جمله شهيرة ينتهى بها رصيدك من المكالمات.. رحت أفتش فيها فوجدت أنها تعبر عن حالنا الآن فعلاً، لقد نفذ رصيدنا، انظروا معى فى وجوه الناس لتعرفوا أين ذهب رصيد الفرح لديهم، أين بواعث الهمة التى كانت موجودة معهم. كلنا بلا استثناء نحمل فوق ظهورنا هموما كثيرة لم يعد لدينا رصيد لكى نحلم وحتى نحلم بالحلم.. بحثت كثيرا لعلى أجد ذلك الرجل الذى كان يشعل مصباح الزيت لينير للناس طريقهم فدلونى عليه فوجدت ظهرا مقصوما وعيونا غائرة يلتحف ببطانية قديمة تظهر أكثر مما تستر ينزوى بها فى جانب الطريق قلت له يا عم أين أنت؟ لماذا أطفأت القنديل؟ لماذا تركتنا فى الظلام؟ ظل كثيرا من الوقت صامتا يأبى الرد ولكنى أقسمت عليه أن يتحدث وكأنه كان ينتظر من زمن طويل من يسأله أحد فقال: يا ولدى أحب أن أقول لك إنى فى عمرى ما حملت قنديلا فصعقت من المفاجأة ولكن بادرنى فقال لى: ولكنى كنت أهم رجل فى المدينة البائسة هذه كان الملك لا يتحرك إلا وأنا معه أنير طريقه بمشورتى وحكمتى.. ومر زمن طويل اعتلى فيه التافهون المناصب وبرز فيه أشباه الرجل فقالوا للناس لهوا فظنه الناس حكمة وعظة فسقط منى مصباحى بعد أن نفذ زيته انفجر باكيا قلت: له لماذا تبكى يا أبى؟ قال: أبكى على شهداء سالت دماؤهم ونحن ضيعناها، أبكى على علماء عصروا عقولهم ونحن خزلناها، قلت له: أبتاه ما الحل ما العمل؟ فقال لى: أنت الحل مجرد بحثك عن أصحاب المصابيح هو الحل، فتش فى نفسك، استنهض همتك، أيقظ الأسد الذى بداخلك، اقتل الهر الذى فى نفسك، وليفعل ذلك غيرك حينها سيصبح كل واحد منكم مصباحا فى ذاته. ودعته منصرفا ثم فتحت جوالى لأتصل بصديق لى فسمعت رسالة مسجلة تقول لى لقد نفذ رصيدكم، حينها أدركت حكمة العجوز أنه لم يعد هناك وقت للاستعانة بصديق لابد أن يعمل كل واحد منا ما عليه.. صدقونى مازال لدينا رصيد فلنغتنم الفرصة قبل أن نسمع تلك الجملة اللعينة.. عفواً لقد نفذ رصيدكم.