أعرب السيد عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية عن قلقه البالغ إزاء الانتهاكات التى يتعرض لها المسيحيون العراقيون، والتى أدت إلى نزوح الآلاف منهم عن ديارهم فى مدينة الموصل. واستنكر الأمين العام بشدة الجرائم التى ارتكبت بحق العائلات المسيحية العراقية، وتمنى أن تؤدى الإجراءات التى اتخذتها الحكومة العراقية مؤخرا، إلى الوقف الفورى لتلك الانتهاكات وعودة النازحين إلى ديارهم وضبط الوضع الأمنى فى مدنية الموصل. وردا على سؤال لليوم السابع حول الإجراءات التى اتخذتها الجامعة العربية بهذا الشأن قال موسى "لقد أجريت اتصالات بكل من الرئيس طالبانى ورئيس الوزراء نور المالكى، وطلبت من السفير هانى خلاف مندوب الجامعة العربية فى العراق، تقريرا مفصلا عن الأحداث، وأن الرئيس العراقى جلال طالبانى أبلغنى أن هناك جهودا تقوم بها الحكومة العراقية، منها إرسال تعزيزات عسكرية لسهل الموصل، حيث تقيم العوائل المسيحية التى تتعرض للتهديد، وأضاف لقد تلقيت مكالمات تلفونية من شخصيات مسيحية عراقية تناشد الجامعة العربية للتدخل من أجل إنهاء تلك التهديدات التى تدفع المشهد فى العراق للانزلاق إلى دوامة جديدة من العنف غير المبرر، حيث إن المشكلة تكمن فى تهميش دور هذا المكون المهم بعد صدور قانون انتخابات المحافظات العراقى والذى لم يعط لبعض المكونات حقوقها فى اختيار ممثليها فى مجالس المحافظات، لكن هذا لا يمكن أن يكون مبررا لما يجرى بحق المسيحيين العراقيين أو أى من أبناء الشعب العراقى. وقال إن الأمانة العامة تجرى اتصالاتها فى هذا الشأن مع مختلف الجهات العراقية المعنية، كما تقوم بعثة الجامعة العربية فى العراق بمتابعة هذا الأمر مع البطريركية المسيحية فى بغداد ومع مختلف المسئولين العراقيين. وأضاف موسى قائلا إن ارتكاب مثل هذه الجرائم البشعة بحق المسيحيين العراقيين أمر لا يمكن السكوت عنه، خاصة وأن مسيحيى العراق مكون أساسى من مكونات الشعب العراقى والتى كان لها الإسهام الكبير فى تاريخ العراق وميراثه الثقافى والإنسانى. ناشد موسى القوة السياسية والدينية فى العراق على اختلاف توجهاتها، توحيد كلمتها والتحرك السريع من أجل تأكيد وحدة الشعب العراقى فى إطار التنوع، وبما يحفظ حقوق جميع أقلياته فى العيش الآمن والمشاركة الفعالة فى بناء العراق الجديد. وأضاف موسى أن توفير الحماية لمسيحيى العراق ولجميع أبناء الشعب العراقى، بصرف النظر عن مذهبهم أو طائفتهم، هو الضمانة لقيامة العراق الجديد الذى ننشده جميعا، والقائم على أساس المساواة فى المواطنة واحترام الحقوق السياسية والمدنية لجميع أبنائه، وبما يحفظ للعراق وحدته ويضمن أمنه واستقراره. يذكر أن وزارة حقوق الإنسان فى العراق أعلنت، اليوم, الأربعاء، أن عدد العائلات المسيحية التى نزحت من الموصل (370 كلم شمال بغداد) إثر عمليات قتل طالت 12 من أبناء الطائفة وتدمير ثلاثة منازل، بلغ 2270 عائلة.