تنطلق فى الثالث عشر من نوفمبر المقبل بمجمع سيتى ستارز فى القاهرة فعاليات المؤتمر السنوى السابع لمؤسسة الفكر العربى (فكر 7) تحت شعار ثقافة التنمية، وذلك برعاية الرئيس المصرى حسنى مبارك ورئاسة صاحب السمو الملكى الأمير خالد الفيصل وبمشاركة حشد كبير من المفكرين والمبدعين والمثقفين ورجال الأعمال العرب. قال الأمين العام لمؤسسة الفكر العربى الدكتور سليمان عبد المنعم فى مؤتمر صحفى عالمى اليوم، الأربعاء، بحضور المدير التنفيذى للمؤتمر السنوى "فكر 7 " حمد العمارى، إن المؤتمر الذى هو إحدى فعاليات أو أدوات المؤسسة سوف يشهد لأول مرة إطلاق تقرير التنمية الثقافية العربية الذى أنجزته المؤسسة، وستدور محاور المؤتمر حول القضايا المتصلة بثقافة التنمية فى إطار الأهداف التى وضعتها المؤسسة لنفسها من تهيئة المكان والزمان لمفكرى الأمة، لمناقشة قضاياها وتشجيع الإبداع والمبدعين لإعداد مشروع تنموى نهضوى للأمة. أوضح المدير التنفيذى "لفكر 7" حمد العمارى أن المؤتمر هو الذراع التنفيذى للمؤسسة ونقطة التواصل بين المثقفين العرب، وهو العلامة البارزة وهو فقط أحد أنشطة المؤسسة، ولكنه ليس النشاط الوحيد، فهى ترعى العديد من المجالات، ولفت العمارى إلى أن المؤتمر سيبدأ يومه الأول بمقهى الشباب الذى يعد طريقة جديدة ومبتكرة لإدارة حلقات الحوار، تتبناها مؤسسة الفكر العربى لأول مرة، خلال لقاء الشباب الذى يعقد على هامش فعاليات المؤتمر، وتأتى هذه المبادرة الشبابية، والتى تعد من أولويات مؤسسة الفكر العربى، وتتمثل فى الحرص على إشراك الشباب العربى فى معالجة القضايا الملحة، بتوجيه من رئيس المؤسسة صاحب السمو الملكى الأمير خالد الفيصل الذى يولى مشاركة الشباب أهمية خاصة، باعتبارهم الأداة الرئيسة فى عملية التغيير والتنمية المجتمعية، حيث إنهم الأقدر على تحمل أعباء النهوض بالمجتمعات العربية لما يتمتعون به من شغف للتغيير والتطور. سوف يناقش مقهى الشباب، يوم 13 نوفمبر 2008، موضوع "هوية الشباب العربى". ويبدأ اللقاء بالتعريف بالمقهى واستعراض باختصار مفهوم "الهوية العربية" وكيفية المواءمة بين مواكبة التطور والمحافظة على الهوية العربية. وسيعمل الشباب من مناطق مختلفة من العالم العربى، مع الجيل الذى سبقهم من أصحاب القرار والفكر والثقافة والمال المهتمين بقضايا الشباب، على طرح آفاق متعددة وجديدة حول مفهوم "هوية الشباب العربى المعاصر"، وذلك فى محاولة لتبادل الأفكار والخبرات التى من شأنها أن تسهم فى بناء جيل من الشباب العربى، يعتز ويفخر بهويته العربية ويسعى للحفاظ عليها رغم كثرة الأفكار، والتحديات والصعوبات التى تواجهه. وسيركز مقهى الشباب كذلك على إتاحة الفرصة لإدارة حوار معمق وصريح حول كيفية وضرورة خلق وتعزيز ثقافة التفاؤل لدى الشباب العربى، مع التركيز على استشراف الآفاق المستقبلية، وتعزيز الثقة بالنفس. وسيعمل المشاركون معاً لإطلاق حوارات جريئة حول طاولات مستديرة تضم كل واحدة خمسة أشخاص، ويقوم الشباب والمشاركون بمناقشات ومحادثات مختلفة حول القضايا المطروحة، بهدف إلهام الشباب وتشجيعهم على التعبير عن آرائهم وإيجاد أجوبة على الأسئلة المطروحة، مما يعزز قدرتهم على اتخاذ إجراءات فعالة لتحقيق أهدافهم المشتركة فى تنمية الثقافة والفكر العربى. أما اليوم الثانى فسيكون تحت عنوان مقهى التعليم وهو نشاط مخصص للنهوض بالعملية التربوية والتعليمية فى العالم العربى من خلال الحوار المفتوح على نظام المقهى العالمى ليكون نواة حقيقية للتطوير، وسيتركز محور النقاشات فى يوم التعليم حول موضوع "المدرسة كمنبع للتطوير التربوى"، وستبدأ فعالياته فى الرابع عشر من شهر نوفمبر 2008 قبل الافتتاح الرسمى للمؤتمر السنوى (فكر7) الذى تنظمه مؤسسة الفكر العربى تحت عنوان "ثقافة التنمية" (من 15 إلى 16 نوفمبر 2008). تشمل الجلسات كذلك على مناقشات ذات صلة بتعزيز المدرسة كمنبع للتطوير التربوى، وبأهمية دعم التنمية المستمرة للمدرسة، وضرورة مد القنوات والجسور للتعاون بين الأطراف المعنية بالعملية التربوية كافة، وطرح العديد من النماذج الناجحة فى تطوير العملية التعليمية والتربوية فى العالم، ومنها النظام التربوى فى فنلندا، وهى البلد التى نجحت بتطوير نظامها التعليمى إلى مستوى جعلها تحتل أعلى النتائج الوطنية للسنة الثانية على التوالى فى اختبار الإنجاز الدولى PISA. أشار العمارى إلى أنه يُتوقع مشاركة ما يقارب المائة من القادة المدعوين - غالبيتهم من القطاع التعليمى فى العالم العربى يشملون الممارسين من معلمين ومديرين ومشرفين فى المدارس، وخبراء تربويين، بالإضافة لصناع القرار وواضعى السياسات التعليمية. وسيعمل المشاركون معاً لإطلاق حوار ونقاش حول قضايا ذات أهمية كبرى حول مستقبل التعليم فى المنطقة ودور المدرسة فى هذا المستقبل، علماً بأن الهدف من وراء ذلك هو التوصل إلى فهم مشترك حول المسائل التى تواجه التعليم العربى، وإطلاق مبادرات ذاتية للاستمرار فى هذا الحوار وتحفيز مختلف القطاعات المعنية بالتعليم للتعاون المشترك فى التطوير التربوى. سيعمل الممثلون من فنلندا وكذلك عدد من الخبراء والممارسين التربويين العرب على طرح آفاق متعددة حول دور المدارس المحلية فى التطوير التربوى على المستوى الوطنى، وإثارة بعض الأسئلة والأفكار التى سيتناولها المشاركون بالنقاش وتبادل وجهات النظر حول ما قد تعنيه تلك المسائل فى المناخ التربوى العربى. ستوفر مؤسسة الفكر العربى أيضاً للمشاركين من ذوى الاهتمام الواحد فرصةً لإقامة شبكات تواصل فيما بينهم عبر لقاءات متخصصة، وإمكانية اكتشاف المبادرات التربوية الناجحة فى العالم العربى من خلال عروض وملصقات جدارية يقدمها ممثلون لمشاريع وبرامج لمدارس فى العالم العربى. أوضح الأمين العام للمؤسسة الدكتور عبد المنعم أنه فى يوم الخامس عشر سيتم الإطلاق الرسمى للمؤتمر ومناقشاته، وفى ختام يوم السادس عشر من نوفمبر سيتم إقامة الحفل الختامى وتوزيع الجوائز على الفائزين والمكرمين هذا العام.