دعوة إلي ترشيد الري لتوفير 10 مليارات متر مياه لزراعة 3 ملايين فدان "روشتات كثيرة تقدمها "الاهالي" للمسئولين عن الملف الزراعي في مصر، بعد أن واجه هذا القطاع عمليات فساد وإهدار متعمد علي مدار السنوات الماضية ، ففي الوقت الذي تعلن فيه وزارة الزراعة في مصر عن خطط وقرارات من شأنها إنقاذ محاصيلنا الاستراتيجية وأراضينا الزراعية نقدم هذا الملف" . في الأسبوع الماضي وافق الدكتور ايمن ابو حديد وزير الزراعة واستصلاح الاراضي علي المشروع القومي لزراعة القمح في مصر والذي يتم تنفيذه من خلال الشركة المصرية للاستثمار الزراعي والامن الغذائي، والتي تم تأسيسها بمساهمات من شباب ثورة 25 يناير والمصريين العاملين بالخارج بالسعودية والامارات العربية وقطر وايطاليا وكندا والولايات المتحدةالامريكية ويبلغ راس مال الشركة 10 ملايين جنيه. المشروع يستهدف زراعة مساحة 500 الف فدان بالمحاصيل الغذائية وعلي رأسها القمح والذرة والفول والعدس والمحاصيل السكرية والزيتية ويتم تنفيذ المشروع بواسطة الشركة الجديدة وقطاع الانتاج بوزارة الزراعة وبنك التنمية والائتمان الزراعي . المشروع يبدأ بزراعة 50 الف فدان بالقمح كمرحلة أولي اعتبارا من نوفمبر القادم وتزداد إلي 500 الف فدان، و أن زراعة 50 ألف فدان بجانب دورها في سد الفجوة الغذائية في القمح، توفر فرص عمل لحوالي من 60 إلي 70 ألف شاب وبزراعة 500 ألف فدان يمكن توفير أكثر من نصف مليون فرصة عمل. ومن المقرر توقيع عقد بين الشركة ووزارة الزراعة واستصلاح الاراضي قريبا لتخصيص 50 الف فدان بشرق العوينات بحق الانتفاع للشركة وذلك بعد أن حققت زراعة القمح انتاجية عالية بالمنطقة تراوحت ما بين 18 الي 20 اردبا للفدان لجودة الاراضي والمياه الجوفية بالمنطقة. الاكتفاء هذا التوجه الباحث عن الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الاستراتيجية يستحق التقدير خاصة بعد سنوات عجاف دفع ثمنها المواطن والمزارع المصري بل الزراعة المصرية التي انهارت ففي احدث معلومات صدرت منذ ايام عن تقارير كراسات استراتيجية الصادرة من مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية الصادر عن مؤسسة الأهرام للزميل أحمد السيد النجار رئيس وحدة الدراسات الاقتصادية والمعنون «الثورة ومواجهة معضلات الاقتصاد المصري» في الصفحة رقم13 لوحظ الفشل الكبير لبرامج استصلاح الأراضي في مصر خلال السنوات السابقة. ويقول التقرير إن البرنامج الانتخابي للرئيس السابق محمد حسني مبارك الذي وعد به الناخبين عام 2005 في أثناء حملته الانتخابية قد تعهد باستصلاح مليون فدان علي مدار السنوات الست للولاية الخامسة له منها 700 ألف فدان توزع علي 70 ألف حيازة ويتم تمليكها للشباب بواقع 10 أفدنة لكل شاب ونحو 300 ألف فدان توزع علي كبار المستثمرين . ويفجر التقرير قنبلة من العيار الثقيل استنادا لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء وهي أن مجموع ما تم تنفيذه خلال السنوات الثلاث الأولي من عمر البرنامج البالغ ستة أعوام «1.21» ألف فدان فقط وبواقع «8.7» ألف فدان عام 2005/ 2006 ونحو «2.2» ألف فدان عام 2006/ 2007 و«1.2» ألف فدان عام 2007/ 2008. والمضحك لحد البكاء أن هذه النسبة «1.21» ألف فدان تمثل «4.2» من حجم المستهدف خلال السنوات الثلاث المشار إليها. ولعل هذا يكشف عن حجم الإهانات التي تعرض لها قطاع الاستصلاح في مصر، الامر الذي هدد الزراعة المصرية بشكل كبير. محاور اخري ولعل الجدية التي تتعامل بها وزارة الزراعة الان تبشرنا خيرا خاصة أن هناك رغبة للنهوض بالزراعة من جميع محاورها ، فقد طرح د. أيمن فريد أبوحديد وزير الزراعة واستصلاح الأراضي في لقائه مع شباب الثورة منذ ايام هدف تغيير ثقافة الزراعة القديمة إلي الزراعة الحديثة بالتخلي عن الري السطحي الذي يهدر 79% من المياه مما يوفر عشرة مليارات متر مكعب لري 3 ملايين فدان إضافية لتوفير فرص عمل لأربعة ملايين شامل زراعي بالإضافة إلي 3 ملايين عامل أخري بشكل غير مباشر خلال 3 سنوات قادمة وتخصيص 30% من الأراضي الجديدة للشباب. وقال: نواجه تفتيت الملكية الزراعية بإنشاء الجمعيات التعاونية التي تساهم في توفير الأسمدة المدعومة والتقاوي المنتقاة بالإضافة إلي التسويق وأن الخطة المستقبلية تستهدف تطوير الري الحقلي لزيادة إنتاجية القمح والذرة، محذرا من التعدي علي الاراضي الزراعية وقال ان هناك 120 ألف قطعة أرض مساحتها 6 آلاف فدان تم التعدي عليها خلال الايام الماضية. وقال د. أبوحديد في حواره مع شباب ثورة 25 يناير بحضور د. حسين العطفي وزير الموارد المائية ود. صفي الدين خربوش رئيس المجلس القومي للشباب إنه تمت زيادة الدعم المالي لإنشاء المشروعات الزراعية في أوغندا والكونغو إلي 165 مليون جنيه وهناك لجنة لتنمية المزارع الأفريقية برئاسة د. عمر فاروق الخبير الزراعي، حيث سيتم زراعة 15 ألف فدان في السودان من خلال 3 شركات استثمارية وسيتم توزيعها علي الشباب بمعدل 5 أفدنة لكل شاب، كما وافقت السودان علي تخصيص مليون و250 ألف فدان أخري للشباب المصري وتم الاتفاق مع شركة إماراتية تدخل بالتمويل والجانب الصيني للتسويق. وكشف الوزير أن الاتفاق مع الوليد بن طلال رئيس شركة المملكة للاستثمار علي إعادة 75 ألف فدان في توشكي للوزارة تعمل عليها جمعيات زراعية بزمام 500 فدان تضم 1000 شاب. وأكد د. أبوحديد التزام الحكومة بدعم الأسمدة والتقاوي والإعلان عن أسعار الضمان للمحاصيل الاستراتيجية قبل زراعتها بوقت كاف وأنه يتم شراء القمح من الموردين بسعر 350 جنيها للإردب. أسعارالارز يحدث هذا ايضا في الوقت الذي أكد فيه مصطفي السلطيسي، نائب رئيس شعبة الأرز، أن أسعار الأرز ارتفعت في الاسبوع الماضي 100 جنيه في الطن وتستمر حتي نهاية الشهر الجاري ليرتفع الأرز الأبيض إلي 3400 جنيه بعد أن كان ب 3300 جنيه في الطن، كما ارتفع سعر الأرز الشعير إلي 2650 جنيها للطن. وأرجع السلطيسي هذا الارتفاع إلي توجه التجار إلي بيع القمح والفول بعد حصاده خلال شهري أبريل ومايو، حيث لا يقبلون التخزين وترك بيع الأرز، مما أدي إلي نقص المعروض في الأسواق عن الطلب وارتفاع الأسعار. وهذا الامر يفرض علينا البحث عن آليات جديدة للرقابة.