جاءت تيترات البداية والنهاية للمسلسلات التليفزيونية إلى جانب المقاطع الغنائية التى تضمها العديد من هذه الأعمال، والتى انتشرت بعد مسلسلى "الدم والنار" و"حدائق الشيطان" بمثابة طوق نجاة للعديد من المطربين والمطربات الذين أصبحت علاقتهم بالجمهور قاصرة على التواجد فى هذه المسلسلات. ساعد على هذا الأمر الركود الشديد الذى أصاب سوق الكاسيت لاعتبارات عديدة من بينها انتشار العديد من القنوات الفضائية الغنائية، وتركيز غالبية المطربين على تقديم فيديو كليب مصور أو اثنين على أقصى تقدير فى العام للعرض على شاشة هذه الفضائيات، وعدم إقبال العديد من المنتجين على الإنتاج بعدما تكبدوا خسائر كبيرة فى العديد من الألبومات التى تولوا إنتاجها. وفى الوقت الذى يستطيع فيه المطربون والمطربات العرب الحفاظ على تواجدهم ولو من خلال الإنتاج لأنفسهم، يبخل المصريون بالإنتاج حتى لو امتلكوا الأموال، وبدوا كما لو كانوا ينتظرون رمضان من كل عام ليتسابقوا على غناء تيترات مسلسلاته الاجتماعية والتاريخية والدينية والست كوم، ونظريا هذا الأمر أفضل كثيراً من حالة البيات الشتوى الغنائى التى يعيشونها إما بإرادتهم أو رغماً عنهم. المتابع للخريطة الرمضانية هذا العام يلاحظ تفوق المطربين المصريين على نظرائهم من العرب فى تيترات المسلسلات التى تفوقت فى جودتها فى أحيان كثيرة على المواضيع والمضامين والأحداث التى تضمها هذه الأعمال، ويأتى على رأس هؤلاء المطرب على الحجار الذى أصبح بمثابة "ياميش رمضان" لعدد من المخرجين والمنتجين الذين يثقون فيه ثقة عمياء ومعهم كل الحق، ومن بينهم المخرج إسماعيل عبد الحافظ الذى حسم ما تردد من وجود صراع بين اللبنانيتين رزان مغربى ونيكول سابا لغناء تيترات مسلسله "عدى النهار"، الذى يلعب بطولته صلاح السعدنى، واختار الحجار ليغنى التيترات إلى جانب عدد كبير من المقاطع الغنائية التى تعبر عن الأحداث فى العمل والتى كتبها ببراعة كعادته الرمضانية الشاعر الكبير سيد حجاب. وعاد مدحت صالح للتألق مع أعمال يحيى الفخرانى فى مسلسل "شرف فتح الباب" علماً بأنه كان غنى له من قبل تيترات مسلسلى "عباس الأبيض فى اليوم الأسود" و" سكة الهلالى"، ويشدو محمد الحلو مع غادة رجب تيترات مسلسل "نسيم الروح" لمصطفى شعبان فى حين يغنى الحلو بمفرده تيترات "على مبارك"، أما محمد ثروت فيغنى تيترات مسلسل "شط إسكندرية" لممدوح عبد العليم ووفاء عامر وإخراج أحمد صقر الذى كان استعان بثروت قبل نحو ثمانية أعوام بغناء مسلسل "من الذى لا يحب فاطمة؟" كما تعود حنان ماضى من خلال غناء مقدمة ونهاية مسلسل "قصة الأمس" لإلهام شاهين ومصطفى فهمى. الحضور العربى جاء عاديا مع الحرص الكبير على تواجد العديد منهم هذا العام، ورغم تألق وائل جسار فى رمضان الماضى فى تيترات مسلسل "الدالى" الذى يعرض جزأه الثانى حالياً، إلا أن أداءه جاء عاديا فى مسلسل "ناصر"، وهو ما تكرر مع نبيل شعيل فى "جدار القلب" وحسين الجسمى فى "بعد الفراق" وبدا رامى عياش الأفضل بين العرب فى مسلسل "قلب ميت" لشريف منير وغادة عادل. وظهر بشكل واعد. أما الصوت "الجديد"، فكان من نصيب أحمد سعد الذى يغنى مسلسل "هيمه.. أيام الضحك والدموع" من إخراج جمال عبد الحميد الذى يهتم كثيراً باختيار أصوات جيدة سواء معروفة أو جديدة كما حدث من قبل فى مسلسل "أرابيسك" الذى كان نقطة انطلاق كبيرة للمطرب حسن فؤاد وإن كان اختفى بعدها. كان من أهم ملامح دراما رمضان هذا العام عودة الموسيقار الكبير ميشيل المصرى ليضع الموسيقى التصويرية لمسلسل "الفنار"، وليعيد إلى ذاكرتنا ما أبدعه قبل 18 عاماً ما فعله فى "ليالى الحلمية"، وابتعاد كلمات الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودى عن الظهور ربما لظروفه الصحية التى استدعت سفره إلى خارج مصر، ونتمنى أن تعود إلينا كلماته فى أقرب فرصة. الغناء والموسيقى التصويرية فى الدراما مهمة ومطلوبة بعدما باتت واحدة من أهم عناصر النجاح لهذه الأعمال، وبعدما كان الجمهور العادى لا يهتم كثيرا بأسماء الشعراء والموسيقيين فيها، أصبح يحفظ عن ظهر قلب أسماء عبد الرحمن الأبنودى وعمار الشريعى وسيد حجاب وميشيل المصرى وأحمد فؤاد نجم وعمر خيرت وجمال بخيت وياسر عبد الرحمن وإبراهيم عبد الفتاح وبهاء جاهين وزياد الطويل وبهاء الدين محمد، إلى جانب الشاعر أيمن بهجت قمر والموسيقار محمود طلعت اللذين شكلا ثنائيا رائعا قبل خمسة أعوام وصل إلى قمته فى رمضان الماضى من خلال مسلسل" يتربى فى عزو" ليحيى الفخرانى وكريمة مختار وغناء هشام عباس.