أرجع عدد من الأدباء والمثقفين استجابة عدد من الدول العربية والأجنبية لدعوة الصين بعدم حضور احتفالية تسليم جائزة نوبل للسلام، والتى ذهبت هذا العام للمعارض الصينى المنفى "ليو شياو بوه" إلى أن الجائزة فقدت قيمتها ومصداقيتها لدى المثقفين والسياسات الدولية بسبب منحها فى كل دورة مراعاة لحسابات خاصة تراعيها إدارة نوبل، وهو ما أدى إلى أن دول العالم هجرتها ولم تهتم بها. وقال الناقد الدكتور أحمد الخميسى ل "اليوم السابع"، إن استجابة مصر لدعوة الصين بعدم حضور احتفالية تسليم الجائزة هو تأكيد على أن العلاقات المصرية الصينية التجارية أهم بكثير من حضور الحفل، مضيفًا أن مصر لن تخسر علاقتها مع الصين بسبب أن الجائزة فقدت قيمتها، فى حين أن ثلاثة أرباع منتجات الصين تملئ شوارع مصر". وأضاف الخميسى، أن نوبل لم تعد لها قيمة ومصداقية لدى مثقفى العالم، فجائزة الأدب لهذا العام جاءت مراعاة لحسابات سياسية، ويوسا لم يكن يستحقها، فهو لا يتعدى "ربع أديب" وحصوله على نوبل جاء بناءً على آرائه السياسية فقط، وبدا واضحًا للعالم أن الجائزة فقدت قيمتها عندما منحتها ل"أوباما" على نواياه الحسنة. وأبدى الخميسى دهشته من موقف الصين إزاء أسرة المعارض الصينى ومنعها من حضور حفل تسليم الجائزة، مؤكدًا على أن موقفها هذا يدل على قبح الأنظمة الديكتاتورية. وقال الروائى والناقد د.عمار على حسن، إن هناك رغبة من الأنظمة العربية لعدم إغضاب الصين، نظرًا للمصالح الاقتصادية والسياسية، خاصة وأن الصين أصبحت فى الفترة الأخيرة إحدى الدول العالمية فى صناعة السلاح، ولهذا فإن العديد من الدول لم ولن تتحمس للمعارض الصينى. وأضاف على حسن، ولذا فإن استجابة الدول العربية والأجنبية لعدم حضور الاحتفالية موقف يعبر عن تعاطف الأنظمة العربية معها ودليل على أن العالم العربى لا يريد أى تدخلات غربية فى الشئون العربية تحت اسم الإصلاح السياسى، موضحًا أن "جائزة نوبل للمعارض الصينى فى حد ذاتها دليل على تأيدها له ومسعى للتدخل فى الأنظمة الصينية". وتابع حسن، "إن بعض الدول العربية مثل مصر وسوريا والسعودية والجزائر لديها رغبة فى استدعاء الحضور الصينى لإحداث توازن دولى مع التوازن الأمريكى العربى، وذلك حتى لا ينفرد قطب واحد بالتحكم فى مقتضيات الأمور فى العالم". وقال الناقد والفنان التشكيلى عز الدين نجيب، رئيس جمعية محبى الفنون الجميلة، إن رفض الدول العربية حضور احتفالية جائزة نوبل للسلام يعبر عن نفس الموقف الذى يشكو منه كثير من المثقفين، وهو تسييس جائزة نوبل فى كثير من المرات، ومنحها لعدد من الشخصيات وفق الاعتبارات السياسية التى تراعيها إدارة الجائزة. وتابع، "فإن الدول تتعامل مع الجائزة من خلال المنطلق السياسى الذى تراعيه هى أيضًا، وليس من منطلق القيمة، فعلاقة الدول بالصين اليوم أهم بكثير من العلاقة بجائزة نوبل، وليست قضية المعارض الصينى الأولى من نوعها. وأضاف نجيب، "أعتقد أن الجائزة لو تحررت من الحسابات السياسية لكثير من الدول، وأصبح لديها مصداقية غير قابلة للتأويل أو سوء الظن لاحترامها المثقفين وما فقدت قيمتها لدى السياسيات الدولية". و"ليو شياو بوه" البالغ من العمر (54 عاما)، هو كاتب وأستاذ جامعى سابق، وأحد أبرز الناشطين فى مجال الدعوة لحرية الرأى والعقيدة، والمطالبة بالإصلاحات الديمقراطية، وإنهاء سلطة الحزب الواحد الحاكم. موضوعات متعلقة: بالصور.. حفل تسليم جائزة نوبل للسلام لعام 2010 بالنرويج مصر ترفض دعوة حضور تسليم جائزة نوبل للسلام كرسى شاغر يمثل المعارض الصينى بحفل تسليم جائزة "نوبل" الصين تحجب الCNN والBBC لمنع نشر أخبار جائزة "نوبل"