بوركت ثورة 25 يناير المجيدة وبورك ثوارها الشباب من كل شرائح الشعب. ثورة سلمية بيضاء بلغت إنجازاتها حدودا لا يصلها عقل أو يقبلها منطق، أسقطت نظاما جبارا عتيا جثم على صدر الشعب ثلاثة عقود من الزمن – بالقمع والتجويع والترهيب – أذاق خلالها المصريين مر العيش وبؤس المعيشة ودفع – فى سبيل بقائه حاكما أبديا – بقطعان الحزب الوطنى المحظور وكلاب مباحث أمن الدولة ليعيثوا فى ربوع مصر فسادا وظلما 00 نصبوا أنفسهم أسيادا على شعب طيب الأعراق. بسطوا أرجلهم القذرة فى وجه شرفائه ونخبته وأعلامه، فأنزلوا بهيبته وعليائه إلى قاع الخدم.. ثورة رائعة.. قدمت المثل الأعلى فى التلاحم والمؤاخاة بين عنصرى الأمة. فلا فرق بين مسلم ومسيحى على أرض مصر.. لكن أبلغ تسمية لهذه الثورة أنها: الثورة الكاشفة الفاضحة، فقد كشفت عن الوجه القبيح للحزب الوطنى المحظور الذى جعل مصر - خلال فترة هيمنته على سدة الحكم وانفراده بالساحة السياسية – ( تكية ) لأعضائه يغترفون – سحتا – من ثرواته ما شاءوا.. هى ثورة فاضحة فضحت كل الأبواق الداعية لاستمالة النظام وإعانته على الاستقواء والاستعلاء فوق مقدرات الشعب ماضية بلا حرج فى إطراء الحاكم الظالم - إطراء كذب ونفاق – ومباركة فساده وظلمه. وكان هذا هو منهج الحزب المحظور وفكره فى إدارة الدولة على نحو ضمن له السيطرة على السلطة لثلاثين عاما.. ولأن ثورتنا ثورة قامت لمحاربة الفساد وأهله فإننا أمام واجب وطنى. وهو فرض عين على كل مصرى شارك - مخلصا – فى هذه الثورة المجيدة أن يقاطع هذا الحزب المحظور مقاطعة تبدأ بإزالة إسمه الكاذب وشعاراته الزائفة ومقاره المدنسة من كل محافظات مصر مرورا بحصر ممتلكات كل أعضائه اللصوص - صغارا و كبارا – تمهيدا لمصادرة كل ما سلبوه ونهبوه من أموال الشعب ثم انتهاء إلى شطبه من قائمة الأحزاب السياسية المصرية 00 قاطعوهم جميعا وأخرجوهم أذلة من كل مؤسسات و قطاعات الدولة ما لم يتوبوا ويعلنوا – على مشهد من كل طوائف الشعب – توبتهم وأنهم كانوا لأبناء الشعب ظالمين مفسدين ، وأن يقسموا بالله على ألا يعودوا لظلم الناس وأكل حقوقهم، فإن عادوا فاستحلوا دماءهم وشردوا بهم واجعلوهم - كزعيمهم المخلوع - عبرة لمن لا يعتبر. ولتبق مصر دائما فوق كل الفاسدين.