اعترف خوسيه كابريرا، وهو طبيب نفسى كبير ومؤلف كتاب "الصحة العقلية والسياسة"، لصحيفة الموندو الأسبانية أن مرض جنون العظمة هو مرض نفسى يجعل الإنسان يتمكن من الحصول على شىء كالسلطة وهو ما يظهر فى حالة القذافى الذى أصيب بالغرور والتكبر. مضيفا أن من يصاب بهذا المرض يرى باقى الناس صغارا بدرجة كبيرة، وهذا ما اتضح فى لفظ "جرذان" الذى يطلقه القذافى على الشعب الليبى، وأيضا يجعله لا يرى الحقيقة، حيث إنه حتى الآن لا يستوعب أن هؤلاء المتظاهرين لا يثورون ضده لا يعترف بهم أنهم من الشعب الليبى. وأشار كابريرا إلى بعض العبارات التى ألقاها الرئيس الليبى معمر القذافى فى خطاباته تؤكد أنه يعانى من جنون العظمة، ومنها "أنا قائد الثورة، ولذلك فلا يمكن أن أستقيل"، "أنا سأموت شهيدا"، مضيفا أن القذافى يحمل منصب رئيس منذ ما يقرب من 41 عاماً، فأصبح لا يستوعب فكرة أن فى يوم وليلة يحمل لقب رئيس سابق، ووفقا للأطباء النفسين، كل ما يقوله القذافى لا يشير إلى شىء سوى إصابته بجنون العظمة. من ناحية أخرى، فقد أكد رئيس قسم الطب النفسى فى مجمع بورجوس خيسوس كاندرا أن الزعيم الليبى لديه صورة واضحة بأنه يعانى من جنون العظمة التى تجعله غير قادر على تقبل أى نقد له، ويرى دائما أنه يرى الأمر الصحيح، أما الآخرون فلا يستطيعون فهم شىء، وبالتالى فهم دائما على خطأ، مضيفا أنه دائما يرى أن الجميع يتآمرون ضده. ويرى هؤلاء المحللون أن من الصعب جدا على شخصية مثل القذافى الذى يعانى من جنون العظمة بالاستسلام، ومن المستحيل أن يتزحزح عن السلطة، مهما كانت قوة الضغوط وليس هناك طريقة لتغيير أفكاره. وأضاف الأطباء أنه بمقارنة القذافى بغيره من الرؤساء فهناك من يشبهه كثيرا وهو الرئيس العراقى السابق صدام حسين فى أيامه الأخيرة والرئيس الكورى كيم جونج ايل، وعلى النقيض فهو بعيد كل البعد عن الرئيس المصرى السابق مبارك. وأشار انريكى جونزاليس دورو الطبيب النفسى فى مستشفى جويجوريو مارنون فى العاصمة الأسبانية مدريد إلى أن القذافى لديه ملف مماثل لبول بوت الديكتاتور الكمبودى الذى تسبب فى واحدة من كبرى عمليات الإبادة الجماعية فى التاريخ، ولكن الفارق أنه لم يكن لديه عقيدة سياسية.