قرر أقدم سجين سياسى فى العالم الزواج، بعد أن ضاعت أجمل سنوات عمره فى غياهب سجون الاحتلال، بعد أن جمعه الحب والنضال الفلسطينى بأسيرة فلسطينية من نابلس شمال الضفة الغربية، عبر رسائل فى الإذاعة المحلية حين كانت تقضى 4 سنوات فى السجن. عميد الأسرى الفلسطينيين سعيد العتبة "أبو الحكم" قرر الثلاثاء، الزواج من أسيرة فلسطينية، وقررا سوياً عقد قرانهما الخميس فى مدينة نابلس، بعد 32 عاما من الاعتقال فى سجون الاحتلال. أوضح العتبة أن الأسيرة مها عواد - 22 عاما- والتى تدرس فى كلية الفنون الجميلة، بجامعة النجاح الوطنية بنابلس، هى من اختارها لتكون شريكة حياته. وأضاف أنه تعرف على مها من خلال رسالة تحية وجهتها له عبر إذاعة محلية، وهو فى الأسر كأقدم أسير فلسطينى أثناء اعتقالها فى سجن "هشارون" الإسرائيلى، وأنه رد عليها برسالة عبر الإذاعة ذاتها. حول انتمائها السياسى، قال إنها تنتمى لحركة فتح، وأن انتماءها للحركة الوطنية الفلسطينية هو الأهم، وأن اقتراب أفكارها من آراء العتبة النضالية والوطنية هو الأهم أيضاً، مضيفاً "أننا خرجنا من الاعتقال بإرادة صلبة وقوية، والزواج حق طبيعى ولنا الحق فى الحياة والأطفال والعيش بأمن كباقى شعوب العالم". يذكر أن سعيد العتبة أفرجت عنه سلطات الاحتلال مؤخراً، ضمن 198 أسيراً كبادرة حسن نية تجاه الرئيس الفلسطينى محمود عباس، ودخل العتبة موسوعة "جينيس" للأرقام القياسية بدخوله عامه الواحد والثلاثين فى الأسر، حيث لم يسبق لأى أسير أن أمضى مثل هذه الفترة، حتى نليسون مانديلا لم يمض سوى 26 عاماً، وقاتل الرئيس الأمريكى جون كيندى أمضى 28 عاماً خلف القضبان. وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلى اعتقلت العتبة عام 1977، وكان يبلغ من العمر آنذاك 26 عاما، و حكم عليه بالسجن مدى الحياة، وقبل اعتقاله التحق بفصائل المقاومة مؤمناً بعدالة قضيته وبحتمية الانتصار.