بعد مباحثات استمرت لمدة يومين بين أمريكا والصين للوصول إلى صيغة موحدة من أجل التوافق على خلفية تفاقم التوتر السياسى والنزاعات المالية بينهما، توصل كل من نائب رئيس مجلس الدولة الصينى وانج تشى شان، ووزيرة الخارجية الأمريكية، هيلارى كلينتون إلى اتفاق تعاونى بشكل متبادل خلال المرحلة القادمة. تبادل كل من الطرفين وجهات النظر لأول مرة حول القضايا الأمنية والاقتصادية، نقلت كلينتون وجهة نظر الإدارة الأمريكية، حيث قالت إن واشنطن تعتزم ممارسة ضغوط شديدة على بكين بسبب القلق الشديد إزاء اعتزام الصين تطوير أسلحتها، وصناعة سفن وطائرات ذات قدرات هائلة، مما يشكل تهديدا لنفوذها فى آسيا، بالإضافة إلى ذلك ترى أمريكا أن زيادة النشاط الصين فى الفضاء أنه ليس درعا واقيا للصين بل فقط مساع صينية لتطوير أسلحة إلكترونية قادر على تعطيل الأقمار الصناعية العسكرية الأمريكية. أما الصين التى كانت تمتلك ميزان القوى، والتى جمدت منذ ستة أشهر تقريبا علاقاتها مع البنتاجون على خلفية التعاون العسكرى بين الولاياتالمتحدة وتايوان وخاصة بعد بيع أسلحة أمريكية إلى تايوان ونقل تشى شان وجهة نظر الزعيم الصينى هو جين تاو التى تقول إن قضية تايوان هى دائما العائق الأساسى فى تطوير العلاقات مع واشنطن، ومع ذلك تتطور العلاقات الاقتصادية بنجاح خارج إطار هذه المشكلة، وبصورة مماثلة تأتى مسألة حقوق الإنسان بالنسبة للولايات المتحدة وسيلة أيضا للضغط على الصين، وهذا يزعج الصين ، لكن لا يعيق فى تطوير العلاقة بينهما. نعم يوجد توتر واضح بين واشنطنوبكين، ولكن ليس بسبب الخلافات حول حقوق الإنسان بل توجد أسباب أخرى أخطر وأعمق بكثير. وتشغل الصين المرتبة الاقتصادية الثانية فى العالم بعد الولاياتالمتحدة، حيث تمتلك الصين سندات من الخزانة الأمريكية تصل قيمتها إلى 2 تريليون دولار، مما يجعل الولاياتالمتحدة على شفا الانهيار بعجز مالى قدره 14 تريليون دولار، فإذا طالبت الصين حكومة الولاياتالمتحدة بديونها بموجب سندات الدين هذه سيتعرض النظام الاحتياطى الفيدرالى الأمريكى لانهيار كبير قد يؤدى إلى انهيار مالى عالمى. بذلك داعبت الصين الولاياتالمتحدة عدم المطالبة حاليا بسندات الدين، من أجل تراجع النفوذ الأمريكى وفرض السيادة على الصين بانتقاداتها بشأن انتهاكات حقوق الإنسان، إضافة إلى حل أزمة تايوان والتى تمدها بالأسلحة لزعزعة أمن الصين. وعلى مدار ال 32 عاما الماضية منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والولاياتالمتحدة، واصلت العلاقات الصينية الأمريكية تقدمها للأمام بالرغم من التقلبات المعتادة، وسبق هذا الحوار الإستراتيجى حواران آخران عام 2005 و2006 على التوالى.