من تناشدون؟ من تسألون؟ من تطالبون؟ من بيده تحقيق رغباتكم؟ إن من تسألونهم لن يحققوا لكم كل ما تطلبون وإن حققوا بعضها ولكن الله قادر أن يحققها كلها لكم ويرفع غضبه عنكم ويحقق أمانيكم, فبدل من جمعة الغضب اجعلوها جمعة الدعاء لله يستجيب لكم ربكم ويرفع مقته وغضبه عنكم وينجيكم مما أنتم فيه ويصلح حالنا جميعا والله قادر على أن تستقر البلاد ويحفظ مصر من كل شىء ويطهر البلاد من الدنس ومن شياطين الإنس والجن ومن (البلطجية) المنتشرين فى البلاد الذين لا يذكرون الله ولا يتذكرون عقاب الله لقوم قبلهم مثل قوم {لوط وقوم عاد وقوم ثمود} ومن جعلهم الله قردة خاسئين, فخافوا عقاب الله وارجعوا إليه وتوبوا عما تفعلون. وتوقفوا عن أن تجعلوا يوم الجمعة يوم خوف وترهيب للآمنين, فهو عيد للمسلمين يتجمع الناس فيه لأداء فريضة من أهم الفرائض, ويستمعون فى هذا اليوم للخطب الدينية التى تعود عليهم بالنفع ويتدارسون بعض المشكلات التى تواجه المجتمع ويجدون الحلول المناسبة لها بعد الصلاة, فلا تجعلوا الناس ينشغلون عن أدائها كما يجب, ويفكرون وهم يصلون لله عن ماذا سوف يفعلون بعد الصلاة, ولا يخشعون لله وهم يؤدونها , فهذا أيضا يغضب الله الواحد الأحد, الفرد الصمد, الحى القيوم القائم على شئون العبا , فأين إيمانكم بالله, أين حبكم له وإخلاصكم فى العبادة له؟ وهل تؤدون الصلاة كما يجب أن تؤدى؟ وهل سوف تحسب لكم أم عليكم؟ اتقوا الله فيما تفعلون, فيجب أن تكون صلاة الجمعة للصلاة فقط, كى تحصلون على ثوابها كاملة. فما الداعى لجمعة الغضب الثانية, فلقد أوضحتم ما ترغبون به سابقا, وأنتم بذلك تفقدون الثورة قيمتها الحقيقة وتعطلون مسيرة الحياة للأمام, أما إذا استدعى الأمر ويكون أمرا هاما تطالبون به عندها تجدون الكثير يستجيب لكم فيما تفعلون, فأعملوا بجد وإخلاص فى كل أعمالكم وطيبوا مطعمكم وجميع أعمالكم تكونوا مستجيبون الدعوة ويحقق لكم الله كل أمانيكم وقد قال الله تعالى {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ ---} (60) سورة غافر وطهروا منازلكم من أى حرام يدخله ولا تقبلوا به أبدا، ولا تطعموا به أولادكم فما نبت من حرام فالنار أولى به, وطهروا أنفسكم من الشح والبخل والغل الذى انتشر فى النفوس, وزكوا أنفسكم بأداء الزكاة وبجميع الفرائض والعطف على المساكين والفقراء, ولا تنامون وغيركم جائع, وسارعوا فى الخيرات وكونوا سباقين لها, وتأكدوا إنكم إذا فعلتم ذلك لن تحتاجوا إلى أى مساعدات خارجية وتكونوا من أفضل الشعوب وأقواها وأفضلها عند الله.