مراعاة الصائمين من المسلمين للمشاعر، يحرص على الحفاظ عليها المصريون من غير الصائمين فى شهر رمضان وخاصة من إخوانهم المسيحيين، وتتعدد الاعتبارات التى يحرص هؤلاء على عدم تجاوزها فى هذا الشهر حتى لا "يكسر الصيام" كما يقال، فبالإضافة على عدم تناول الأطعمة والمشروبات على الملأ، يحرص البعض على التزام مظهر معين، يرون أنه الأكثر مناسبة لهذا الشهر ويشترك فى ذلك المسلمون والمسيحيون. فمع بداية شهر رمضان، تعود المسيحيون وخاصة من السيدات على ترديد عدد من الوصايا على بناتهن تتعلق بالسلوك العام والتصرفات اليومية، حتى لا يتعرضن لأى نوع من أنواع الإساءة أو الفهم الخاطئ من قبل البعض ما يثير قلق الأهل. من أهم تلك الوصايا التقليل من وضع المكياج، وارتداء ملابس طويلة وواسعة قدر المستطاع ومحاولة ربط الشعر بشكل يليق مع الفتاة، حتى لا يكون هناك اختلاف كبير بينهن وبين غيرهن من المسلمات، وحتى لا يكون هناك مجال للفت الأنظار. وهو ما أكده بيتر: "بالنسبة لى أوصى أختى بألا تتناول الطعام فى الجامعة على مرأى من الجميع وأنصحها بدخول كافتريا، لأن ذلك أفضل من الشارع، وأنصحها أيضاً بتقليل الماكياج، وأهم الملاحظات التى لا أقبل عن نفسى التنازل عنها هو منع الخروج تماماً قرب ساعة الإفطار أو ساعة الإفطار نفسها تجنباً للحوادث التى قد تحدث، نظراً لأن الشوارع تكون خالية فى هذا الوقت والجميع مشغولين بالإفطار، بيتر يشير إلى أنه شهد حادثة سرقة حدثت أمامه فى عربة مترو أثناء الإفطار، بينما كان رجال الأمن مشغولين بالإفطار "وهذا ما أنصح به أى فتاة سواء مسلمة أو مسيحية حتى لا تتعرض لما يسىء". أما مريان طالبة بالصف الثالث الجامعى، فتشير إلى أنها تحرص على تغيير بعض الأشياء فى مظهرها خلال شهر رمضان "أقلل الماكياج إلى الحدود الدنيا، وأحياناً كثيرة أغير من أسلوب ملابسى، فبدلاً من ال تى شيرت أرتدى القمصان وهكذا"، وتعرب مريانا عن دهشتها من أن بعض الشباب على الرغم من الصيام لا يترددون فى مضايقة الفتيات والتعليق عليهن بشكل غير لائق "وهذا يحدث لى ولزميلاتى المسلمات أيضاً .. فالبعض يعلق على عدم ارتدائى الحجاب مثلاً". وهو السبب الذى يدفع مانو للتغيير من تسريحة شعرها فى شهر رمضان "أفضل ربطه بشىء أو جعله على شكل "ذيل حصان" حتى لا يتضايق أحد"، وتعبر عن ضيقها من بعض المظاهر غير المعتادة التى تحدث فى الشوارع قرب ساعة الإفطار "مرة أثناء عودتى من الجامعة لم نجد أنا وزميلاتى أى مواصلة للعودة، لأن الطريق مزدحم جداً، وأخيراً استقلينا تاكسى قرب ميعاد الإفطار بنصف ساعة، وفوجئنا بأن السائق مصر على إنزالنا من التاكسى فى نصف الطريق، حتى يعود لمنزله فى موعد الإفطار". أما جاكلين موظفة وربة منزل، فتقول "إنها فى رمضان تحاول قدر الإمكان مراعاة صيام المسلمين سواء فى تناول الطعام أو فى المظهر العام، "نمتنع أنا وزميلاتى عن تناول أى أطعمة فى العمل، لأننا نقدر حالة زميلاتنا" وتضيف أنها أيضاً تحاول توضيح هذا الأمر لأبنائها "أطلب منهم تقدير صيام زملائهم فى المدرسة وحالة التعب التى يكونون عليها". أما مدام فيولا فأكثر ما يثير ضيقها، التعليق على عدم ارتدائها الحجاب "يحدث هذا أيضاً للعديد من زميلاتى المسلمات اللاتى لا يرتدين الحجاب أيضاً، وهو ما اعتبره تدخلاً فى شئون الغير".