فى استفتاء غير مسبوق تشهده مصر على مر تاريخها الحديث، خرج المصريون ليدلوا بأصواتهم حول التعديلات الدستورية المطروحة فى ظل جو مملوء بالديمقراطية، لقد كانت مصر تتنفس فى هذا اليوم حرية ونزاهة وشفافية بكل ما تعنيها هذه الكلمات من معانٍ، وليس مجرد شعارات كما اعتدنا على ذلك من قبل عندما كان الحزب الوطنى المستبد يصنع نتائج الانتخابات قبل أن تبدأ العملية الانتخابية ذاتها. كل من خرج كان لديه يقين تام بأن صوته سيكون مؤثراً فى النتائج، كان لديه شعور بأن صوته سيصنع مستقبل مصر ويحدد المسار الذى ستسير فيه، وما من خوف من بلطجية أو مماطلة عند التصويت أو حرمان من الإدلاء بالصوت لأتفه الأسباب مثلما كان يحدث قديماً، كما أعطت عودة القضاة ثقة مضاعفة لدى الناخبين، ووجود الجيش للتأمين أعطى مزيداً منها، كانت أجواء الفرح والبهجة مسيطرة على كل من رأيتهم سواء فى الطريق أو عند مقر لجنة التصويت، رأيت أصدقاء يدلون بأصواتهم لأول مرة، لم يذهبوا قبلها إلى لجان الانتخاب إيماناً منهم بأن أصواتهم لن تغير جديداً، فالحزب الحاكم كان يحسم النتائج مسبقاً، الآن الأمور اختلفت .. فمصر تولد من جديد. وبعد انتهاء هذا اليوم الرائع الذى أحمد الله على أننى قد رأيته فى حياتى جاء وقت إعلان نتيجة الاستفتاء ، واختار أغلبية الشعب (نعم) .. هكذا اختار الشعب محدداً خريطة طريق مصر فى الفترة القادمة، ورغم أن (نعم) تفوقت على (لا) إلا أنه يجب علينا أن نعلن عن كل الاحترام والتقدير لكل من قال (لا)، ولا يجب أن نرى صداماً أو نقاشات جدلية عنيفة وحادة على مواقع التواصل الاجتماعى أو المنتديات على الإنترنت بين مؤيدى نعم ومناصرى لا، فكلا الفريقين كان يرى المرحلة القادمة بنظرة معينة ويريد على هذا الأساس رسم معالم مستقبل الدولة، وحيث أن كل الطرق تؤدى إلى روما فيجب علينا أن نحترم نتيجة الاستفتاء، وأن نركز جهودنا فى الفترة القادمة على بناء مصر ودفع عجلة التنمية إلى الأمام، وأن نبدأ فى مكافحة الفساد الذى خلفه لنا النظام البائد. كل الحب والتقدير والاحترام لكل من شارك فى الاستفتاء بغض النظر عن تأييده ل (نعم) أو (لا)، وعاشت مصر حرة مستقرة.