هاجمت الصحف الجزائرية بشدة معمر القذافى بعد تصريحاته فى الحوار الذى أجراه مع شبكة "إيه بى سى" الأمريكية، متسائلا: لماذا لم يقم مجلس الأمن بفرض عقوبات على الجزائر؟ وأوضحت النهار الجزائرية أن القذافى ساوى بين عمليات القمع الوحشى التى تمارسها قواته وميليشياته ضد المحتجين والثوار على نظام حكمه، وبين العمليات التى قادها الجيش الجزائرى فى إطار مكافحة الإرهاب. ورد القذافى على العقوبات التى فرضها مجلس الأمن على ليبيا قبل ثلاثة أيام، بالقول ''لماذا لم يتم اتخاذ مثل هذه القرارات وهذه الإجراءات ضد الجزائر؟ فمعروف تماما أن الجيش الجزائرى يحارب فى الشوارع''. واعتبرت النهار أن القذافى، بهذه التصريحات ، تجاوز كل الأعراف الدبلوماسية وضوابط التعامل مع دول الجوار، عندما حاول وصف ما يجرى فى ليبيا هذه الأيام من قمع وقصف بالطائرات للمحتجين ضد نظام حكمه، بأنه مثل الوضع فى الجزائر خلال سنوات الإرهاب. ووصفت القذافى ب ''مجنون ليبيا'' موضحة أنه انزلق لدى محاولته تسفيه وتهوين ما يقع فى ليبيا، فى تشبيه الوضع فى ليبيا بما حدث فى الجزائر، حيث قال بالحرف الواحد ''أريد أن أسأل سؤالا: لماذا لم يتم اتخاذ مثل هذه القرارات وهذه الإجراءات ضد الجزائر؟ فمعروف تماما أن الجيش الجزائرى يحارب فى الشوارع وفى كل يوم هناك قصة''. وأشارت إلى استمرار القذافى فى سقطاته ومخالفته لواجب حسن الجوار مع الجزائر عندما راح يشبه ما وقع فى الجزائر من مكافحة للإرهاب من قبل الجيش الوطنى الشعبى بالمعارك التى جرت بين الجيش الروسى والمقاتلين الشيشان، وتلك التى تدور بين الأمريكيين وحركة طالبان فى أفغانستان، وبالاعتداءات التى يرتكبها الجيش الإسرائيلى ضد الفلسطينيين فى غزة. كما انتقدت الصحف بشدة موقف وزير الخارجية الجزائرى مراد مدلسى مؤكدة انه يلتزم الصمت دائما وكتبت فى تقرير لها تحت عنوان "مدلسى نائم على طول الخط!" أن وزير الخارجية التزم الصمت تجاه تصريحات القذافى وعدم الرد عليها ،وكأن اسم الدولة الذى ورد على لسان القذافى هى لجمهورية أخرى تقع فى بحر البلطيق.