تمر الجمعة الذكرى ال63 لرحيل الشيخ محمد مصطفى المراغى أصغر شيوخ الأزهر، الذى ولد فى 9 مارس عام 1881م ببلدة المراغة بمحافظة سوهاج . التحق الإمام المراغى بعد أن أتم حفظ القرآن الكريم بكتاب قريته بالأزهر الشريف، وتلقى العلم على يد كبار العلماء والمشايخ، وكان على صلة بالإمام محمد عبده، واتبع نهجه فى الإصلاح والتجديد فيما بعد. وتخرج الإمام المراغى فى الأزهر بعد حصوله على الشهادة العالمية 1904م، وكان ترتيبه الأول على زملائه، وكان عمره 23 عاما، وهى سن مبكرة بالنسبة لعلماء الأزهر فى ذلك الوقت، وفى سنة التخرج اختاره أستاذه الشيخ محمد عبده ليعمل قاضيا فى مدينة دنقلة بالسودان، واستمر الشيخ المراغى فى وظيفته لمدة 3 سنوات فقط حتى عام 1907. واستقال المراغى من عمله بسبب خلافه المستمر مع الحاكم العسكرى الإنجليزى للسودان، وعاد إلى مصر، وأخذ يتدرج فى مناصب القضاء حتى تولى رئاسة المحكمة الشرعية العليا عام 1923. وتم تعيين المراغى شيخا للأزهر عام 1928 وهو فى السابعة والأربعين من عمره، وكان يعد بذلك أصغر شيخ للأزهر، وكان معنيا بإصلاح الأزهر، وعندما وجد عقبات كثيرة تحول بينه وبين ذلك استقال من منصبه فى أكتوبر 1929م، لأنه كان يعتبر الوظيفة تكليفا وليست تشريفا. وأعيد تعيين الشيخ المراغى فى أبريل 1935 شيخا للأزهر مرة أخرى، بعد المظاهرات الكبيرة التى قام بها طلاب الأزهر وعلماؤه للمطالبة بعودة الإمام المراغى للأزهر لتحقيق ما نادى به من إصلاح، وظل الشيخ المراغى فى منصبه شيخا للأزهر لمدة عشر سنوات إلى أن توفى. وقام الشيخ المراغى بإنشاء ثلاث كليات تكون مدة الدراسة فيها أربع سنوات، تتخصص إحداها فى علوم العربية، وهى كلية اللغة العربية، والثانية فى علوم الشريعة وهى كلية الشريعة والقانون، والثالثة فى علوم أصول الدين وهى كلية أصول الدين. ومن مؤلفات الشيخ المراغى، والتى اشتملت على برامجه الإصلاحية، خاصة إصلاح الأزهر وقوانين الأسرة، بالإضافة لدروسه فى تفسير القرآن الكريم، وبعض القضايا الفقهية واللغوية "الأولياء والمحجورون" ، "تفسير جزء تبارك"، "بحث فى وجوب ترجمة القرآن الكريم"، "رسالة بعنوان: الزمالة الإنسانية كتبها لمؤتمر الأديان فى لندن"، بحوث فى التشريع الإسلامى وأسانيد قانون الزواج، مباحث لغوية بلاغية، دروس دينية نشرت بمجلة الأزهر. وبعد صراع مع المرض وعن عمر يناهز الرابعة والستين، لفظ الشيخ محمد مصطفى المراغى أنفاسه الأخيرة فى 22 أغسطس عام 1945 تاركا وراءه أعمالا عظيمة.
