أيام قليلة تفصلنا عن موعد انتخابات مجلس الشعب، ومنذ ما يزيد على العام قد بدأ المرشحون حملاتهم الانتخابية، فأصبحوا ينتهزون فرصة وقوع أى حدث مهم حتى يبدأوا فى اقتناص تلك الفرصة العظيمة، فإذا ما سمعوا عن زيارة أى مسئول كبير لأى منطقة حتى تبدأ لافتات الترحيب بقدوم المسئول فى تشويه مبانى وشوارع المنطقة، والتى فى الغالب تكون مشوهة بالأساس، وإذا سمعوا عن حفل زواج كانوا أول المهنئين، وفى سرادقات العزاء بالتأكيد هم أول الحاضرين لتقديم واجب العزاء، قد يكون كل ذلك مقبولاً من باب الدعاية والظهور والتواصل مع الناس، وإن كان كل ذلك ليس كافياً على الإطلاق لمعرفة خطة المرشح المحترم وبرنامج حملته الانتخابية. لكن أغرب ما يمكن مشاهدته فى لافتات الدعاية وملصقاتها هو أن معظمها لمرشحين كانوا أعضاء سابقين عن نفس الدائرة، أولئك الأعضاء الذين لم يأتوا إلى الدائرة منذ أن تم إعلان فوزهم، بل إن بعضهم كان قد تورط فى جرائم يندى لها الجبين. أتمنى أن يتم عمل قائمة سوداء بالصور والأسماء بعد نهاية أعمال المجلس بحيث تضم كل عضو تورط فى جرائم أو استغل حصانته البرلمانية بشكل سيئ يسىء لقدسية المجلس أوتحصن بها لتمرير جرائمه والإفلات من العقوبة أو تخاذل عن أداء دوره فى المجلس وخان الأمانة التى أوكلها إليه أبناء دائرته.. قد يتصور البعض أن مثل هذه القائمة هى فكرة هزلية من المستحيل تنفيذها ولا جدوى منها، لكن فى الواقع أعتقد أننا أصبحنا فى أمسّ الحاجة إليها، خصوصًا بعد أن أصبحنا نرى نواب القمار والعبارة والرشاوى والتأشيرات والعلاج على نفقة الدولة وسميحة وغيرهم.. لعلها تقينا شر هؤلاء النواب فى الدورات القادمة!