قرر الفنان التشيكى ميلان كونديرا جمع مقالته النقدية التى كتبها خلال الثلاثين عاماً الماضية فى كتاب حمل عنوان "مقالات صادمة"، والذى حمل الآراء النقدية لمؤلفه فى الفن والرواية والأوبرا والفلسفة، والتى أكد من خلالها أن الإبداع فى أوروبا يموت. فى أحد فصول الكتاب، نجد تعليقاً على موسوعة "عباقرة القرن العشرين" التى نشرت فى فرنسا نهاية عام 1999، وذكر كونديرا أنها لم تتضمن أى أسماء لشعراء أو روائيين أو كتاب سيناريو أو فلاسفة، سوى رسام واحد، موضحا أن تلك الموسوعة حددت بوضوح العلاقة الجديدة بين أوروبا والفن والأدب والفلسفة، وأن الحضارة الأوروبية ما عادت بحاجة إلى الفن الجاد، وقال كونديرا إنه يشعر بإحساس سىء لأنه يحيى عصر ما بعد الفن فى عالم يموت فيه الفن، لأن الحاجة إلى الإبداع انتهت، والذائقة والحساسية الفنية والحب.. جميعها مفردات انتهت كذلك. كونديرا يؤكد على فكرته فى أكثر من موضع بالكتاب، ويؤكد أن العالم فقد تقديسه للأدب نتيجة للتغيرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التى انعكست على الذائقة الفنية. يذكر أن ميلان كونديرا يعد من أبرز الكتاب المعاصرين، وقد نشأ فى التشيك، وأجبر على الانتقال إلى فرنسا بعد الغزو السوفيتي، الذى صادر جميع أعماله وأجبره على ترك وظيفته، وصدرت أول أعمالة باللغة الفرنسية عام 1986 بعنوان "فن الرواية"، وقد ترجمت أعمالة للعديد من اللغات منها العربية كرواية "الخلود وخفة الكائن".