أثار البحث الذى ألقاه الدكتور إبراهيم جلال أحمد أستاذ التاريخ المساعد بكلية الآداب جامعة عين شمس، حول دور الحركات النسائية فى التاريخ المصرى، بمؤتمر السلطة فى العالم العربى المعاصر، الكثير من الجدل، فى الجلسة التى عقدها المؤتمر، فى ثالت أيامه اليوم الخميس، حيث أكد الباحث، على أن كتابات طه حسين والعقاد، رفضت وجود المرأة فى الساحة السياسية ولفظتها منها تماما، واعتبرت هذه الكتابات وظيفة المرأة الأساسية هى المنزل. وأشار جلال أحمد إلى تحليلات تم نشرها فى التاريخ المصرى، قالت إن المرأة لا يمكن أن تتوغل فى البرلمان، كى لا تفسد العلاقة بينها وبين زوجها، الذى ربما يكون أحد أقطاب هذا البرلمان فى نفس الوقت. وأكد جلال على أن هناك كتابات لعبت دوراً فى تهميش دور المرأة، مستغلة الدين، لكن الدين برىء من ذلك، وقال جلال: حتى المرأة همشت من دور نفسها، وأغلبية النساء صوتوا مؤخراً أن المرأة لا تصلح لرئاسة الجمهورية. وعقد جلال مقارنة بين وضع المرأة فى دستور 1923، و فيما بعد 1952، مشيراً إلى وجود تجمعات نسائية كثيرة فى الفترة الأولى، لكنها اختفت بعد ذلك، وكانت الحركة النسائية، تقتصر فى مطالبتها بالسلطة على الجانب النيابى، أو الانتخابى، لكنهن لم يطالبن بتولى العرش، أو تولى القضاء، وضرب جلال المثل بشخصيتى نبوية موسى ومنيرة سالم، كن من أكثر الشخصيات النسائية اللائى لعبن دوراً من خلال كتابتهن، وقال جلال: نبوية موسى لها أفكار قد لا تعجب الكثيرين، حيث كانت ترفض الحياة البرلمانية، وكانت تصفه بمجموعة أشخاص تابعين يقولون "آمين". وقال جلال: الحركة النسائية أيدت السلطة الرسمية المتمثلة فى العرش، لكنها انقسمت ما بين مؤيد للوفد، وغير مؤيد للوفد، وكلها نادت بإقامة حياة برلمانية سليمة، ولأول مرة تم تخصيص شرفات للنساء فى البرلمان، لكن لم يتم تمثيل حقيقى للنساء، إلا بعد 1956. وأكد جلال على أن من عيوب الحركة النسائية، مقاومتهن للاستعمار، وارتباطها بالصفوة، ولم تحقق مصداقية فى الشارع، أو رصيد كبير، وأغلبية المثقفين الذين كتبوا فى هذه الفترة، كانوا ضد تواجد المرأة على الساحة السياسية. وأشار جلال إلى أن زعيمات الحركة النسائية لم يوحدن صفوفهن، مشيرا إلى هجوم منيرة سالم على هدى شعراوى، فى أحد الأوقات، مضيفا: هذا أضعف من الحركة ككل، ويبقى لها ميزة أخرى، أن دور الحركة النسائية لم يقتصر على الداخل، حيث لعبت المرأة دورا كبيرا جدا فى القضية الفلسطينية. وأشارت الباحثة صفاء شاكر إلى دعوة من بعض الرجال للمساواة مع المرأة اليوم، من كثرة الحقوق التى حصلن عليها النساء فى هذا العصر، وقالت فى مداخلة لها: وأحب أن أؤكد أن أسوأ إدارة فى مصر هى إدارة النساء. فيما انتقد المؤرخ فخرى لبيب تجاهل كثير من الكتابات لمرحلة تاريخية مهمة، وهى الفترة ما بين 1945 حتى 1952، ولا تذكرها، رغم أنها شهدت أخطر الحركات الثورية، قادتها اللجنة الوطنية للطلبة والعمال، وقادت مظاهرات كبيرة، وغيرت اسم ميدان الإسماعيلية إلى ميدان التحرير، وتم مواجهة الإنجليز فى معارك بالرصاص، وأضاف لبيب: أى أن الشعب يحارب فى الشارع من عام 1946، وخلخل الملكية، وجاء الجيش، عام 1952 ووجد الثمرة "مستوية"، حيث قمنا بجمع صور الملك الموجودة فى غرف عمداء الكليات، وحرقناها أمام بوابة الجامعة، وكذلك حطمنا التاج الملكى المثبت على بوابتها. وعقب الدكتور حسن نافعة مؤكدا على أن ثورة 1952، وأفكارها مستهلمة من الحركات الوطنية العمالية والطلابية، التى بدأت قبل ذلك فى الأعوام التى ذكرتها.