فى حين أنه من المفترض الاحتفاء بحديقة الحيوان بالجيزة، بمناسبة مرور 112 عامًا على إنشائها، بتطوير الحديقة القديمة، ووضعها فى مكانتها الطبيعية بين أفضل حدائق الحيوان فى العالم، لكن العام 112 على عمر الحديقة الأقدم فى مصر والشرق الأوسط، بخبر مخيب للآمال، بعدما اتخذ الاتحاد الدولى لحدائق الحيوان قرارًا بخروج الحديقة من التصنيف الدولى. لكن الحديقة التى عانت خلال الأعوام الأخيرة حالة من الإهمال، وعانت على كل الأصعدة، يبدو تاريخها ومكانتها التاريخية لا تستحق من المسئولين كل هذا، فقصة أنشاء الحديقة وكيف كانت بدايتها تدعو للفخر.
تاريخ الحديقة يبدأ منذ عهد الخديو إسماعيل، والذى كان يخطط لإنشاء أكبر وأهم حديقة للحيوان فى العالم فى عام 1871، ضمن خططه لتطوير القاهرة كى تصبح "باريس الشرق" التى تضمنت أيضا إنشاء حدائق للنباتات وحديقة الأزبكية، وبالفعل خصص جزء من سرايا الجيزة لبناء حديقته المزعومة لكن قرار عزله، ومجئ نجله توفيق للحكم أجل حلمه عدة سنوات، حتى افتتحت بشكل رسمى فى عام 1891، فى احتفال كبير بمصر، ليكون إعلان بإنشاء الحديقة التى تعتبر أول وأضخم حديقة حيوان فى أفريقيا وثانى أقدم حديقة عالمية، وكان يطلق عليها "جوهرة التاج لحدائق الحيوان فى أفريقيا".
وتبلغ مساحة الحديقة نحو 80 فدانًا، وهى من أكبر الحدائق مساحة على مستوى العالم، وتواجه بوابتها الرئيسية ميدان النهضة وجامعة القاهرة، وتوجد على الضفة الغربية لنهر النيل وتوجد بها جداول مائية وكهوف بشلالات مائية وجسور خشبية، وبحيرات للطيور المعروضة. كما تحوى متحف تم بناؤه فى العام 1906 ويحوى مجموعات نادرة من الحيوانات والطيور والزواحف المحنطة، وكان يقدر عدد زوار الحديقة بنحو ثلاثة ملايين زائر سنويا .
كما أقيم داخل الحديقة ما يعرف بالكشك اليابانى، وهو متحف صغير داخل الحديقة، يحوى بعض المقتنيات والصور الفوتوغرافية لحديقة الحيوان قديما وحديثا، تم إنشاؤه فى عهد الملك فؤاد عام 1924 بمناسبة زيارة ولى عهد اليابان لمصر.
الحديقة عند إنشاءها بدأت بعرض أزهار ونباتات مستوردة غير موجودة فى الطبيعة المصرية، يوجد أيضاً قرابة 6 آلاف حيوان من نحو 1755 نوعاً بينها التماسيح والأبقار الوحشية والفيلة والأسود والقردة، وظلت محافظة على مكانتها على خريطة السياحة كأحد أهم وأبرز المظاهر السياحية فى القاهرة حتى نهاية ثمانينات القرن المنقضى.
لكن مع مطلع الألفينيات بدأ الإهمال يتفشى فى أرجاء الحديقة، حيث وجهت انتقادات شديدة لإداراة حديقة حيوانات الجيزة آنذاك، بسبب عدم الأخذ بتوصيات من الاتحاد الدولى لحدائق الحيوان، كالاهتمام بها بالشكل المطلوب وتفشى الأمراض النادرة بين الحيوانات، والمعاملة السيئة التى تلقاها بعض الحيوانات فى الحديقة كربط الأفيال بالسلاسل المعدنية، ما أدى لاستبعاد مصر فى عام 2004 من عضوية الاتحاد الدولى لحدائق الحيوان العام «WAZA» ، وفي ديسمبر 2008 انضمت حديقة حيوان الجيزة لعضوية «PAAZAB».
