المنافسة بين الإمبرطوريات الكبرى، هى منافسة تاريخية منذ بداية التاريخ، ومن بين تلك الإمبرطوريات التى ظل التنافس بينها كبير كانت الإمبرطورية الفرنسية ونظيرتها البريطانية، وإن كانت الثانية الأضخم تاريخيا. وفى نهاية القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر، كانت المنافسة احتدت وأرادت كل قوة منهم السيطرة على أكبر جزء من العالم، ليعلم سطوته وقوته وكلمته العليا، ولذا فكرت فرنسا فى السيطرة على مصر لإقامة قاعده بها لتكون نواة لامبراطورية فرنسية فى الشرق من ناحيه، وقطع الطريق بين بريطانيا ومستعمراتها فى الهند من ناحية أخرى وأيضا لاستغلال مواردها فى غزواته فى أوروبا، فكانت الحملة الفرنسية. وتعد الحملة الفرنسية أحد أشهر الحملات والأحداث فى تاريخ مصر الحديث، كانت بقيادة نابليون بونابرت، وقد استمرت الحملة 3 سنوات وفشلت وأسفرت عن عودة القوات الفرنسية إلى بلادها. ولكن كيف كانت شكل هذه الحملة، وكيف خرجت، ومما تكونت عدادها وقواتها العسكرية حينها؟. بحسب كتاب "نابوليون بونابارت فى مصر" للكاتب أحمد حافظ عوض، فأن الحملة الفرنسية خرجت من ميناء طولون يوم 19 مايو 1798 حيث اقلع أسطول فرنسى كبير، مؤلف من 32 ألف جندى من البرية والبحرية، تحملها 13 قايقا و14 بارجة، و400 سفينة لنقل العساكر والمهمات، وتقرر أن تسير السفن من ثغور طولون ومارسيليا وجنوا فى فرنسا وسيفاتافتشا فى إيطاليا. وكان تكوين القوة من حيث الأسلحة 24300 من المشاة "البيادة"، و4000 خياله "سوارى"، وطوبحية 3000 ونحو ألف من الأتباع، والمجموع 32300. كما كان أهم ما فكر فيه نابليون أنه ارتأى أن تكون معه بعثة علمية محضة لدراسة طبيعة البلاد المصرية، وبحث آثارها ونباتها وحيوانها، ونيلها وأرضها، وسمائها وسكانها، وكانت هذه البعثة تتألف من بنحو 100 عالم من مشاهير علماء فرنسا الذين امتازوا بدراسة خاصة فى كل فرع من فروع العلوم وكانت البعثة تحت رياسة عالم الرياضيات مونج، وضمت معه العديد من مهندس الكبارى والقناطر وعدد من الرياضيين وعلماء الفلك وبعض من علماء الطبيعة النبات ومن الكيماويين بالإضافة إلى الرسامين والموسيقيين والشعراء وعلماء فن المعمار. وتعد هذه البعثة العلمية، أول بعثة علمية مرافقة لحملة من الحملات العسكرية فى التاريخ.
