ما حدث يوم الأربعاء الثانى من فبراير للمعتصمين والمتظاهرين العزل، فى ميدان التحرير من عناصر البلطجية الذين يتم استخدامهم فى ترويع الناس فى الانتخابات أو الاستفتاءات المزورة، هو جريمة ضد الإنسانية يجب أن يقدم أصحابه من المنفذين ومن المحرضين إلى المحاكمة العلنية أمام الشعب والقنوات الفضائية، فمثلما شاهد الناس هذه الأفعال المشينة على القنوات الفضائية والتى تدين النظام وأذنابه والمنتفعين والمتربحين من وجوده، يجب أن يحاكموا علنا وأمام الناس فى ميدان التحرير الذى شهد الواقعة، حتى نعرف ويعرف العالم من الذى وراء هذه الفعلة التى تعود إلى عهد ما قبل الجاهلية الأولى بل إلى عهد "أبرهة" الذى أراد أن يهدم الكعبة، وفعلة أبرهة بجوار ما فعله هؤلاء أهون، فقد هدموا ما هو أشد عند الله من هدم الكعبة، إراقة الدماء وقتل الناس وإرهابهم وتخويفهم وجعل أمنهم خوفا ورعبا وفزعا، لا يليق بدولة نتشدق دائما أن حضارتها ضاربة فى عمق الزمن تزيد عن سبعة آلاف سنة، فإذا بالفاسدين والمتربحين وما شايعهم من بلطجية ومستفيدين يلحقوا العار بها ويهيلوا على هذا التاريخ التراب بأفعالهم المشينة التى تنضح حقدا وسما على البلد وعلى أهلها وشبابها الشجاع؛ حتى لو تغنوا بحبها وعشقها بمئات وآلاف الشعارات والأغنيات، فهم لا يحبون فيها إلا جمع الدولارات وتسقيع الأراضى وبناء القصور والمنتجعات، وعند أول هزة لا ترى لهم أثرا ووجودا بل يهربون على أول طائرة تتجه بهم حيث مكان الأموال التى اكتنزوها هناك، ولكن لا يعرفون ولا يفهمون أن الفاسدين اليوم لا وطن لهم، وأمامهم زين العابدين بن على وزوجته وأقاربه وقد جمدت أموالهم فى البنوك الأجنبية لتعود إلى البلد التى سرقوها ودمروا أهلها وسحقوهم بالفقر والبطالة والمرض، وربما يحاكمون على ما فعلته أيديهم بشعوبهم. وقد قال أحد الحكماء قديما "إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن" أى سلطان القانون، فمن أجل أن يرتدع هؤلاء ولابد من إعمال القانون وتنفيذه فورا حتى تستريح أرواح الذين سقطوا شهداء فى قبورهم، وتبرد قلوب الأمهات والأباء وتبرد قلوب الشعب على ما حدث لفلذات الأكباد أمام الجميع وفى كل فضائيات العالم إلا فضائيات وقنوات الإعلام الرسمى. لا يجب أن تمر أو تختفى صورة البلطجية المحملين على الجمال والجياد ومعهم السنج والأسلحة البيضاء والمولوتوف مرور الكرام أو الاعتذار من السيد احمد شفيق أو اللواء عمر سليمان، فالاعتذار الحقيقى لا يتم إلا من خلال المحاكمة الفورية والعلنية للمنفذين والمحرضين والضالعين فيها أمام المحكمة ومصادرة هذه الجمال والأحصنة وبيعها لصالح الفقراء والمتضررين من أفعالهم الإجرامية. لقد جعل الله سبحانه وتعالى كيد البلطجية ومحرضيهم فى تضليل مثلما فعل مع أبرهة الأشرم، واستطاع المعتصمون العزل والشرفاء من إبعادهم عن ميدانهم الطاهر حتى لا يلوثونه بأفعالهم المشينة والمهينة لبلدهم.