طالب الرئيس حسني مبارك القمة الأفريقية الاستثنائية للاجئين والنازحين في أفريقيا بضرورة تخفيف معاناة اللاجئين والنازحين وحمايتهم وتسهيل عودتهم الآمنة الي ديارهم قائلا: نحن قادرون علي تحقيق ذلك بامكانياتنا الذاتية وبدعم المجتمع الدولي وشركائنا الدوليين. وأضاف الرئيس في كلمته أمام القمة الافريقية الاستثنائية التي بدأت أمس في العاصمة الاوغندية كمبالا وتستمر لمدة يومين والتي ألقاها نيابة عنه الدكتور علي المصيلحي وزير التضامن الاجتماعي إننا نعلم جميعا مدي تعقيد وتشابك مشكلات اللجوء والنزوح في أفريقيا.. لذلك يتعين علينا أن نعمل معها ومع شركائنا الدوليين والتنسيق بين مفوضية الاتحاد الافريقي والأممالمتحدة كي نخفف من هذه الاعباء. وأكد التزام مصر الدائم في تعاملها مع اللاجئين بمسئوليتها بموجب القانون الدولي والقانون التأسيسي للاتحاد الافريقي، منوها بأن مصر تتعاون في ذلك مع مفوضية الأممالمتحدة للاجئين وما تقرره من نظم وقواعد وتقدم لهم المساعدة وفقا للامكانيات المتاحة وهي في ذلك لا تختلف عن الدول الافريقية الشقيقة كل بحسب امكانياته. وفيما يلي نص كلمة الرئيس حسني مبارك أمام القمة الافريقية الاستثنائية للاجئين والنازحين في أفريقيا والتي ألقاها نيابة عنه الدكتور علي المصيلحي وزير التضامن الاجتماعي.. فخامة الرئيس.. يوري موسيفيني.. الإخوة رؤساء وقادة أفريقيا.. السيدات والسادة.. اسمحوا لي في البداية أن أعبر لأخي العزيز الرئيس موسيفيني عن خالص التقدير لاستضافة بلده الشقيق لهذه القمة المهمة وإنني علي ثقة من أن قيادته الحكيمة لاعمالها سوف تتوج فعالياتها بالنجاح الذي نتطلع جميعا إليه. تنعقد هذه القمة الاستثنائية وسط متغيرات وأزمات دولية غير مسبوقة في مداها وتداعياتها وفي وقت تشهد فيه أفريقيا استمرار نزاعات مسلحة تلقي بمعاناتها الانسانية علي العديد من اللاجئين والنازحين من ابنائها فيما يمثل تحديا رئيسيا يتعين أن تتعامل معه هذه القمة بأقصي قدر من المسئولية والفعالية كي نتصدي لجذوره ومسبباته ولكي نوفر الحماية للاجئين والنازحين من أبناء أفريقيا. الاخوة والأخوات.. تأتي هذه القمة الاولي من نوعها علي المستوي الأفريقي لتتيح لنا جميعا فرصة الحوار حول جميع أبعاد هذه القضية بأسبابها وتداعياتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والانسانية وهي قضية باتت مطروحة بقوة في اطار الأممالمتحدة وخارجه في صلتها بأوضاع السلم والأمن الاقليمي والدولي وعلاقتها بقضايا حقوق الانسان وقضايا المرأة والاطفال علي وجه الخصوص باعتبارهم الاكثر تضررا ومعاناة بين اللاجئين والنازحين. نعم إن القضية المطروحة أمام هذه القمة تتصل اتصالا وثيقا بالوضع الراهن للسلم والامن في أفريقيا وجهودنا المشتركة في اطار الاتحاد الافريقي من أجل تسوية النزاعات المسلحة ومحاصرة مسبباتها وتحقيق المصالحات المطلوبة بين أشقاء تجمعهم روابط الجوار والمصالح المشتركة لخير دولهم وشعوبهم. ستظل مشكلات اللجوء والنزوح القسري ومعاناته رهنا بقدرتنا نحن الافارقة علي تسوية النزاعات المسلحة وتوفير أسباب الأمن والاستقرار السياسي والاقتصادي، كما ستظل رهنا بقدرتنا علي التعامل مع الكوارث الطبيعية، وظواهر الجفاف وتصحر الاراضي والي أن يتحقق ذلك فإن علينا أن ننهض بمسئولياتنا في تخفيف معاناة اللاجئين والنازحين وحمايتهم وتسهيل عودتهم الآمنة الي ديارهم ونحن قادرون علي ذلك بامكانياتنا الذاتية وبدعم المجتمع الدولي وشركائنا الدوليين ودعم الأممالمتحدة واجهزتها والمفوضية السامية للاجئين علي وجه الخصوص. إننا نعلم جميعا مدي تعقيد وتشابك مشكلات اللجوء والنزوح في أفريقيا، نعلم ما تواجهه الدول المستقبلة للاجئين والنازحين من مصاعب في إيوائهم وتدبير احتياجاتهم ومدي ما يمثله ذلك من أعباء اضافية علي هذه الدول، وعلينا أن نعمل معها ومع شركائنا الدوليين بالتنسيق بين مفوضية الاتحاد الافريقي والأممالمتحدة كي نخفف من هذه الأعباء. السادة الرؤساء.. يتراوح عدد اللاجئين والنازحين في أفريقيا حاليا ما بين 17و22 مليون لاجئ ونازح وهو عدد ضخم يعكس بحق حجم هذه المشكلة وما تطرحه من تحديات وما تنطوي عليه من معاناة انسانية واقتصادية واجتماعية ونحن في مصر نستقبل اعدادا كبيرة من اللاجئين يحملون 36 جنسية مختلفة وأغلبهم من الدول الافريقية الشقيقة، ونقوم بتقديم العون لهم وفقا للاتفاقيات الدولية والاقليمية ذات الصلة وادراكا للاعتبارات الانسانية التي تدفعهم للجوء والنزوح. وتؤكد مصر دائما التزامها في تعاملها مع اللاجئين بمسئوليتها بموجب القانون الدولي والقانون التأسيسي للاتحاد الافريقي وتتعاون في ذلك مع مفوضية الأممالمتحدة للاجئين وما تقرره من نظم وقواعد، وتقدم لهم المساعدة وفقا للامكانيات المتاحة وهي في ذلك لاتختلف عن الدول الافريقية الشقيقة كل بحسب امكانياته. إن مسئولية الحماية باتت من المبادئ المستقرة لحقوق الانسان وأولوية متقدمة من أولويات العمل الدولي علي مستوي الحكومات ومنظمات المجتمع الأهلي، وإن هذه القمة المهمة بالاعلان الصادر عنها والاتفاقية الافريقية التي ستعتمدها لتوفير الحماية للنازحين، إنما تمثل خطوة مهمة وكبيرة في العمل الافريقي المشترك من أجل الاضطلاع بهذه المسئولية. وإنني أتوجه بالتحية والاشادة مجددا لأخي الرئيس يوري موسيفيني ومفوضية الاتحاد الافريقي للجهود التي بذلوها لعقد هذه القمة وخلال عمليتها التحضيرية. أشكركم.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته