الحَرُّ مِنْ وَهَجِ اللَّهيبِ شَوَانى الحَرُّ بعْثرنى وهَدَّ كيانى وغرقتُ فى عَرَقى وصرتُ مُحَيَّراً نارٌ وماءٌ؟ كيف يجتمعان؟؟ إنّ المراوح أعْلنَتْ إفلاسها وهى الوسيلة فى يَدِ الغلْبانِ وتدلَّلَ"التكييفُ" فى عَلْيائهِ فى الحرِّ أصبحَ فارسَ الميدانِ لمَّا ذهبتُ إليه أطلب وُدَّهُ فَلعَلَّهُ بِحَنانِهِ يَرْعانى ألْقَى إلى سؤالهُ مُتعجِّباً مَنْ أنتَ يا هذا لكى تلْقانى؟ فأجبته: أنا شاعرٌ وهوايتى أن أضبط الكلمات فى أوزانى وطبيعتى حُبُّ الجمالِ وغايتى: هى أن تُصَانَ كرامةُ الإنسانِ ويعيش كل الناس فى أوطانهم فى اُلْفةٍ .. ومودَّةٍ.. وأمانِ ليُظلَّهمْ ربُّ العبادِ بظلِّهِ ويصُدَّ عنهم زفْرَةَ النيرانِ
ردَّ "المكيفُ" أن ألفَ قصيدةٍ ليستْ تحرِّك كَفَّتَى ميزانى ثمنى كبيرٌ لستَ تملك بعضَهُ أسَألتَ فى الأسواق عن أثمانى؟ إنِّى بآلاف الدراهم اُشْتَرَى لا أحْتَفى بمشاعرٍ ومَعَانِ إن كان شعرُك للمشاعرِ مُنْعِشاً فزفيرُ صدرى مُنعِشُ الأبدانِ إن كنتَ تهوَى (بيتَ) شِعْرٍ مُحكمٍ هو أفضل الأبيات فى الدِّيوانِ فهوايتى (بيتٌ) كقصر فاخرٍ أو شقةٌ كبرى على الميدانِ سكنى القصور..وليس بيت قصدةٍ مهما بدتْ مَصْقولة البنيانِ أمَّا مبادؤك التى تشدو بها فلها صداها الحُلْوُ فى الآذانِ لكنَّها صارتْ تُراثا ماضياً ويعيدها الخطباءُ للأذهانِ واليوم َ قد حلَّ "الجنيهُ" مكانها هو أوَّلٌ؛ وهى المحلُّ الثانى
فرجعتُ مهموماً أُغَطى صلعتى بالشِّعْرِ..حتى الشَّعْرُ قد عادانى وأقولُ يا ربَّاهُ ماذا قد جرى أدعوك يا ألله أن تَرْعانى يا ربِّ هل زمنُ المروءةِ قد مضى وأتى زمانُ البومِ والغربانِ؟ لوْ سَادَ هذا الفهم فى أزماننا فزمان هذا الزيف ليس زمانى مِنْ أيْنَ لى ثمن "المُكيِّفِ" إنّنى مهما ادَّخرتُ فليس فى إمكانى إن العروسة لو يبالغ أهلها فى مَهْرها سَتَبُوء بالخسران يا ربنا عَجِّلْ بلطفِكَ واحْمِنا من ذا سيرحمُنا سوى الرحمنِ؟