لو مت يا أمى متبكيش راح أموت علشان بلدى تعيش فأنا يا أمى مت شهيد فى سبيل حرية بلدى، فأنا كنت أقف كصخر لا يهزنى ريح، وسط الأسود الهوجاء فقد تصديت لهم وطالبت بحريتى وحقوقى فى هذه البلد، فعند قدومك إلى لكى تتعرفى علىّ رأيت فى عينك حزن مع نظرة فخر، وهذه النظرة أسعدتنى جدا فلا تبكى ولا تحزنى على فراقى فلو كنت أنا ابنك الوحيد فلا تحزنى على فراقى، لأن كل شباب مصر أصبحوا أولادك وأحفادك، وهل تعلمى يا أمى شيئا فأنا اسمى سيذكر بالتاريخ، بأنى أنا وبعض من أفراد شعبى قد استشهدنا فى سبيل تحريرك أنت، وأبنائى القادمون وبلادى. دمعتك يا أمى لقد مزقت قلبى فدمعك هذا غالى جدا على ولا تحزنى وقولى عاش ابنى حرا ومات حرا وافتخرى بى وارفعى رأسك وقولى هذه جنازة ابنى الشهيد البطل، وأنا يا أمى قد نلت وسام شرف عندما أصبحت شهيدا ولا تنسى يا أمى أن تذكرى إخوتى بى بأنى أنا الذى أعطيت النصر لمصر وهذا هو الوقت الذى أقول فيه بصدق إنى (مصرى وأفتخر – ولو لم أكن مصريا لودتت أن أكون مصريا) بما صنعته من تاريخ ومستقبل أفضل لمصر، وهل تعلمى أيضا يا أمى أن يوم وفاتى كان يوم ميلاد لشعب مصر.