قال الدكتور محمود أبو زيد، وزير الرى والموارد المائية الأسبق، إنه قام بزيارة إلى مدينة توشكى، بصحبة آل جور نائب الرئيس الأمريكى بل كلينتون، من أجل تفقد المشروعات الزراعية هناك، وأكد لنائب الرئيس الأمريكى صلاحية هذه الأراضى لزراعة القمح، وفى أول اجتماع مع الرئيس السابق حسنى مبارك، قال لى مبارك: "متتكلمش على موضوع القمح ده مع الأمريكان تانى". وأضاف أبو زيد - خلال اجتماع لجنة البيئة بجمعية رجال الأعمال المصريين اليوم الخميس - أن وزارة الموارد المائية طرحت مشروعا لزراعة 100 ألف فدان بالقمح فى منطقة قريبة من السويس، وعندما نجح المشروع تم سحبه من الوزارة، وكان من المقرر طرح 100 ألف فدان أخرى صالحة للزراعة مرة ثانية لم يتم طرحها حتى الآن، لافتا إلى أن مشروع توشكى تعرض لإهمال سياسى. وحذر أبو زيد من خطورة الحديث عن بيع المياه ونقل المياه بين أحواض دول المنبع، لأنه سيفتح الباب أمام مشاكل كثيرة، وخلق سوق مشابه لسوق بيع المياه فى الولاياتالمتحدةالأمريكية، مشيراً إلى أن اللجنة المشتركة بين مصر والسودان لديها دراسات خاصة بمشروعات للمياه كفيلة بتوفير 18 مليار متر مكعب من المياه، ولكنها معطلة، ومنها مشروع قناة جنجولى بين مصر وجنوب السودان، الذى يوفر نحو 4 مليارات متر مكعب لمصر ومثلها للسودان. وأشار أبو زيد إلى أن مصر علمت مؤخراً بأن الدول التى وقعت على اتفاقية "عنتيبى" قامت بتغيير أحد البنود المتفق عليها قبل التوقيع على الاتفاقية، دون علم مصر، مشيراً إلى أن مصر شكلت لجنة على أعلى مستوى من عام 2004 حتى 2008 لدراسة البنود، وتم الاتفاق على 43 بنداً من أصل 44، وكان الخلاف على بند واحد طالبت به مصر وهو ضمان عدم المساس باستخدامات مصر السيادية للمياه. وأضاف أبو زيد أن أحد النتائج التى خرجت من الحوار الاستراتيجى مع دول حوض النيل، اعتقاد بأن اللواء عمر سليمان وراء وصول الأسلحة إلى الصومال وإريتريا، وأن عدم التقدم فى ملف المياه سببه الشك بأن مصر تعمل على إضعاف أثيوبيا بشكل وصل إلى حد الصراع الخفى. ويرى أن اللجان الشعبية التى زارت دول حوض النيل مؤخرا لعبت دوراً إيجابياً بمقابلة أعضاء البرلمان، وطالب بضرورة العمل على إقناع أثيوبيا بالعودة لمائدة المفاوضات ومد فترة بناء السد عام أو أكثر، حيث تحتاج أثيوبيا إلى سحب ما يصل إلى 63 مليار متر مكعب لملء السد وإنتاج الكهرباء، لذا لابد من مد فترة سحب هذه الكمية على فترات وليس دفعة واحدة لتجنب التأثير سلبا على مصر. وطالب أبو زيد بضرورة مراقبة استخدامات سد الألفية الأثيوبى الجديد، إذا كان للزراعة أو لإنتاج الكهرباء فقط، لافتا إلى أن السد العالى من العوامل التى تضمن حصول مصر على حصتها السنوية من المياه، حيث يحتوى على 130 مليار متر مكعب، وإذا استمر سحب خزان أثيوبيا 4 سنوات لن يؤثر على احتياجات مصر من المياه. وقال إنه كان هناك مشروع للاستفادة من نهر الكونغو الذى يصرف نحو ألف مليار متر مكعب فى المحيط، وعرض القذافى تمويل مشروع لصب مياه نهر الكونغو فى نهر النيل، وسحب ما يوازيها إلى ليبيا عن طريق نهر النيل فى مصر، إلا أن مصر طلبت موافقة دول المنبع على الفكرة، باعتبارها غير معنية بالأمر وحدها، وحتى الآن لم يتم الاستفادة منه. وحذر أبو زيد من خطورة مشروع تسكين أبناء النوبة على ضفاف خزان السد العالى، وطالب بضرورة بناء المشروع على بعد لا يقل عن 30 كيلو متراً عن ضفاف الخزان، للحفاظ على مياه الخزان من التلوث. وبالنسبة للموقف المائى فى مصر، أشار أبو زيد إلى وجود خطة حتى 2017 تعتمد على ترشيد استخدام المياه والتوسع فى استخدام المياه الجوفية، وإعادة تدوير المياه، والآن يتم عمل خطة حتى 2050 تعتمد على تحلية مياه البحر.