عندما شعرت بقشعريرة من الفرحة وصدر ملىء بالأمل.. عندما سمعت أصوات الزغاريد والتهليل والفرحة وأبواق السيارات وهتافات تحيا مصر.. عندما رأيت العلم المصرى يرفرف على كل شباك وباب ويخرج من نوافذ ملايين السيارات فى الشارع تسير مهللة.. عندما تابعت التليفزيون الرسمى والفضائيات فوجدتهم يتحدثون بلا خوف ويعبرون ويبكون عما عانوه من الكبت والظلم الإعلامى .. عندما رأيت الفاسدين يسقطون الواحد تلو الآخر مثل قطع الشطرنج.. عندما وجدت الشرفاء ظهروا وتكلموا دون خوف ولا إرهاب .. عندما سمعت صوت التحرير يصرخ ويزأر بكل عزة وكرامة وصمود ليرج البلاد ويعبر عن صوت شعب لاقى الكثير من الظلم والإرهاب. عندها عرفت أن النظام سقط.. عرفت أن مبارك قد رحل.. عرفت أن عهدا جديدا نرجوه جميلا قد حل.. عرفت أن الشعب لم يمت.. عرفت أن لكل ظلم نهاية.. عرفت أن الحق ينتصر.. عرفت أن جيلا جديدا قد ظهر ليحكم هذا البلد. ظهر المعدن الأصلى للشعب المصرى وهو معدن لا يصدأ مهما تراكمت عليه السنون ومهما حلت عليه من المصائب والأزمات .. عرف كيف يخلص نفسه من الاستعمار وعرف كيف يخلص نفسه من الاحتلال وعرف كيف يخلص نفسه من الفساد. ولا يهم إن طال الزمان أو تأخر فالشعب كل حليما إلى أن انفجر.. واتق شر الحليم إذا غضب. فرحة عظيمة لشعب أعظم، مثل فرحة التخلص من داء لم يعرف أحد له علاجا.. ومن مرض لم يعرف له دواء.. ومن بلاء لم يرفع إلا بتوبة.. ومن فساد تم التخلص منه.. نرجوها تستمر لتملاً الدنيا أملا فى مستقبل أفضل لكل من شارك منها وفيها ولها. تحية إلى شعب عظيم تذكر طعم الفرحة قبل أن ينساها.