سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"اليوم السابع" شاهد على مبادرة "الحزام والطريق" الصينية.. الحكومة الصينية تدشن استراتيجية جديدة لربط الشرق بالغرب.. ووصول 500 قطار إلى أوروبا فى عامين .. نقل البضائع الصينية إلى أكثر 24 مدينة فى 17 دولة
قبل حوالى 2100 سنة سافر تشانج تشيان، مبعوث أسرة هان الملكية، من جمهورية الصين الشعبية إلى آسيا الوسطى والغربية لمرتين، الأمر الذى شكّل طريق الحرير، الذى يعتبر ممرًا يربط بين الشرق والغرب، وبدأ العالم من خلاله يتعرف على الصين أكثر فأكثر. والآن وفى ظل تيار التعددية والعولمة الاقتصادية من المتوقع أن يصبح طريق الحرير، الذى سبق أن أسهم فى التبادلات الاقتصادية والثقافية بين الشرق والغرب، مركز اهتمام العالم مرة أخرى، وذلك بعد إطلاق الرئيس الصينى فى عام 2016 مبادرة «الحزام والطريق»، لربط التجارة بين آسيا وأوروبا وباقى قارات العالم، والتى ستحقق المناطق التى يمر بها الحزام مستقبلًا يشمل التبادلات السياسية، والنقل والمرور، والتجارة، وتداول العملات، وتبادلات الشعوب.
صور محرر اليوم السابع فى مبادرة الحزام والطريق ومن هنا زارت «اليوم السابع» مقاطعة شينجيانج، الذاتية الحكم، للوقوف على آخر مستجدات المبادرة الدولية التى ترعاها الصين، والتى تعتبر الحزام الاقتصادى لطريق الحرير، الذى يعتبر أطول ممر اقتصادى من حيث إمكانية التنمية بين منطقة آسيا - الباسيفيك وأوروبا المتطورة اقتصاديًا، وهو ليس خطًا أو طريقًا بريًا فقط، بل يشمل الطرق الحديثة والسكك الحديدية والرحلات الجوية والأنابيب النفطية والغازية، التى تمتد إلى مختلف مناطق آسيا الشرقية والوسطى والغربية والجنوبية حتى أوروبا.
وتقع منطقة شينجيانج الويجورية، الذاتية الحكم، فى وسط الأراضى الأوراسية، لتجاور 8 دول، هى روسيا، وكازاخستان، وقرغيزستان، وطاجيكستان، وباكستان، ومنغوليا، والهند، وأفغانستان، وقد كانت المنطقة عبر التاريخ ممرًا مهمًا لطريق الحرير القديم.
ووجدنا خلال الزيارة التى استمرت لمدة أسبوع للمقاطعة أن الحكومة الصينية اعتمدت توظيف ميزة شينجيانج الجغرافية الفريدة، ودورها كنافذة مهمة للانفتاح على الدول الواقعة فى غرب الصين، من أجل تعميق التبادل والتعاون مع دول آسيا الوسطى وجنوبى آسيا وغربى آسيا وأوروبا، وتشكيل مركز مهم للمواصلات والتجارة واللوجستيات والثقافة والعلوم والتعليم فى الحزام الاقتصادى لطريق الحرير، وجعلها منطقة محورية للحزام.
وخلال زيارة محطة القطار التابعة لشركة السكة الحديد الصينية، لمتابعة انطلاق أول قطار شحن متجه إلى إيطاليا، أكد نان جين، نائب شركة شينجيانج للنقل البرى بين آسيا وأوروبا، أن موقع مدينة أورومتشى، عاصمة مقاطعة شينجيانج، المميز جعلها من أهم المدن على طريق «الحزام والطريق»، حيث تم بناء جسر نقل بين الصين وأوروبا.
وأضاف فى تصريحات صحفية أن القطار سيقطع خلال رحلته مسافة تزيد على 12 ألف كيلومتر حتى يصل إلى وجهته فى إيطاليا، وذلك فى مدة تستغرق حوالى 17 يومًا.
وأشار إلى أن القطار سيمر عبر كازاخستان وروسيا وبيلاروسيا قبل وصوله إلى إيطاليا، حاملًا مختلف أنواع البضائع التى تشمل مستلزمات منزلية، وملابس وأقمشة وحقائب، وأجهزة كهربائية، ومواد بناء، ومواد كيميائية.
مبادرة الحزام والتطبيق وأضاف أنه تم نقل البضائع الصينية إلى أكثر 24 مدينة فى 17 دولة بآسيا وأوروبا، وأنه يتم تسير 3رحلات يوميًا من هذا الميناء إلى أوروبا.
ويقع معبر هورجوس عند حدود الصين مع كازاخستان، ويعتبر منفذًا دوليًا مهمًا للسكك الحديدية، ويربط بين الصين ودول آسيا الوسطى.
وقررت الحكومة المركزية الصينية إنشاء منطقة هورجوس للتنمية الاقتصادية فى مايو من عام 2010، حيث بدأت الشركات فى المنطقة تتمتع بسلسلة من الدعم المالى والأفضلية فى الاستيراد والتصدير، حيث بلغ حجم التجارة الخارجية 230 مليون دولار أمريكى فى عام 2016.
فى السنوات الأخيرة، دفعت شينجيانج بناء «الطريق والحزام»، وتوسع حجم الاستيراد والتصدير مع دول آسيا الوسطى وروسيا ومنغوليا، كما شهدت التجارة الخارجية، خاصة التجارة الحدودية، ازدهارًا مستمرًا فى الوقت نفسه، فى ظل تطور الإنترنت والتجارة الإلكترونية. مبادرة الحزام والتطبيق ويربط هذا الطريق الجديد الدول خارج آسيا الوسطى، مثل إيران وتركيا أيضًا، والقطارات المتجهة غربًا من أورومتشى قادرة على الوصول إلى كازاخستان وأوزبكستان وقيرغيزستان وروسيا وبولندا وألمانيا وإيطاليا حاليًا، كما يقدم تشغيل مركز الخدمات اللوجستية فى أورومتشى خدمات «وقفة واحدة» لقطارات الشحن المتجهة غربًا من جميع أنحاء الصين.
وأكد مسؤولو المقاطعة الذين التقينا بهم أن المقاطعة لها موقع استراتيجى كمركز نقل فى الصين على طريق الحرير الاقتصادى، الجزء من مبادرة «الحزام والطريق» التى طرحتها الصين فى عام 2013، ونجحت منطقة شينجيانج فى مرور 223 قطار شحن من الصين إلى أوروبا فى العام الماضى، وتهدف إلى مضاعفة هذا الرقم إلى 500 فى عام 2017.
وأضاف أن المقاطعة حققت تقدمًا ملموسًا فى بناء شبكة الطرق، حيث تم بناء 46.2 ألف كم من شبكة الطرق فى السنوات الخمس الأخيرة، وقد ربط الطريق السريع جميع المدن بشينجيانج تقريبًا، وفى الوقت نفسه دفعها أيضًا تطوير المواصلات الدولية مع الدول المجاورة لضمان التجارة الدولية والتبادلات الاقتصادية والثقافية. مبادرة الحزام والتطبيق كما أن المقاطعة تضم حاليًا 18 مطارًا، أكثر من أى مقاطعة أخرى فى الصين، وفى السنوات الأخيرة عملت شينجيانج على دفع بناء مركز الطيران الدولى ل«الحزام والطريق»، وأظهرت الإحصاءات أن هناك 33 شركة الطيران تخدم منطقة شينجيانج، وقد تم تشغيل 238 رحلة داخلية ودولية حتى عام 2016، وقد حقق مطار أورومتشى افتتاح خط جوى مع 21 دولة و33 مدينة عالمية، مما سير التبادلات بين شينجيانج والدول الواقعة على امتداد طريق الحرير.
وفى السياق نفسه، أبدت الولاياتالمتحدةالأمريكية خوفها الشديد من تلك المبادرة التى ستوسع نفوذ بكين فى العالم، حيث علق مسؤول أمريكى كبير منذ فترة بأن بلاده وأستراليا والهند واليابان تجرى محادثات بشأن برنامج مشترك للبنية الأساسية الإقليمية كبديل لمبادرة «الحزام والطريق» الصينية، التى تبلغ تكاليفها مليارات الدولارات فى محاولة للتصدى لنفوذ بكين.