لفافة التبغ وحيدة فى يناير تبحث عن فم يجيد التقبيل طاولتى فى المقهى.. كما هى ينقصها مقعد حزنى يتقافز أمامى بمرح أفكر بجدية.. فى الاستعانة بقاتل أجير خاو المقهى إلا من صبية يلعبون الورق ويبصقون على العجائز وعجائز يلعبون النرد ويبصقون على الصبية ومنى أنا أبصق على الجميع كلب صاحب الحانوت.. أفزع الفتاة فسقط هاتفها على الأرض.. وسقطت هى على كتفى فعدلت عن دس السم لكلب صاحب الحانوت الكلب يناير يرتدى السواد يصفر بصوت متقطع ينتظر الشمس حاملة حزمة دفء وردية العاهرة المتقاعدة تجلس كل يوم تدخن الشيشة أنا أجلس قدامها أدخن لفائفى صبى المقهى يجرى بيننا حاملاً لها الجمر الملتهب ولى منفضة سجائر نظيفة يناير ويا للعجب ابتسم بالدفء لرواد المقهى عندما ابتسمت الفتاة لحبيبها القادم من بعيد يعاود سرحان الغياب عيسى اختطفه دفء الجنوب ماهر لا يحب مقهاى فأعاود أنا من جديد التفكير ملياً فى طريقة مثلى لقتل صاحب الحانوت الكلب ثمة أشياء أحبها فى يناير ليس من بينها يوم مولدى وثمة أشياء أكرهها فى المقهى من بينها طاولتى بائع الشطائر البدين القذر يعادى الماء كما يعادى الطغاة الشعوب تمشى وراءه دائما قطط تموء يداعب "........" جهراً ويقول إن أهل الكتاب هم أهل الرسول ويبيع الكيف - حسنته الوحيدة- لتخفيف قسوة يناير على المتعبين أذاب لهيب أغسطس حروف النص خرجت الرواية للنور فى ديسمبر وسقطت أنا "صاحب الرواية والنص" فى جب يناير ألا لعنة الله على الصيف والشتاء هجرت ماركس بعد أن أوسعنى بوساً هجرت كافكا بعد أن أوسعنى ألماً هجرت البلاد بعد أن أورثتنى حزناً هجرت المعرفة بعد أن أورثتنى يأساً وهجرت المقهى بعد أن أفزعنى الكلب أجلس وحدى فى جحيم يناير أدخن لفائفى الحزينة أتجرع ما فى كأسى المرهق بداخلى رغبة ملحة فى قتل صاحب الحانوت الكلب