زيف النفوس

كانت الدنيا تغازلنا وما زالت وكنا نسعد بذلك فهى بداخلنا شهوة مريضة، فيرس ينمو ويتكاثر ويتوغل بأن نعشقها عشقاً أعمى، اشتهينا كل ما فيها وكنا نزداد نهماً عليها فلم نشبع منها، فقد اكتشفنا أن كل ما ينمو بداخلنا نبت شيطانى من بذور فاسدة هبت مع رياح الأفكار المتمردة، شربنا من مائها العذب، ولم نرتوِ، فقد اكتشفنا أننا نشرب من مائها المالح، كلما شربنا ازددنا عطشاً، تعلقنا بأشياء كانت تبدو لنا مبهرة وجدناه زائلة، ملأنا حياتنا فيما يبدو لنا نقاء وجدنا أنفسنا كشجرة ينخر فيها السوس، وجدنا ناسا بهرونا بفكرهم خذلونا بسقوطهم.
تيارات الموج الشيطانى أغرقت عقولنا فيما عشقنا من أفكار ومذاهب فاسدة، وعمت بصائرنا عن الاتجاه الصحيح، فهاج بحر حياتنا بأمواجه المتلاطمة بشرورنا، وارتعش مجدافنا بأيدينا فلم نقهر كبرياء فكرنا المزيف وشهواتنا، واندفعت سيول الغضب بداخلنا، وظهر زيف إيماننا الظاهرى، ولم تعد نفوسنا قادرة على التحكم بدفة قارب نجاتنا، وأصبحنا على خطر يهدد ما تبقى من أيامنا، من ينقذنا من متاهات غربتنا، وفساد ضمائرنا.. ويقهر شرورنا.. ويطهرنا من ذنوبنا وأفكارنا البالية من غيرك يا ارحم الراحمين.
تجاهلنا إشاراتك لنا بزيف الحياة، زرعنا فى أرضنا الوهم وفى نفوسنا السراب، خرجنا عن دائرة الأمان وبهرنا زيف النفوس الصدأ.
لا تتردد أن تطرق باب الرحمن، فأنت على بعد خطوة تطهرك تنقذك حتى لا تندم ويهلكك الطوفان، اطرق الباب واهزم كبرياء الحقد والشر، اخمد نيران الشهوة بداخلك، وأعلن التمرد عليهم والعصيان، فلن ينجو منا أحد بأفعاله وإنما برحمة الخالق.
قم واغتسل من ذنوبك وارتوى من فيض الرحمن، وجدد بداخلك الأمل وتطهر من ذنوبك، واملأ الفراغ الداخلى، وتعلم كيف تجنى الثمار الحلوة بنفسك.