فتح د.حسين كامل بهاء الدين وزير التعليم الأسبق، النار على مسئولى الحكومة بسبب عدم تخصيص موارد مالية كافية للتعليم فى المراحل المبكرة، مقابل تخصيص موارد كبيرة لأشياء أخرى أقل أهمية، والتى تعد أهم مراحل تنمية شخصية ومعرفة الطفل، قائلاً: "كفاية حديث عن قلة الموارد والإمكانيات، لأنه يدل على جهل هؤلاء المسئولين، وعن نية مبيته لديهم للتهرب من المسئولية والواجب الوطنى"، على حد وصفه، مؤكداً على أن التعليم يعد مسئولية الدولة بالدرجة الأولى وقضية "أمن قومى" لا يمكن تركها للقطاع الخاص أو المنح الأجنبية. وأضاف خلال ندوة "الاستثمار فى الطفولة ودمج الطفل المعاق"، والتى عقدت على هامش احتفالية المجلس العربى للطفولة والتنمية باليوم العربى للطفل المعاق، أن زيادة الموارد المخصصة للتعليم يزيد الناتج القومى بالمستقبل أضعاف مضاعفه لما تم إنفاقه تصل إلى "تريليونات"، كما أنه يوفر على الدولة الفاتورة التى تدفعها نتيجة لانتشار ثلاثية "الجهل"، وهى الفقر والبطالة والإنتاجية المتدنية، بالإضافة إلى الإرهاب وسوء استخدام موارد الدولة ، والتى تزيد الأضعاف عن أى مبالغ تم إنفاقها على التعليم، خاصة فى مراحل الطفولة المبكرة "أول 6 سنوات من عمر الطفل"، داعياً إلى تحريك الرأى العام ليشكل ضغط على المسئولين كى يقوموا باتخاذ القرار. كما أبدى تعجبه من بعض الآراء التى تدعو إلى الاكتفاء بالشهادة المتوسطة بدلاً من الحصول على التعليم الجامعى مع إلغاء التعليم المجانى، على الرغم من أن هؤلاء الأشخاص تعلموا فى ظل هذا النظام الذين يدعون لإلغائه، مشيراً إلى أن كافة الدول الرأسمالية المتقدمة، وعلى رأسها الولاياتالمتحدة، تهتم بالتعليم الجامعى، حيث تنشئ جامعات حكومية غير هادفة للربح، بالإضافة إلى جامعات خاصة، لافتاً إلى أن كل طفل هو مشروع عبقرى يحتاج إلى التعليم الجيد والرعاية، لأن فقده للعبقرية يرجع إلى جهل المجتمع، مشدداً على أن التعليم الجيد يصنع مواطنين درجة أولى مقابل مواطنين درجة عاشرة ليس لهم مكان فى هذا العالم. من جانبه، اقترح المفكر د.مصطفى الفقى إنشاء مدارس صغيرة، على غرار الكتاتيب، لمنح الطفل مهارات مفيدة بدلاً من تضيع السنوات الأولى من عمره، والتى تعد السنوات الذهبية لحصوله على المعرفة وتنمية قدراته ومهاراته، مشيراً إلى ضرورة تحقيق العدالة الاجتماعية للمساواة بين جميع الأطفال فى حصولهم على حقوقهم. كما دعا الكاتب أحمد عبد المعطى حجازى إلى وجود إصلاح سياسي شامل كى يتحقق الإصلاح فى التعليم، حيث إن إصلاح العملية التعليمية يحتاج إلى "مناضلين"، على حد تعبيره، مشيراً إلى أن عدم تعليم الطفل فى سنواته الأولى يجعله فريسة للتليفزيون الذى يزرع فيه ببرامجه الحاليه قيماً غير مرغوبة. د.حسين كامل يلقى المحاضرة يشرح بعض النقاط بهاء الدين يجيب عن مداخلات الحضور د.مصطفى الفقى يقترح إنشاء مدارس صغيرة حجارى يطالب بإصلاح سياسى قبل التعليمى