توفي، بالأمس، الكاتب ووزير الثقافة الأسبانى السابق خورخى سيمبرون ( 1923 – 2011)، المقاوم فى الحرب العالمية الثانية، الذى احتجز فى معتقل نازى، والمعارض المناهض لفرانكو فى باريس عن 87 عامًا، والذى وضع غالبية أعماله بالفرنسية. سيمبورن كان شاهدًا على كبرى تمزقات القرن العشرين السياسية، واستمد منها أعمالاً ملفتة فى الأدب والسينما، وكان وزيرًا للثقافة بين عامى 1988 و1991 فى حكومة الاشتراكى فيليبى جونزاليس. وكان خورخى سيمبرون انتقل للعيش فى المنفى فى فرنسا مع عائلته مع بدء الحرب الأهلية الاسبانية (1936-1939). ولد سيمبرون فى العاشر من ديسمبر 1923 بمدريد فى كنف عائلة بورجوازية تؤمن بالقيم الجمهورية، وعرف المنفى منذ طفولته، فغادر والده المحامى الجمهورى أسبانيا اعتبارا من العام 1936 "وفاء لأفكاره" مع أولاده السبعة، متوجها بداية إلى هولندا وبعدها إلى فرنسا. ومن باريس ترسخت لدى خورخى سيمبورن عند سقوط مدريد فى أيدى فرانكو مارس 1939، القناعة بأنه سيبقى دوما شيوعيًا. مع حلول الحرب العالمية الثانية التحق سيمبرون بصفوف المقاومة. وفى سبتمبر 1943 وهو فى سن التاسعة عشرة أوقفه الغيستابو ونقله إلى معتقل بوخيفالد النازى، وعند تحرير المعتقل فى إبريل 1945 اختار سيمبرون "فقدان الذاكرة الطوعى للاستمرار فى الحياة". قطع هذا الصمت فى العام 1963 مع روايته السردية الأولى "الرحلة الطويلة"، وسيعود إلى هذه التجربة الأليمة كذلك فى العام 1994 مع "الكتابة أو الحياة". وبعد سنوات قليلة أمضاها مترجمًا فى اليونيسكو بباريس، عاد إلى أسبانيا حيث نسق التحرك السرى للحزب الشيوعى الاسبانى تحت اسم فيديريكو شانسيز، إلا أن خلافات نشأت بينه وبين رئيس الحزب سانتياغو كاريو الذى طرده من اللجنة التنفيذية فى العام 1964 بتهمة "التحول عن سياسة الحزب"، فكرس وقته بعدها للكتابة بالفرنسية والاسبانية. فى العام 1969 حصلت راويته "الموت الثانى لرامون ميركادير" على جائزة فيمينا الادبية الفرنسية، ووضع حوار أفلام "زد" (1969) و"الاعتراف" (لافو 1970) وكان يعمل فى السينما مع ايف مونتان والمخرج كوستا غافراس.