أيا حكام أمتنا

أيا حُكامَ أُمتنا
تعالوا وانظروا الآنِ
هُنا درسٌ . هُنا عِبرُ
هنا للشعب عُنوانا
هُنا "تونس" حبيبتنا
وكم يعلو لها شانا
نريد العدل يحكمنا
وعهدُ الذلِ ينسانا
وإلا فاعرضوا عنا
فأنتم سر بلوانا
وأنتم حين تجتهدوا
تكونوا محض شكوانا
ورثتم بلادنا قهراً
وضاعفّتم قضايانا
وكم بتنا لكم نُصغي
فنشقى فوق ما كانا
ملئتم بلدنا فقراً
وإفساداً وحرمانا
وقسمُ اللهِ .. خالفتم
ورددتوه ألحانا
كرامتنا بكم بيعّت
فمن ف الأرض يخشانا ؟
وهل أضحى لنا شأن
سوى أطلال ذكرانا !؟
كفاكم يا أأمّتنا
كفى زوراً وبهتانا
أليس الحُكم حتى الموت
لا نُسّميه طغيانا !؟
فمن منكم أبا بكرِ
ومن عمراً , وعثمانا !؟
ومن منكم صديق الموت
وكل الناس إنسانا ؟!
وهل قد خصكم رباه
ملكوتاً وسلطانا !؟
إليكم يا أأمتنا
فإن الله يرعانا
ونور الله أيقظنا
وباركنا وأهدانا
فإخوانٌ لنا همّوا
فحازوا النصر إخوانا
وأمثال لكم فسدوا
وذاقوا الذل ألوانا
وأبدلهم جزاء الظلم
أهوالاً وأحزانا
وتاهوا فى السما ليلاً
وكان الفجر يرعانا
كذا بالذل تنطردوا
ولا تجدون خِلانا
ويبقى الشعب منتصراً
له روحٌ وريحانا
فلا تبغوا ولا تطغوا
تظنوا الجَمّع نُعسانا
ولا تتشدقوا زهواً
بعدلِ ليس يغشانا
كتبتم فى صحافتكم
أكاذيباً لسلوانا
نمواً ..ثم إصلاحاً
وليس عليه برهانا
كفاكم ..قد مضى زمنُ
ووقت الصحو قد حانا
كفاكم ..أنكم قلتم
وغير القول ما كانا
وماء النصر فى الخضراء
أحيا كلَ ظمئانا
لذا انتبهوا ..فلن يبقى
على الكرسي سلطانا
بلا عدلٍ ..بلا برٍ
بلا شعبٍ من الآن
ومن يجهل إرادتنا
وبالتزوير يلقانا
فلن نُحّكمْ لحين الموت
ولا التوريث مسوانا
ومن لم يفهم الدرسَ
أو استقوى بضعفانا
غداً يعلم ..غداً يندم
غداً يشقى لينسانا ...