فى كل اللحظات الصعبة التى تمر بها مصر، لا شىء يعلو خلالها فوق صوت المصلحة العامة التى يجب أن تتضافر الجهود فيها من أجل العبور إلى البر الآمن، من أجل مستقبل يجب أن نعمل له ونسهر من أجله. وفى اللحظات التى نعيشها الآن، يبدو أننا نقف فوق نقطة حرجة، لو فقدنا الوعى فى التعامل معها والاستخفاف بها، سنكون كمن يسلم رقبته إلى أعداء مصر فى الخارج، الذين يتربصون بوحدة المصريين مسلمين وأقباطا. تعودنا فى مثل كل اللحظات الصعبة أن يظهر معدن الشعب المصرى الأصيل، وفى طليعته مثقفوه وسياسيوه ومفكروه للوقوف ضد خطر الإرهاب الذى يحصد الأخضر واليابس، ولا فرق بين مؤيد ومعارض فى لعب الدور المأمول لمواجهة الخطر الذى يختبئ فى ثوب الإرهاب، فالكل فى سفينة الوطن وقت الخطر سواء. تعيش مصر لحظات لا سبيل فيها إلى توزيع الاتهامات من فريق إلى آخر، رغم تأكيدنا على ضرورة أن يكون هناك تشخيص واعٍ ودقيق لطبيعة الجريمة الإرهابية التى هزت مصر مسلميها ومسيحييها، حتى نصل إلى استشراف واعٍ للمستقبل، يضمن لنا ولأجيالنا القادمة مصر التى نريدها وطنا، يعيش فيه مسلموه ومسيحيوه تحت سقف واحد، يضمن سلامته تطبيق القانون على الجميع، وأولهم الذين يعبثون بمقدرات مصر.
