حريق يلتهم 4 أفدنة قمح في قرية بأسيوط    متحدث الصحة عن تسبب لقاح أسترازينيكا بتجلط الدم: الفائدة تفوق بكثير جدًا الأعراض    بمشاركة 28 شركة.. أول ملتقى توظيفي لخريجي جامعات جنوب الصعيد - صور    برلماني: مطالبة وزير خارجية سريلانكا بدعم مصر لاستقدام الأئمة لبلاده نجاح كبير    التحول الرقمي ب «النقابات المهنية».. خطوات جادة نحو مستقبل أفضل    ضياء رشوان: وكالة بلومبرج أقرّت بوجود خطأ بشأن تقرير عن مصر    سعر الذهب اليوم بالمملكة العربية السعودية وعيار 21 الآن ببداية تعاملات الأربعاء 1 مايو 2024    600 جنيه تراجعًا في سعر طن حديد عز والاستثماري.. سعر المعدن الثقيل والأسمنت اليوم    تراجع أسعار الدواجن 25% والبيض 20%.. اتحاد المنتجين يكشف التفاصيل (فيديو)    خريطة المشروعات والاستثمارات بين مصر وبيلاروسيا (فيديو)    بعد افتتاح الرئيس.. كيف سيحقق مركز البيانات والحوسبة طفرة في مجال التكنولوجيا؟    أسعار النفط تتراجع عند التسوية بعد بيانات التضخم والتصنيع المخيبة للآمال    رئيس خطة النواب: نصف حصيلة الإيرادات السنوية من برنامج الطروحات سيتم توجيهها لخفض الدين    اتصال هام.. الخارجية الأمريكية تكشف هدف زيارة بليكن للمنطقة    عمرو خليل: فلسطين في كل مكان وإسرائيل في قفص الاتهام بالعدل الدولية    لاتفيا تخطط لتزويد أوكرانيا بمدافع مضادة للطائرات والمسيّرات    خبير استراتيجي: نتنياهو مستعد لخسارة أمريكا بشرط ألا تقام دولة فلسطينية    نميرة نجم: أي أمر سيخرج من المحكمة الجنائية الدولية سيشوه صورة إسرائيل    جونسون: الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين داخل الجامعات الأمريكية نتاج للفراغ    قوات الاحتلال تعتقل شابًا فلسطينيًا من مخيم الفارعة جنوب طوباس    استطلاع للرأي: 58% من الإسرائيليين يرغبون في استقالة نتنياهو فورًا.. وتقديم موعد الانتخابات    ريال مدريد وبايرن ميونخ.. صراع مثير ينتهي بالتعادل في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا    معاقبة أتليتيكو مدريد بعد هتافات عنصرية ضد وليامز    موعد مباراة الأهلي والإسماعيلي اليوم في الدوري والقنوات الناقلة    عمرو أنور: الأهلي محظوظ بوجود الشناوي وشوبير.. ومبارياته المقبلة «صعبة»    موعد مباريات اليوم الأربعاء 1 مايو 2024| إنفوجراف    ملف رياضة مصراوي.. قائمة الأهلي.. نقل مباراة الزمالك.. تفاصيل إصابة الشناوي    كولر ينشر 7 صور له في ملعب الأهلي ويعلق: "التتش الاسطوري"    نقطة واحدة على الصعود.. إيبسويتش تاون يتغلب على كوفنتري سيتي في «تشامبيونشيب»    «ليس فقط شم النسيم».. 13 يوم إجازة رسمية مدفوعة الأجر للموظفين في شهر مايو (تفاصيل)    بيان مهم بشأن الطقس اليوم والأرصاد تُحذر : انخفاض درجات الحرارة ليلا    وصول عدد الباعة على تطبيق التيك توك إلى 15 مليون    إزالة 45 حالة إشغال طريق ب«شبين الكوم» في حملة ليلية مكبرة    كانوا جاهزين للحصاد.. حريق يلتهم 4 أفدنة من القمح أسيوط    دينا الشربيني تكشف عن ارتباطها بشخص خارج الوسط الفني    استعد لإجازة شم النسيم 2024: اكتشف أطباقنا المميزة واستمتع بأجواء الاحتفال    لماذا لا يوجد ذكر لأي نبي في مقابر ومعابد الفراعنة؟ زاهي حواس يكشف السر (فيديو)    «قطعت النفس خالص».. نجوى فؤاد تكشف تفاصيل أزمتها الصحية الأخيرة (فيديو)    الجزائر والعراق يحصدان جوائز المسابقة العربية بالإسكندرية للفيلم القصير    حدث بالفن| انفصال ندى الكامل عن زوجها ورانيا فريد شوقي تحيي ذكرى وفاة والدتها وعزاء عصام الشماع    مترو بومين يعرب عن سعادته بالتواجد في مصر: "لا أصدق أن هذا يحدث الآن"    حظك اليوم برج القوس الأربعاء 1-5-2024 مهنيا وعاطفيا.. تخلص من الملل    هل حرّم النبي لعب الطاولة؟ أزهري يفسر حديث «النرد» الشهير (فيديو)    هل المشي على قشر الثوم يجلب الفقر؟ أمين الفتوى: «هذا الأمر يجب الابتعاد عنه» (فيديو)    ما حكم الكسب من بيع وسائل التدخين؟.. أستاذ أزهرى يجيب    هل يوجد نص قرآني يحرم التدخين؟.. أستاذ بجامعة الأزهر يجيب    «الأعلى للطرق الصوفية»: نحتفظ بحقنا في الرد على كل من أساء إلى السيد البدوي بالقانون    إصابات بالعمى والشلل.. استشاري مناعة يطالب بوقف لقاح أسترازينيكا المضاد ل«كورونا» (فيديو)    طرق للتخلص من الوزن الزائد بدون ممارسة الرياضة.. ابعد عن التوتر    البنك المركزي: تحسن العجز في الأصول الأجنبية بمعدل 17.8 مليار دولار    نصائح للاستمتاع بتناول الفسيخ والملوحة في شم النسيم    "تحيا مصر" يكشف تفاصيل إطلاق القافلة الإغاثية الخامسة لدعم قطاع غزة    القوات المسلحة تحتفل بتخريج الدفعة 165 من كلية الضباط الاحتياط.. صور    أفضل أماكن للخروج فى شم النسيم 2024 في الجيزة    اجتماعات مكثفة لوفد شركات السياحة بالسعودية استعدادًا لموسم الحج (تفاصيل)    مصدر أمني ينفي ما تداوله الإخوان حول انتهاكات بسجن القناطر    رئيس تجارية الإسماعيلية يستعرض خدمات التأمين الصحي الشامل لاستفادة التجار    الأمين العام المساعد ب"المهندسين": مزاولة المهنة بنقابات "الإسكندرية" و"البحيرة" و"مطروح" لها دور فعّال    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حملة على مافيا "اللعب فى الدماغ".. "اليوم السابع" يخترق مملكة الكيف الوهمية.. الحشيش المغشوش حنة وبانجو والكيلو ب70 ألف جنيه.. تفاصيل صناعة الموت وترويجه.. وطبيب: "المشغول" أكثر ضررا وله 7 آثار خطيرة
نشر في اليوم السابع يوم 04 - 02 - 2017

الحشيش هو «الملك» والأكثر رواجًا والأوسع انتشارًا فى مملكة الكيف بمصر، ولا تتعجب إذا علمت أن مصر هى أكثر الدول استهلاكًا للحشيش فى قارة أفريقيا، والكيف «البنى» هو الطفل المدلل فى عالم المخدرات، إلا أنه أصبح «شحيحًا» قليل الوجود إلى حد كبير، وأغلب الموجود منه مغشوش، حيث يتم تصنيعه فى مكابس بمصر، وخلطه بمواد عطارة وحبوب هلوسة.

تضاعفت أسعار الحشيش بشكل كبير جدًا، حيث تسبب تعويم الجنيه وارتفاع سعر الدولار فى زيادة ثمنه بما يزيد على 30%، وارتفاع أسعاره بشكل جنونى، مما أثار غضب المتعاطين، والأزمة الموجودة حاليًا سببها نقص مخدر الحشيش، بسبب التضييقات الأمنية، وصعوبة إدخاله البلاد، كما أنه يتم استيراده من الخارج بالدولار.

وتتصدر بعض المحافظات تجارة وصناعة الحشيش، لاسيما الساحلية منها، مطروح والإسكندرية وسيناء، بالاضافة إلى القاهرة والشرقية والقليوبية والدقهلية والمنيا والجيزة وأسيوط وجنوب سيناء.

وأصناف الحشيش «سبعات وخمسات وتلاتات»، المغربى واللبنانى والأفغانى «طرى وناشف»، وأهم الأصناف الموجودة فى مصر هى الحشيش المغربى القادم من دولة المغرب، ويمتاز بأنه متماسك وصلب، المعروف ب«الناشف»، بالإضافة إلى الحشيش اللبنانى، ناعم الملمس، وطرى جدًا، والحشيش الأفغانى المائل إلى اللون الأسود، وأكثر دكانة من البنى، وطرى جدًا، إلا أن الأخير موجود بنسبة ضئيلة جدًا فى السوق لأنه غالى السعر، أما المغربى واللبنانى فهما الأكثر رواجًا فى مصر.

وكذلك يصنف تاجر ومتعاطى الكيف «البنى» الحشيش حسب حجم الكيس، ويسمونه حشيش «السبعات»، وهو عبارة عن 7 أوقيات، ويكون «مغربى»، وحشيش «الخمسات»، وهو 5 أوقيات، حشيشة طرية جدًا ملفوفة بالقماش، وحشيش «التلاتات» أو «البسكوتة» وهو عبارة عن 3 أوقيات.

أوزان الحشيش وأسعاره فى مصر
ارتفعت الأسعار بطريقة جنونية جدًا، حيث تجاوز ثمن كيلو الحشيش المغربى 50 ألف جنيه، ويصل إلى 70 ألف جنيه، وكيس الحشيش المغربى يزن 250 جرامًا تقريبًا، وثمنه من 12 إلى 14 ألف جنيه، ويكون عبارة عن 7 أو 8 أوقيات بحسب كبسه، وكل أوقية تزن حوالى 32 جرامًا، ويصل سعر الأوقية الواحدة منه إلى 1500 جنيه تقريبًا، ويقوم تاجر الحشيش بتقطيع الكيس إلى 7 أوقيات، ويقسمها الواحدة بعد ذلك إلى 4 أجزاء، ليبيع ربع أو نصف أوقية، حسب طلب الزبون.

أما حشيش «التلاتات» أو «البسكوتة» الشعبى فإن طوله 7 سم، وعرضه 14 سم فى ارتفاع 1 سم متر فقط، ويتراوح ثمنه ما بين 5 و7 آلاف جنيه، ويتم بيعه بالسنتيمتر وليس بالجرام، ويطلق عليه صباع حشيش، ويقوم التاجر بتقسيمه إلى 14 صباعًا، ويقوم بيبع الصباع سم فى سم من 450 إلى 500 جنيه، والصباع نصف سم فى عرض سم بحوالى 300 جنيه، ويكون الكيس عبارة عن 3 أوقيات، ويزن حوالى 100 جرام.
ويوجد صنف «بيور» عبارة عن زيت الحشيش الأصلى، ويكون عبارة عن «أمبول» به حوالى 3 جرامات حشيش، ويصل ثمنه إلى 5 آلاف جنيه، ويتم إدخال الريشة إلى الأمبول لتكون مبللة بزيت الحشيش، ويقوم بوضعها على السيجارة من الخارج، وهو الأغلى والأندر وجودًا، نظرًا لارتفاع ثمنه.

أشهر أسماء وماركات الحشيش فى 2017
انتشرت أسماء جديدة لماركات الحشيش فى مصر، وغزت الأسواق فى الفترة الأخيرة، وأشهرها حشيش «الحصان 2017، ومفتاح، وجولد، وبيور، والأسطورة، وتوكلت على الله، و BOSS، وL 2016»، وأخرى تحمل حرفًا أجنبيًا أو حرفين ورقمًا، مثل «KL39، و K39، و R1، و RS9، و M8»، بالإضافة إلى أنواع أخرى شهيرة منها «أبوتريكة» و«هيفاء».

غش الحشيش بالحنة وحبوب الهلوسة
يلجأ تجار الحشيش الكبار المتحكمين فى سوق الكيف إلى تصنيع الحشيش المضروب على طريقة فيلم الكيف «البهظ»، بعمل خلطة سحرية، بإضافة قليل من الحشيش الأصلى عليها، حيث تتم إضافة كيلو الحشيش الواحد الأصلى إلى 10 كيلو حشيش «مضروب» من الخلطة الجديدة، التى تضاف إليها الأقراص المخدرة، وتسبب الهلوسة السمعية والبصرية والإثارة الجنسية.

وبعد التدهور الشديد الذى أصاب صناعة «كبس» الحشيش فى مصر بسبب الظروف غير المهيأة، والتضييقات الأمنية، يلجأ صناع الحشيش إلى إضافة مواد عطارة حريفة لتوهم المستهلك بأنه يشرب حشيشًا جيد الصنع، أو خلطه بالحبوب المخدرة.

أشهر أماكن مكابس الحشيش فى مصر
مكابس الحشيش تكون فى أماكن بعيدة فى الصحراء، ويتركز أغلبها فى الساحل الشمالى والإسكندرية ومطروح، وبعض قرى المثلث الذهبى بالقلوبية، والتى تقوم بعملية التصنيع، حيث إنها أماكن مجهزة، بها معدات ثقيلة للكبس، وفرن لطبخ الحشيش، وخلاط لطحن الأقراص المخدرة ومخدر البانجو، ويحاول أصحابها إخفاؤها فى أماكن نائية وصحراوية أو بعيدة عن قبضة الشرطة والمباحث.

3 طرق لتصنيع خلطة الحشيش المضروب
يلجأ تجار الحشيش إلى غشه والتحايل على زبائنهم، حيث إن الحشيش الأصلى سعره غالى جدًا، بسبب ارتفاع سعر الدولار، حيث إنها تجارة عالمية، ويتم بيع الكميات المهربة بالدولار، مما يعنى زيادة سعره أضعافًا مضاعفة، غير أن الزبائن المصريين يفضلون الحشيش «الفستك»، أى المضروب والمخلوط، نظرًا لعدم وجود زيت الحشيش الأصلى فى مصر.

الحشيش المضروب ليس نوعًا واحدًا، لكنه عدة أنواع، وتختلف الخلطة عن الأخرى فى الطعم، أما الحشيش الأصلى فغير موجود فى مصر، ويتم استيراده من الخارج.

وهناك 3 طرق لعمل خلطة الحشيش فى مصر، وتعتمد الطريقة الأولى على تحضير حنة، وقليل من العسل الأسود، وكمية من نبات الخشخاش، ثم يطحن الخشخاش مع الحنة بالعسل الأسود، ونضع كميات منه فى ورق السلوفان والفويل، ليصبح بشكل ورائحة قريبة من الحشيش الأصلى.

والطريقة الثانية لعمل الحشيش تعتمد على شقيقه الأصغر، البانجو، حيث يتم إحضار الحنة، والعسل الأسود، والبانجو، ويقوم التاجر بطحن البانجو فى الخلاط حتى يصبح بودرة ناعمة، ثم تتم تصفيته من الشوائب، ويحضر نصف الكمية المطحونة تقريبًا من الحنة، الأهم أن يكون البانجو ضعف الحنة، ثم يضاف العسل الأسود بكمية قليلة لتجعله متماسكًا، ويقوم بعجن الخلطة، وبعد العجن توضع الخلطة فى كيس من السلوفان، وتلف داخل ورق الفويل، وتوضع فى الفرن لمدة قصيرة من 5 إلى 10 دقائق على نار هادئة، ثم يقوم بكبسه سريعًا.

أما الطريقة الثالثة للكيف «البنى» فتحتاج إلى عبوة بنج، وبعض الأدوية المخدرة كالترامادول أو الأبترل أو التادول أو الترماجاك، أو أقراص أخرى للإثارة الجنسية، أو العصبية أو الهلوسة، يتم طحنها جيدًا، ووضعها على كمية قليلة من نبات الحشيش، وتسخينه فى إناء، حتى يصبح ناعم الملمس، وسهل الذوبان، ثم نخلطه بكمية وفيرة من البنج.

الحشيش المغشوش أكثر ضررًا
يقول الدكتور محمد زهدى، استشارى الطب النفسى وعلاج الإدمان، مدير مستشفى المعمورة لعلاج الإدمان، إن تأثير الحشيش المغشوش أو المضروب كما يطلقون عليه أكثر ضررًا من الحشيش الخام، نظرًا لوجود أضرار إضافية ناتجة عن المواد المخلوط بها، سواء البرشام أو حبوب الهلوسة أو الأقراص المنومة التى تضيف أضرارًا زائدة بالإضافة إلى أضرار الحشيش نفسه.

ويؤكد زهدى أن الحشيش إدمان ويحتاج فترة لعلاجه، وتعاطيه من المؤكد أنه يسبب أمراضًا مزمنة، مثل أمراض الرئة والسرطان، ويضر بالجهاز التنفسى والفشل الكلوى والفشل الكبدى والتليف الكبدى، وجلطات المخ، بالإضافة إلى العقم.

ويضيف أن الحشيش يؤثر أيضًا على المخ والدم، ويتسبب فى نوبات تسمى «ذهان التعاطى»، وتخلف وراءها أضرارًا مزمنة وأخرى مؤقتة، تؤثر على صحة المتعاطى لسنوات على المدى البعيد.

ويؤكد أن هناك أضرارًا نفسية أخرى ناتجة عن تعاطى الحشيش المضروب، أهمها الاكئتاب، والقلق الدائم، والتوتر بشكل مستمر، بالإضافة إلى اضطرابات فى النوم.

المكافحة المجتمعية هى الحل
يقول اللواء محمد نور، مساعد وزير الداخلية السابق، إن الادارة العامة لمكافحة المخدرات عملها الأساسى يعتمد على منع التهريب والجلب، وتعمل بالتنسيق مع البرنامج الإنمائى للأمم المتحدة لمكافحة المخدرات، ويأتى الحشيش إلى مصر سواء من الدول التى تزرعه وتبيح زراعته وتجارته، أو الأخرى التى تصنعه مثل لبنان والمغرب وأفغاستان وتركيا، وعليها إغلاق المنافذ الحدودية، والتفتيش الدقيق للحاويات والسفن الكبيرة والكونترات التى تدخل البلاد.

وأضاف مساعد الوزير السابق أن جميع مديريات الأمن بالمحافظات توجد بها أقسام لمكافحة المخدرات، وتقوم بمطاردة وضبط التجار، سواء الكبار أو تجار التجزئة، وتضبط عددًا كبيرًا من قضايا التعاطى، مؤكدًا أنه لا بد من ضبط أغلب المتعاطين، وتأهليهم نفسيًا للإقلاع عن التعاطى بدلًا من حبسهم ومعاقبتهم بأشد العقوبات ليكونوا ضحايا، ويعودا إلى التعاطى مرة أخرى فور خروجهم من المؤسسات العقابية.

وقال إن هناك عددًا من المكابس التى تقوم بتخزين الحشيش وخلطه بحبوب منومة، ولا بد من تضافر جهود الإدارة العامة لمكافحة المخدرات للسيطرة التامة لمنع جلبها، وعلى الرغم من معاقبة المهربين بالإعدام، فإن التهريب لا يزال مستمرًا.

وعن الحلول الفعلية لمواجهة أضرار الحشيش، يقول إنه لا بد من وجود مكافحة اجتماعية متكاملة تبدأ من المدرسة والمنزل والأسرة، مؤكدًا أن معظم الجرائم بكل أنواعها تكون بسبب الحشيش، مضيفًا أنه لا بد من الاعتماد على المكافحة المجتمعية، وكذلك تضافر جهود كل الوزارات المعينة سواء الثقافة، أو الشباب والرياضة، أو الصحة، أو المؤسسات الدينية، الأزهر والكنيسة، لمنع التعاطى.

الحلول الأمنية والعملية لإحباط تجارة الحشيش
يؤكد اللواء حسام لاشين، مساعد وزير الداخلية الأسبق، أن أغلب المصريين يلجأون لتعاطى مخدر الحشيش، نظرًا لأن أثره التدميرى يحتاج إلى فترة طويلة بخلاف الأقراص المخدرة والهيروين، ويرى أن الداخلية أحبطت محاولات كثيرة فى الآونة الأخيرة، ومنعت دخول عشرات الأطنان، ولمواجهة الاتجار بالحشيش فى مصر، يقول إنه لا بد من إغلاق المنافذ الحدودية سواء من خلال البحر أو الطرق البرية الصحراوية، مؤكدًا أن الأجهزة الأمنية لن تستطيع إحباط إدخال الحشيش بنسبة 100%.

وأضاف لاشين أنه لا بد من مراقبة فعالة للحدود المصرية، خاصة من البحر الأحمر أو الأبيض، بالإضافة إلى تشديد الحراسة، وزيادة عدد أفراد البحث الجنائى للمخدرات، وضرورة إرسال مأموريات إلى المغرب ولبنان بادعاء أنهم تجار مخدرات، ومن ثم التعرف على كيفية شراء وإدخال صفقات المخدرات، ومعرفة أساليب وطرق المهربين وإحباطها، وكذلك لابد من وجود تفتيش دقيق جدًا فى السفن الكبيرة، والمخازن السرية.

ويرى الخبير الأمنى أن مكافحة الاتجار داخليًا تعتمد على عدة نقاط، أهمها التوعية، لأن الحشيش يدمر الاقتصاد القومى بإنفاق ملايين الدولارات، علاوة على زيادة نسبة الجريمة بكل أشكالها وأنواعها، مما ينذر بكوارث اجتماعية فى القريب العاجل، ويقول إنه لابد من اتباع إجراءات معينة بتعاون كامل بين الوزارات المعينة، الداخلية والتعليم والدفاع والشباب والرياضة والإعلام والصحة، وكذلك دور الدراما والأفلام والمسلسلات.

وأيضًا لا بد من تضييق الخناق على أكبر التجار، ومنافذ كبس الحشيش، سواء فى المحافظات الساحلية أو المثلث الذهبى فى القلويبية، بمداهمة مكابس الحشيش وإغلاقها، والاعتماد على مصادر سرية ومصادر جديدة للمعلومات، وزيادة عدد أفراد الشرطة فى المناطق التى تشهد رواجًا لتجارة الحشيش.

21 ألف متعاطى حشيش يخضعون للعلاج
من جهته يقول عمرو عثمان، مدير صندوق مكافحة الإدمان، إن أكثر من 21 ألف متعاطٍ للحشيش يخضعون للعلاج، وتحت البرنامج العلاجى التأهيلى، مؤكدًا أن أكثر من 25% من إجمالى 84 ألفًا من الذين يأتون للعلاج يكونون من متعاطى الحشيش، لأنه يعتبر المخدر الأكثر رواجًا وانتشارًا فى عالم المخدرات بمصر.

أضاف عثمان أن أغلب حوادث الطرق، وحالات العنف والاغتصاب تكون بسبب الحشيش، وبحسب آخر إحصائية تمت على إحدى المؤسسات العقابية فى مصر، تبين أن أكثر من 7 % من الجريمة بمختلف أنواعها بسبب تأثير مخدر الحشيش، وأغلبها جرائم متنوعة، سواء تحرش، أو اعتداء جنسى، أو سرقة بالإكراه، وصولًا إلى القتل، وأن أغلب المتعاطين سائقون، وهو ما أثبتته الحملات المرورية من خلال عمل تحليل المخدرات للسائقين.
ويؤكد مدير صندوق مكافحة الإدمان أن أضرار الحشيش زادت فى الفترة الأخيرة بسبب خلطه بأنواع مختلفة من الحبوب المخدرة، وأغلبها يتسبب فى أمراض الجهاز العصبى، سواء الفصام أو الأمراض الأخرى.

طرق وأماكن تهريب الحشيش إلى داخل البلاد
هناك أنواع كثيرة من الحشيش الأصلى المزروع فى دول عربية، وماركات عالمية، ولكنها غير موجودة فى مصرو ويتم تهريبها من الخارج، مثل الحشيش المغربى، المتصف بالتماسك والصلابة، والقوى التأثير والمفعول، وأيضًا الحشيش اللبنانى، ومن صفاته أنه ناعم الملمس، وطرى جدًا.
ويتم تهريب الحشيش إلى مصر عن طريق الصحراء الغربية، أو من خلال الموانئ والمياه الإقليمية بالبحر المتوسط أو البحر الأحمر، أو من خلال الحدود الجنوبية مع السودان، وأغلب المخدرات التى يتم تهريبها إلى مصر تكون قادمة من دولة المغرب، والحشيش المغربى معروف ومشهور فى العالم بأجمعه، ويعتبر مصدر دخل قومى للدولة، وتتعدى زراعته حوالى 30 ألف فدان، وأيضًا لبنان التى تقوم بزراعة الحشيش رغم منعه، ويتم تهريبه إلى مصر فى شحنات كبيرة.

ضبط 500 طن حشيش بعد الثورة
وأحبطت الإدارة العامة لمكافحة المخدرات أكثر من 500 طن من مخدر الحشيش، فى السنوات الخمس الأخيرة بعد ثورة يناير حتى الآن، وبحسب إحصائية وبيانات رسمية صادرة من الإدارة العامة لمكافحة المخدرات للسنة الماضية فقد نجحت المكافحة خلال الأشهر الماضية فى ضبط 57506 قضايا «اتجار وتعاطى مواد مخدرة» خلال 12 شهرًا، بلغ عدد المتهمين فيها 72741 متهمًا، حيث تمت إبادة 114 فدانًا و11 قيراطًا و17 سهمًا من الزراعات المخدرة، وضبط 434 كيلوجرامًا من بذور النباتات المخدرة، و78176 كيلوجرام بانجو، و23102 كيلو حشيش، و66 كيلو أفيون، و709 كيلوجرامات هيروين، و26 كليو كوكايين، و507 جرامات من مخدر الآيس، و15 كيلو من مخدر الفودو، و245 مليون قرص مخدر مختلف الأنواع. ففى نوفمبر 2016 منذ حوالى 3 أشهر، نجحت الإدارة العامة لمكافحة المخدرات فى إحباط تهريب 8.5 طن حشيش عبر السواحل الشمالية للبحر الأبيض المتوسط، حيث تم ضبط مخزن سرى ضخم داخل سفينة، وألقى القبض على 13 شخصًا على متنها، بينهم تجار مصريون وأجانب، وكانت تسمى الصفقة باسم «صقر العرب»، ويتخطى ثمنها مليارات الجنيهات.

وفى ديسمبر 2014 تم إحباط محاولة تهريب 15 طنًا من مخدر الحشيش لداخل البلاد، على متن أحد المراكب المصرية القادمة من المغرب، وألقى القبض على مصريين وليبيين وإيطاليين.

أساليب تهريب الحشيش إلى مصر
الحشيش أكثر المخدرات جلبًا من الخارج، ويأتى من المغرب على خطين، البحر أو البر، ويصل إلى حدود ليبيا ويتسلمه الليبيون لتهريبه عبر الحدود المصرية، عبر الدروب الصحراوية أو البحر وتخزينه، وكل ذلك فى إطار التجارة الدولية المتبادلة.

ويتم تهريب الحشيش اللبنانى عبر «برادات» التفاح، ووضعه بين صناديق التفاح، لإخفاء رائحته نهائيًا، بينما يأتى الحشيش المغربى عن طريق البحر إلى ليبيا، وتتسلمه هناك مراكب صيد صغيرة، ومن ثم نقله بسيارات جيب فى بحر الرمال إلى تجار مطروح، وهو الموجود فى الأسواق، بعد نجاح التجار فى تهريبه.

أسماء الحشيش المختلفة فى دول العالم
له عدة أسماء، حيث يُسمى الحشيش فى المغرب «الكيف»، وفى الهند «بانج» أو «كاراس»، وفى الولايات المتحدة «ماريجوانا»، وفى البرازيل «روزماريا»، وفى روسيا «أناشكا»، وفى فرنسا «سانفر»، وفى إسرائيل «شيشا»، وتختلف طريقة تحضيره من بلد إلى آخر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.