وصف سفير إريتريا فى القاهرة عثمان محمد عثمان العلاقات المصرية – الإريترية بالقوية، التى تضرب بجذورها فى خمسينيات القرن الماضى، حيث التعاون بين اتحادات الطلبة. وقال خلال احتفال الجالية الإريترية فى القاهرة بذكرى مرور 20 عاماً على الاستقلال، وذلك فى مقر وزارة الشباب، تحت شعار "رؤى متناغمة.. لعزة وطنية"، إن الجيش الإريترى حرر كامل تراب البلاد ودخل العاصمة "أسمرة" منتصراً، مضيفاً "إريتريا حققت المرتضى عبر تضحيات جسورة، ونحن نجدد العهد بتحقيق جميع الوعود". وأكد عثمان الذى تحدث باللغة العربية أولاً، ثم لغة بلاده "التيجرينية"، أن الاحتفال بيوم إريتريا القومى هذا العام متميز من حيث كونه يأتى بعد مرور 20 عاماً على الاستقلال، ومحطة لتقديم ما تم إنجازه، وتحديد مكامن قوة إريتريا ودفع عجلة التطور إلى الأمام. وأوضح خلال الاحتفال الذى حضره عدد من الشخصيات الدبلوماسية والعامة، أن "السنوات العشرين الماضية تصدينا فيها للمؤامرات الخارجية التى حاولت التعدى على السيادة، فالأعوام الماضية كانت فى غاية الصعوبة، حيث تحملنا مسئولية بناء الدولة من الداخل، بعد أن استطاعت الإرادة الاريترية المستقلة أن تحرر أراضيها من الاحتلال". ومن جانبها، قالت رئيس اتحاد المرأة التابعة للسفارة الإريترية كلثوم آدم، إن بلادها كانت ومازالت هدفاً للقوات الإقليمية والدولية، ولكن جهود الدولة توصلت إلى استقلالها، مضيفة "الخلود للشهداء الأبرار والمجد لإريتريا". وقد هنأ عدد من الدبلوماسيين والشخصيات العامة الإريترية مصر بنجاح ثورة 25 يناير، معربين عن تقديرهم لمصر لإشراكها للإريتريين فى العلم، على حد تعبيرهم. وعلى الجانب الرسمى المصرى، لم يحضر أحد احتفال الجالية الإريترية بالاستقلال، فيما أرسل حزب الوفد منسقه الخاص للعلاقات الأفريقية – المصرية، محمد نعيم، الذى هنأ إريتريا بذكرى مرور 20 عاماً على استقلالها، فيما قال إبراهيم نصر الدين المتخصص فى الشئون الأفريقية، إن إريتريا تمتلك أعظم ثورة تحرير فى القرن العشرين. وقد تخلل الحفل استعراضات شعبية إريترية وأغانٍ وطنية تعكس فرحة الحضور بعيد استقلالهم. ويحتفل الإريتريون فى 25 مايو من كل عام بعيد استقلالهم، وذلك حينما تحالفت الجبهة الشعبية لتحرير إريتريا بزعامة أسياس أفروقى، الرئيس الإريترى الحالى، مع المعارضين الإثيوبيين بزعامة ميلس زيناوى رئيس الوزراء الإثيوبى الحالى، تحت رعاية الإدارة الأمريكية فى مؤتمر عقد بالعاصمة البريطانية لندن، نجح فى إسقاط نظام مانجستو هايله مريم الإثبويى، واعتراف إثيوبيا بحق تقرير المصير للشعب الإريترى على أن يختار بين الوحدة والانفصال، مقابل أن يلتزم أفورقى بدعم زيناوى فى سعيه للتغلب على مناوئيه السياسيين وتولى السلطة، ويسمج باستخدام إثيوبيا مينائى عصب ومصوع للأغراض التجارية. وأعلن استقلال إريتريا فى 25 مايو 1991، وتشكلت حكومة مؤقتة أجرت استفتاءً عاماً على الاستقلال تحت إشراف كل من الجامعة العربية والأمم المتحدة ومنظمة الوحدة الأفريقية حينها، وجاءت نتيجته 99% لصالح الاستقلال.