أكد الدكتور عبد المنعم البنا، وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، أهمية الدور الذى تلعبه منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو"، فى دعم جهود البلدان النامية فى مختلف قطاعات الزراعة والأمن الغذائى من أجل تحقيق الأمن الغذائى ومحاربة الفقر والجوع على المستويين الدولى والإقليمى. جاء ذلك خلال كلمته فى اجتماعات الدورة الأربعون لمؤتمر منظمة الأغذية والزراعة "الفاو"، والمنعقدة حالياً فى العاصمة الإيطالية روما بحضور عدد من وزراء الزراعة الأفارقة والأوروبيين وممثلى 176 دولة، تحت شعار: " تغير المناخ والزراعة والأمن الغذائى"، والتى استعرض خلالها رؤية مصر واستراتيجيتها الزراعية لتحقيق التنمية المستدامة، وتحسين مناخ الاستثمار. وأشار وزير الزراعة إلى ضرورة التكاتف الدولى من أجل إجراء الممارسات التى من شأنها زيادة القدرة على الصمود فى وجه التغيرات المناخية وتوفير الفرصة الكاملة التى من شأنها إدخال تحسينات على خيارات سبل المعيشة للأسر الزراعية والفقيرة، من خلال البرامج الزراعية التى تتكيف مع التغيرات المناخية. وقال البنا إن التغير المناخى قد يتسبب فى تقصير مواسم الزراعة بنحو 18 يوما ويؤدى أيضا إلى انخفاض المحاصيل بنسبة 27% للزراعة المروية وبنسبة 55% للزراعة البعلية بنهاية القرن الحالى، لافتا إلى أن التنافس بين القطاعات المستهلكة للمياه ومن بينها قطاعات الزراعة والطاقة والإنتاج الصناعى والاحتياجات المنزلية سيحتد فى المستقبل. وأعلن وزير الزراعة أن مصر ستواصل جهودها مع منظمة الفاو فى تنفيذ برامج للاستثمار الشمولى المستمر فى المناطق الريفية، مع التركيز على تطوير القدرة الاستثمارية للمرأة والشباب خاصة فى الريف والمناطق الفقيرة، ولا سيما صغار المزارعين، وصولا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وبناء القدرة على الصمود فى وجه التغيرات المناخية، وكذلك اثراء التعاون بين الحكومة والقطاع الخاص وبعض البلدان والمنظمات الدولية ذات الصِّلة. وأوضح البنا أن مصر وضعت سياسات واستراتيجيات زراعية تتواءم مع أهداف التنمية الزراعية والأمن الغذائى وتغير المناخ، لافتاً إلى أن استراتيجية التنمية الزراعية فى مصر وحتى عام 2030 ترتكز على الاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية المتاحة لتحقيق معدل نمو زراعى يصل إلى حوالى 4% سنوياً والعمل على تحقيق درجة أعلى من الأمن الغذائى والاكتفاء الذاتى من المحاصيل الغذائية الاستراتيجية وزيادة معدلات التنمية المستدامة. وقال إن استراتيجية التنمية الزراعية أيضاً تهدف إلى زيادة الصادرات من المحاصيل الزراعية والتى تتمتع مصر فيها بميزة نسبية وتنافسية مثل القطن والخضر والفاكهة والنباتات العطرية وزهور القطف، مشيراً إلى ان هناك عدد من المشروعات الزراعية القومية الكبرى تقوم بها مصر فى مجالات الإنتاج الحيوانى والاستزراع السمكى واستصلاح مليون ونصف مليون فدان، فى إطار خطة التنمية المتكاملة التى تنفذها الدولة بهدف العمل على سد فجوة الغذاء وزيادة الإنتاج من المحاصيل الاستراتيجية وتوفير فرص عمل جديدة للشباب وزيادة معدلات نمو الاقتصاد وصولاً لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة. وثمن وزير الزراعة الدور الذى تقوم به الفاو مع مصر منذ الزيارة التى قام بها المدير العام إلى مصر فى مارس الماضى ومقابلته الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية، والآفاق العريضة التى تم الاتفاق عليها اثناء هذه الزيارة من تعزيز التعاون الثنائى بين مصر والفاو فى مجالات عدة منها الادراة المستدامة للموارد المائية واستخدام الطاقة المتجددة والتكنولوجيا النظيفة فى الزراعة وكذلك الإدارة المستدامة للمزارع السمكية، فضلا عن التعاون الثلاثى بين مصر والمنظمة والدول الإفريقية والإعلان عن دعم المنظمة لانعقاد منتدى الاستثمار فى الزراعة قبل نهاية العام الجارى بهدف زيادة الاستثمار فى سلسلة القيمة الزراعية لدعم النمو الاقتصادى وإيجاد فرص العمل مع التركيز على أربعة قطاعات: القمح، السكر، اللحوم و البستنة، وإعلان دعم الفاو القوى للحكومة المصرية فيما يخص مشروع"المليون ونصف مليون فدان"، فضلا عن دعم البرامج الهادفة إلى مواجهة ندرة المياه والتشجيع على الزراعة القادرة على تحمل التغيرات المناخية.
