الآن وبعد أن تجلى المشهد الانتخابى، كاشفاً، وربما فاضحاً، عن تنفيذ ترسانة من المخططات الجهنمية والتى تمخضت عن استبعاد رموز المعارضة تحت قبة البرلمان المصرى، وعلى رأسهم حمدين صباحى ومصطفى بكرى ومحمد شردى، هل يمكننا أن نطالب صراحة، وبلا مواربة، بعودة عمرو أديب إلى المشهد الإعلامى، سيما وأن كل الأسباب التى ألقت به فى دائرة الظل تلاشت مع توارى أسماء سببت قلقاً للحزب الحاكم، وجعلته يعد النجوم فى عز الظهيرة. ألا يكفى "تمليص" أذن أديب، وتقليم أظافره، وتطريم أسنانه، ووضعه تحت ضغوط أولها، وآخرها، حرمانه من لقاءاته الحميمية بجمهوره؟ ألسنا فى حوج حقيقى لأن نحرره من حبسه الانفرادى؟ ألا يحتاج واقعنا لإعلامى فى قامة عمرو أديب و"شطارته" لنعكس، على الأقل، وجهاً إعلامياً متحضراً يليق بنا نحن المصريين وسط كوكبة من الإعلاميين العرب، ويؤكد فعلياً على ما تيسر لنا من هامش ديمقراطى فى ظل دولة المؤسسات؟. هل نصدق فعلاً أننا بلد تتلذذ بأكل أبنائها، وقتل موهبتهم، ومصادرة حلمهم، ودفعهم للهجرة أو للانتحار أو الذبول وهم بعد فى أوان اخضرارهم.. إن نظرة سريعة على إعلاميينا تكشف للوهلة الأولى عن أن أفضلهم على الإطلاق هم من يعملون، وللأسف الشديد، بعيداً عن شاشة التليفزيون المصرى، وظنى، وليس كل ظنى إثماً، أن الأمر مع أديب يتجاوز فكرة الانتقام، لكن إلى أين لا أعلم!.