيه عبد المجيد، أن الدين فى الأصل هو حاجة بشرية ومنتج توصل إليه الإنسان، نتيجة حيرته فى تفسير الظواهر لطبيعية، هذا ما يشرحه عبد المجيد فى هذا الفصل، مؤكداً أن الدين يتسبب فى الخراب عندما يتحول إلى سلطة تستغل لتحقيق الأطماع والمصالح الشخصية. أما عنوان الفصل الثانى "سؤال للنهضة"، والنهضة مرتبطة بالخراب عندما يتركها الأفراد ويتوقفون عن السعى وراءها، ويتفرغون لمحاسبة الماضى فى عالم يتجدد باستمرار. والسؤال الثالث كان "سؤال للآخر" الذى كان له فى مصر تاريخ طويل، وكان دائما يحدث تجاذب وتلاحم بين المصريين والآخر مهما كان، لكن هذا الآخر تحول إلى مشكلة عندما بدأت قيام حملة مضادة على الفكر القومى من قبل التيارات الإسلامية التى أخذت تنادى بالدولة الإسلامية وعودت الخلافة، وهذه من وجهة نظر عبد المجيد دعوة للخراب بحجة الإيمان. والفصل الرابع بعنوان "سؤال للهوية"، يوضح عبد المجيد فى هذا الفصل اختلاف الجنس عن الدين، لكن هناك خلطا كبيرا بينهما، فالكثير يسأل: هل نحن عرب أم مسلمون أم مصريون؟ وهو السؤال الذى لن نجد له إجابة محددة حقيقية، ولذلك يعد من أسباب الخراب. والسؤال الأخير هو "سؤال للتراث" وضح فيه عبد المجيد أن التراث والقيم الحضارية يجب أن نخرج بها خروجاً إيجابياً، فنتقدم فى العلم والأدب والفن، ويتحول إلى خراب عندما نخرج به خروجاً سلبياً يأخذ شكل الجريمة التى عادة تتكفل بها القوانين، وذلك يكون بحجة الحفاظ على التراث والقيم من الأفكار الجديدة والجريئة.