خالد صلاح يكتب: الذهب ليس حلا يا نجيب

لا أفهم فى الاستثمار أو إدارة الأموال أكثر من المهندس نجيب ساويرس، وبما أن نجيب يحقق أرباحا سنوية «أكثر شوية» من الأرباح التى أحققها أنا، فالأكيد أنه يفهم أكثر منى «شوية» بما أنه أغنى منى «حبتين»، لكننى وضعت يدى على قلبى بعد التصريح المنسوب إليه عن تحويل نصف ثروته إلى ذهب، ورغم أنه حاول تخفيف هذا التصريح بعد ذلك، إلا أن كثيرا من أصحاب المدخرات الصغيرة بدأوا التفكير بنفس طريقة نجيب، أو، الطريقة المنسوبة إلى نجيب، وهو ما قد يعنى أن الناس ستطمئن إلى الذهب للحفاظ على «قروشها الصغيرة» بدلا من أن تضع هذه القروش فى البنوك، وتساهم أعمال البنوك فى تحريك الاقتصاد وتمويل الاستثمارات.

سواء قال نجيب ذلك فعلا، أو قاله ثم صححه، أو صحح جزءا منه، فإن تأثير نجيب فى الناس كبير، خاصة فى الملفات المالية والاقتصادية، إذ إن نجيب والعائلة يشكلون حلما لملايين الشباب الذين يريدون البدء فى بيزنس خاص، وحلمهم أن يكون لهم حظ مثل حظ نجيب، وشهرة كشهرته بين الناس، ومن ثم فإن الكلمة انتشرت على نحو ساحق، وبدأ كثيرون يفكرون بنفس الطريقة، والحقيقة أننى أقترح على نجيب أن يستغل مكانته المالية والاقتصادية ويقدم نصائح للناس فى الاستثمار وإيداع المدخرات فى البنوك، فماذا لو تولى نجيب مثلا حملة لتشجيع الاقتصاد غير الرسمى على الاندماج فى المصارف، وقتها سينصت الكثيرون لنصيحته بدلا من تحويل المدخرات إلى ذهب بعد نصيحته الأولى.

يستطيع نجيب ساويرس أن يساعد فى رفع مستوى الاستثمار فى البورصة بنصيحة ساخنة من هذا النوع، ويستطيع المساهمة فى الدعاية للادخار فى البنوك، والعمل بعيدا عن الاقتصاد السرى والاستثمارات غير الرسمية فى البلاد، وبدلا من أن يحول الناس أموالهم إلى ذهب لا يسمن ولا يغنى من جوع فى الاقتصاد الوطنى، يبدأون فى تحويل الذهب إلى أسهم فى البورصة، والذهب إلى مدخرات استثمارية، والذهب إلى مصانع وورش وصناعات صغيرة ومتوسطة.
تأثيرك يا نجيب كان مدهشاً، والستات سمعوا كلامك وبدأوا يحولوا كل حاجة لذهب..
اللى عاوزينه العكس..